بدأت التحركات الماراثونية بين اربيل وواشنطن والاتصالات والتصريحات الصحفية تتصدر واجهات الصحف اليومية وعناوين الاخبار المحلية والدولية ناهيك عن المواقع الكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي مع العد التنازلي لساعة الصفر تمهيدا لتحرير محافظة نينوى وقضاء تلعفر وأبرز من يحاول الاستئثار بالاهتمام الاعلامي في هذا المجال المحافظ بدون محافظة والقائد بدون أفراد شعب اثيل النجيفي الذي اصبح شخصا غير مقبول على مستوى طوائف واطياف نينوى عدا الشارع الموصللي الذي اصبح لا يطيق سماع حتى اسمه بعد أن كشفت الأيام سوأته وغبائه السياسي وضحالة شخصيته الكارتونية الفارغة والبراغماتية النفعية ، الذي لديه استعداد للمراهنة على بيع كل سكان وتاريخ وحضارة نينوى والموصل لقاء حصان راي سز واحد ! طالما هو خلف لأسرة عريقة بالرهان على الخيول والمراهنات السياسية الرايسزية ولعل من سوء حظ المواصلة واهل نينوى ان يكون أثيل محافظا على مدينة تاريخية عريقة ومن يقلب تاريخ هذه المحافظة بعمقها الثقافي والاجتماعي والعشائري يجد أن عهد أثيل هو الأسوأ في تاريخ الموصل وما جرى ويجري الآن من مآسي والآم وجوع وحصار وقتل ودمار وانتهاكات وفظائع بحق أهل نينوى ناتج عن سوء ادارة اثيل وآل النجيفي لمهد الحضارة ومرقد الأنبياء ومجمع الديانات والاطياف والاعراق المتعايشة منذ عشرات القرون .
ومن يحاول المقارنة بين ادارة اثيل النجيفي للعهد الأسود الذي ادار به المحافظة وبين العهود الماضية وبمراجعة بسيطة لا تحتاج الى كثير جهد يجد انه كان السبب المباشر في جلب الدمار والعار على اهلنا في الموصل ونينوى ، اذ لم تتعرض هذه المحافظة الى أذى مماثل بمثل ما تلاقيه اليوم ، بل كانت هذه المحافظة مصانة ومحفوظة طيلة العقود الماضية من قبل محافظيها السابقين وفي احلك الظروف حتى ممن كان من غير ابنائها الذين ابعدوها عن كوارث الحصار ونيران الحروب مع ايران والكويت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بسبب حرص ابنائها وشخصياتها وعشائرها على تجنيب محافظتهم العزيزة من الكوارث والاخطار باتباع سياسات عقلانية والوسطية والاعتدال مع انظمة الحكم الا اثيل الذي أبى وتولى وخربط وعلى على اهله واطياف محافظته فكان سيفا عليهم مع البيشمركة ومدمرا فتح ابواب الموصل على مصراعيه لداعش !!! والذي يتحمل دماء وتداعيات دمار المعالم الاثارية والحضارية التي لا تقدر بثمن ، سواء يدري او لا يدري ، وما زال يلعب بغباء مكشوف مرة مع الاكراد الطامعين بضم المحافظة الى كردستان ومرة مع الاتراك لضم المحافظة الى تركيا واخرى اللعب على الوتر الطائفي وتشكيل اقليم سني واخيرا ارتمائه في احضان المخابرات المركزية الامريكية بذهابه الى البيت الابيض وتقديم نينوى واهلها الى الامريكان على طبق من ذهب ، ناذرا نفسه لكل خدمة (بتاع كله ) المهم يبقى محافظا حتى بدون محافظة ووزيرا بلا وزارة ، لسببين اساسيين لا ثالث لهما :
اولا : التوسع الافقي والعمودي في الامبراطورية المالية لآل النجيفي التي قدرتها صحيفة ( فيدريكو ) الايطالية بمقدار ( 23,9 ) مليار دولار واكثر من 24 مليار دولار حسب تقرير السفارة الأميركية ببغداد وفق وكالة (اورنيوز) .
ثانيا : شعوره الدائم بالنقص في شخصيته الضعيفة أدت به الى التشبث بأعلى سلطة في ثاني اكبر محافظة في العراق الذي سبق وان فشل في تحقيق حلمه في أن يكون رئيسا لمجلس ادارة شركة اثاث الموصل المختلطة رغم شرائه اكثر من نصف اسهم الشركة في زمن النظام السابق ! ورغم كل الضغوط التي الحزبية والامكانيات المالية التي استخدمها ! فكيف به يستلم محافظة تفوق امارة خليجية وتوازي دولة عربية بمواردها وامكانياتها نفوسها .
