كان اغلب ساسة الشيعة وقياداتهم الدينية يقولون بان سبب استمرار “الارهاب” هو عدم قيامهم باعدام “المحكومين” بالاعدام ممن يتهمونهم بالارهاب !.
وكان اغلبهم يقول بان اعدام اولئك سوف يردع “الارهابيين” ويقضي عليهم.
وفعلا شنت حكومة المالكي حملة اعدامات كبيرة لم يشهد العالم مثيلا لها سوى في ايران التي اعدمت سبعة عشر سنيا لمجرد مقتل ستة عشر جنديا من الحرس الثوري على يد الثوار البلوش!.
ورغم انتقاد الامم المتحدة وجمعيات حقوق الانسان الدولية لحملة الاعدامات تلك,خصوصا وان القضاء العراقي قد اشتهر محليا وعالميا بعدم نزاهته .الا ان المالكي الملبوس بهاجس القتل,والذي لا يعرف ان يفكر سوى في مصطلح اقتل قتل يقتل, لم يجد سوى الهروب الى الامام وان يستمر بحملات الاعدام حتى لو كانت النتيجة ان يعدم نفسه!.
حسب احصائيات الام المتحدة ,فان عمليات التفجير ازدادت وتيرتها بمقدار مئة وخمس وثلاثين بالمائة عما كانت عليه قبل الاعدامات في العام الماضي . وحيث ان ما وصفته بـ” تسونامي” التفجيرات الذي كان يضرب العراق مرة كل شهرين او ثلاثة اشهر, قد اصبح هذا التسونامي يضرب العراق مرتين كل اسبوع تقريبا, وان عمليات التفجير بدات تتصاعد بشكل متزايد حتى وصلت ذروتها في الشهر الحالي, حيث ضربت رقما قياسيا لم يشهد له العالم مثيلا من قبل حين فاق المئة سيارة في اقل من شهر!.
اغلب التحليلات المقربة من المالكي تقول بان تلك التفجيرات هي عبارة عن “رفسة الموت” و”النزع الاخير” بالنسبة لمن تصفهم بالارهابيين,وهي نفس الجملة التي يرددونها منذ سنوات .
لكن التحليلات المحايدة ادركت اغلبها بان “الجهاديين” الذين يقاتلون في العراق هم مقاتلون عقائديون ,وان الموت او ما يسمونه “الشهادة” هو احد الاهداف التي يسعى اولئك الجهاديون لنيلها, وبالتالي فان تخويفهم بالموت لم يكن ناجعا معهم. بل لقد ادى الى نتائج عكسية تماما.
حيث رجح البعض ان ازدياد عمليات التفجير كان مرده ارتفاع نبرة الثأر عند اولئك الجهاديين مما ادى بهم الى ارتفاع جرأتهم على شن الهجمات في المناطق الحساسة وبقوة اكثر تركيزا .
وثانيا فان عمليات الاعدام الجماعية والمجحفة والتي اقتصرت على اهل السنة فقط بينما لم تطل شيعيا واحدا , كل ذلك ادى الى سخط شعبي واسع في اوساط اهل السنة مما ادى بان ينزوي اغلبهم الى جانب اولئك الجهاديين لتعود لهم حاضنتهم الشعبية باوسع مدى .
والخلاصة ان عمليات الاعدام التي كان البعض يروج الى انها سوف تطيح بالارهاب قد ادت الى نتائج عكسية يتسربل بويلاتها جياع الشعب العراقي الذين ابتلاهم الله بقائد محنك وحنيك وابو حنك اسمه نوري الحالكي!!.