لما بدا الحملة الانتخابية كان الكثير من السياسيين يرغب في الحصول على مباركة المرجعية العليا في النجف او في اي مكان اخر لعلها تؤثر في زيادة فرصته في الانتخابات فيما كان البعض الاخر يرغب في الخلاص من نظرة المرجعية السلبية والتي اصبحت شيئا واضحا جدا مع تقادم المدة وعدم الانفراج في العلاقة المتوترة بين الطرفين .
وهذا الحال كان الميزة العامة لكل المشاركين في حكومة المالكي التي اودت بالبلاد والعباد الى اتون الحرب الاهلية والى المخاطرة بوجود بلد اصلا بعد سوء الادارة الذي طبع مؤسسات تلك الحكومة طوال السنوات العجاف التي عاثت الحكومة فيها فسادا في كل مفاصل الدولة حتى اصبح النزيه غريبا في بلده وشخصا تنكرت له الدولة التي يعمل للحفاظ على اموالها ومؤسساتها !!!!.
وكان الكثير من العاملين في النزاهة يهددون في حياتهم واهليهم من قبل بعض المتنفذين لكي يبقى الوضع على ما هم يريدون ؛حتى وصل الامر الى البحث عن اسلوب البقاء على الحياة وليس الحفاظ على الوضع العام , وهكذا اربكت دوائر الدولة كل العاملين في هذا المجال عندما شاهدوا كيف ان النزيه يعاقب علة نزاهنه والفاسد يكافأ على فساده فانقلب القيم وصار العالي سافلا والسافل عاليا .
وفي تلك الفترة كان بعض الناس يرى ان تدخل المرجعية لم يكن واضح الوجهه كما حاول بعض المنحرفين ان يسيء اليها بشتى الوسائل حتى ظهرت الصفحات المزيفة التي تعمل ليل نهار على الطعن بالمرجعية الدينية من دون توقف وبقيت المرجعية على موقفها لان مواقفها رسالية وليست مرحلية ومصلحية .
وعندما انتهت الانتخابات وبان التغيير في الافق بقيت المرجعية تنتظر ان يكون التغيير امرا واقعا وبعد مرور فترة ليست طويلة على ذلك افصحت المرجعية عن السبب وراء هذه المطالبة بعد كانت قد افصحت من قبل واعذرت لكنها بعد حصول الامر فعلا كانت تريد ان يعلم الجميع
وجاهة السبب الذي دفعها الى ذلك لان البعض من الناس قد يتاثر بالامر الحاصل فتختلف عندما المعطيات ويرى الجيش بعد الفتح غازيا بعد ان كان يراه محررا .
وكانت الماكنة الاعلامية تعمل في هذا الوقت على تغيير كل المعلومات حول المرحلة السابقة من خلال العمل الاعلامي المبرمج والذي اثر كثيرا في ذهنيات المواطنين خلال فترة الانتخابات وما بعدها واصبح الكثير من الناس يرى ان الامر لم يكن كما ظنوا واصبح القناعات تتغير وهكذا وادل دليل على ذلك شهداء سبايكر الذين ذهبوا نتيجة المجاملات والفساد الذي اودى بحياة عشرات الشباب غير المسيس من دون ذنب سوى الثقةبالفاسدين .
وكانت المرجعية قد اختارت احدى خطب الجمعة لتؤكد ان سعيها كان من وحي قراءتها للواقع عن قرب وان هذا الواقع يترجم بكلمة واحدة هي الفشل .
ولم يكن الفشل امرا عابرا في الحكومة السابقة بل كان سياسة مبرمجة يلعب فيها الفساد الدور الاول ولهذا قالت المرجعية قولتها ان الفشل لما صار هو الصفة العامة في الفترة السابقة كان التغيير امرا حتميا بعد بذل الجهود في التغيير من خلال النصح من دون فائدة تذكر .