وكان قاب قوسين او ادنى من رميه خارج مقعد المحافظ في الانتخابات الأخيرة بعد رفض معظم اعضاء مجلس المحافظة من السنة العرب ، الا ان ستة اعضاء من التركمان السنة (من ممثلي تلعفر واطراف الموصل ) في مجلس المحافظة وبمساندة الاعضاء الكرد أعاد أثيل الى كرسي المحافظة في اللحظة الأخيرة، وهو من ألد أعداء التركمان في المحافظة وخاصة ابناء تلعفر سنة كانوا ام شيعة ولا عجب من تأييده من قبل اعضاء مجلس المحافظة من التركمان السنة الذين امتثلوا لأوامر مباشرة من الباب العالي التركي ، وهم يعلمون كل العلم بأنهم يعيدون انتخاب من كان يمنع اقامة اية مشاريع او بنى تحتية في تلعفر والقصبات التي يقطنها التركمان واكثر من ذلك فما زال ممن على شاكلة النجيفي الذي يمقت الهويات الفرعية من مسيح وايزيديين وشبك وتركمان وبالذات اهل تلعفر اشد المقت وينظرون الى اهل تلعفر نظرة دونية ويصفونهم بشتى انواع النعوت البعيدة عن الادب والاخلاق الاصيلة ناهيك عن الصاق النكات والطرائف بأهلنا في تلعفر وسهل نينوى وغيرها ! الذين اثبتوا اصالتهم ووطنيتهم وعراقيتهم في اطلاق ثورة العشرين حين قاوموا الاحتلال البريطاني في مطلع القرن الماضي مثلما قاوموا دخول القوات الامريكية في عام 2003 على عكس أل النجيفي ومن لف لفهم في تسليم الموصل الى الاستعمار البريطاني وتكرار الحالة في تسليم الموصل الى القوات الامريكية واكملوها ثالثا حين سلم النجيفي وبمعيته اربعين الف من افراد الشرطة مفاتيح الموصل الى بضع مئات من افراد داعش في ليلة سوداء ونكسة موصلية نكباء ستبقى عارا على آل النجيفي واعوانه مدى التاريخ ليدخل هذه المدينة الجميلة ذات الربيعين تحت رحمة محاريث وجرافات داعش الهمجية الهجينة !
هذا الرجل لم يكن بوسعه ولا بإمكانياته المتواضعة ان يكون ابا لكل ابناء نينوى بأعراقها واطيافها والوانها وفسيفسائها ، وهو الذي فشل في ان يكون ابا واخا للسنة العرب التي يدعي الانتماء اليها فعاش على تناقضاتها واعتشاش على أزماتها وافتعل النزاعات مع المركز غير ذي مرة ولم يرتح له بال الا بعد ان سلمها الى داعش على طبق من ذهب ودون اية مقاومة فجلس محافظا على جناحه الوثير بفندقه بأربيل يأكل ما لذ وطاب من المنسف والقوزي والدجاج بينما ابناء نينوى يتلقون البرد والعجاج في المخيمات او المحاصرين دون ماء وكهرباء وخدمات في داخل الموصل مهددين بين الذبح ونكاح الجهاد منتظرين الفرج من رب العباد .
هذه المقدمة الطويلة اثارتها عندي بالواقع التصريح الوقح للجيفي أثيل الذي تهجم به على العشائر السنية في تلعفر !! محملا اياهم مسؤولية احتضان داعش ومطالبتهم بتحرير قضائهم !! على الرغم من مسؤولية بعض ابناء العشائر السنية بالانخراط في صفوف داعش واحتضانهم في بيوتهم وتزويج بناتهم لعناصر داعش والقيام بفضائع ضد العوائل التلعفرية الاخرى في اعمال النهب والسلب الا ان المتابع والمراقب المنصف لابد له من الحذر من خلط الاوراق والتفريق بين الحابل والنابل ومن غير الانصاف بمكان ان يحاسب الكل بجريرة عدد من المجرمين العتاة .
رد العشائر السنية التلعفرية الأصيلة كانت سريعة ومقحمة على تصريحات النجيفي متهمين اياه بسياسة (فرق تسد) وبالعمالة لبريطانية وتركيا وامريكا وعلى رأس القائمة إسرائيل طبعاً ومسؤوليته في إثارة الفتنة الطائفية والتفرقة العنصرية وزرع الكراهية والبغضاء بين أبناء المكون الواحد ، وما كان ينطلي على اهل تلعفر لم يعد له بيئة لاستقباله كونهم اصيلين طيبوا القلب ولا تسلم الجرة في كل مرة وسيأتي اليوم الذي يقف فيه كل ذي جرم امام جرمه وجريرته وسيدفع ثمن الدماء التي هدرت بسبب تعنته وانانيته وسياساته الرعنة في الدنيا قبل الآخرة وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .. ولنا عودة.