23 ديسمبر، 2024 2:35 م

لماذا عمار الحكيم إبن المرجعية؟!

لماذا عمار الحكيم إبن المرجعية؟!

سؤال يدور في رأسي؟ لماذا السيد عمار الحكيم إبن المرجعية! هكذا قالوها، وكانت مدوية جداً في حينها، بحثت عن الإجابة، بين أمهات الكتب، للوصول الى إجابة مقنعة، لأن المرجعية في النجف الاشرف، لا تتكلم دون مواثيق، أو أدلة.
الحديث عن عائلة بحجم آل الحكيم، يراد لها مجلدات كبيرة، وربما لا يعطى حقهم العلمي والجهادي، الذي كتب بأحرف من ذهب، منذ بروزها للعالم، أيام الإمام محسن الحكيم(قدس)، حتى يومنا هذا مازالت مستمرة، مع إبنها السيد عمار الحكيم، لكني سأروي لكم حادثة، من زمن زعيم الطائفة الشيعية الأول في حينها، الإمام الحكيم (قدس).
جاء الملك فيصل الثاني الى النجف الأشرف، مع عبد الاله ونوري السعيد عام (1946)  ميلادية، وكانت العادة أن يلتقي العلماء، في الحضرة العلوية المطهرة، فحضر السيد محسن الحكيم (قدس)، مع السيد الحائري، والسيد بحر العلوم، وتقدم الإمام الحكيم، بمجموعة من الطلبات العامة، تتعلق بحقوق الناس، فسجلت المطالب، وانتهت الزيارة.
مرت السنون، وجاء الملك فيصل الثاني، الى النجف مرة أخرى في عام (1949)، فأعطي الخبر للإمام الحكيم (قدس)، وكان حينها رئيس الطائفة الشيعية في العالم، لكنه رفض الحضور لإستقباله، فجاء المتصرف عبد الرسول الخالصي، وقال له: (سيدنا هذه إهانة، وأنا شيعي) ولكنه لم يوافق، فحصل نقاش بينهما، وأخيراً نهره السيد الحكيم قائلاً: نحن لسنا جزءاً من زخرف الحضرة المشرفة، حتى يأتي الملك، ويطلعونه على الزخارف، لقد قدمت له جملة من الإحتياجات، والمطالب العامة للفقراء، حيث لم يتم لحد الآن تنفيذها، ويبدو أن القضية ليست جدية، وإنما للدعاية، وأنا لست مستعداً، لأن أكون جزءاً من الزخرف، فزاد إعجاب العالم بحكمته وذكائه، وإزداد تعلق الناس بعلمائهم، وهو مطلوب في كل عصر.
مرجعية دينية، أيام سلطة دموية، وأفكار منحرفة، أريد لها التغلغل في نفوس المسلمين، وأخذت تعبث بعقول الناس، كالشيوعية والقومية العربية، والتعصب الطائفي والعرقي، التي روج لها نظام البعث المخبول، فتصدى لها وريث الصالحين، السيد محسن الحكيم (قدس)، مؤكداً على أن وراء الطائفية، شؤون سياسية خبيثة، تسعى لتمزيق الأمة منذ ذلك الوقت.
دائماً ما كانت الأنظار تتوجه إليه، عند مشاركاته في الفعاليات، التي يقيمها الأخوة السُنة، وكان يحثهم على المشاركة في المناسبات الشيعية، داعياً  الى تطبيق العدالة الإجتماعية، في ظل مبادئ الدين الإسلامي، لأنه الوحيد القادر على تحقيقها.
اليوم وبعد مضي هذه السنين، نجد أن المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف، تسير على نهج الإمام محسن الحكيم (قدس)، وهو أمر متوقع، فهم تلاميذه، وتخرجوا من مدرسته، التي تطالب بحقوق الناس المظلومة، حتى لو كلف ذلك حياتهم، لذا أصبح العالم ينتظر، أراء المرجعية في النجف الأشرف، لما لها من تأثير عليهم، وقد  أكتسبته من شجاعتها، ومصداقيتها، وجرأة ما تطرحه.
من هنا نستنتج، أن السيد عمار حفيد الامام محسن الحكيم (قدس)، هو أيضاً يسير على نهج جده، ولهذا فقد تلاقى النهج الحكيمي، مع نهج علماء النجف الأشرف، فأمسى السيد عمار الحكيم إبنها البار!