العالم المصري الشهيد الدكتور يحيى المشد ( ١٩٣٢ – ١٩٨٠ ) الذي إغتالته المخابرات الصهيونية ( الموساد ) في باريس بتاريخ ( ١٤- ٦ – ١٩٨٠) المشد كان أستاذا متخصصا في مجال الهندسة الكهربائية وأبرمت وزارة التعليم العالي العراقية عقدا معه للتدريس في قسم الهندسة الكهربائية بالجامعة التكنولوجية وشارك عددا من العلماء العراقيين والمصريين والسوريين ومن دول أخرى لتأسيس وبناء مفاعل أوزيراك الفرنسي في بغداد وهو التسمية العراقية لنفس مفاعل أوزيروس الواقع على بعد ٤٠ كم جنوب باريس.. وضمن هذا السياق يقول د.باسل الساعاتي العالم العراقي النووي المهاجر الى لندن أن مواصفات وتصميم وأجهزة المفاعل العراقي الذي بدأت أولى خطوات تأسيسه في عام ( ١٩٧٦ ) بعد تأميم النفط في عام ( ١٩٧٢) وزيادة موارد العراق المالية مطابقة تماما للمفاعل الفرنسي، ويضيف الساعاتي أن هذا المفاعل يضاف إلى مفاعل إيطالي آخر تعاقدت الحكومة العراقية على إنشائه أيضا.. في ( ٧ – ٦ – ١٩٨١ ) أي بعد سنة تقريبا من إغتيال الشهيد المشد قصفت طائرات العدو الصهيوني مفاعل أوزيراك ( تموز ) ودمرته بالكامل ويذكر الساعاتي أن الطائرات الصهيونية تمكنت من تدمير لب المفاعل ومختبرات التخصيب وهو ماأحال المفاعل إلى بناية عادية مدمرة بالكامل.. بعد إغتيال الشهيد المشد إعتمد العلماء العراقيون على خبراتهم العلمية وتمكنوا من تخصيب اليورانيوم كهرومغناطيسيا ماأثار حفيظة العدو الصهيوني مستغلا إنشغال القوات والحكومة العراقية في حربها مع الإيرانيين.. الصهاينة إستمروا بإجراء مئات التجارب والتدريبات العسكرية لنماذج مماثلة من المفاعل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ثم القيام بإجراء إعتدائهم الغادر على المفاعل وتدميره.. الصهاينة حصلوا على نماذج مطابقة لمفاعل أوزيروس الفرنسي المشابه لمفاعل أوزيراك العراقي بعد أن زودهم جاسوس فرنسي من أصل يهودي بالخرائط.. العدو الصهيوني كان يعلم جيدا أن المفاعل لم يصمم للأغراض العسكرية أو لتصنيع قنبلة ذرية بل كان المفاعلان،الفرنسي والإيطالي للبحوث العلمية وتطوير مجال إستخدام الوقود النووي في صناعة الكهرباء ومكافحة التصحر وفي مجال الطاقة المتجددة.. الصهاينة لاترعبهم القنابل الذرية لأنهم أول من صمم وصنع قنابل ذرية في مفاعل ديمونة وهو فرنسي أيضا !
بل يرعبهم العقل العربي المبدع وهم بذلك لاينظرون للعرب بأن هذا العالم من مصر أو العراق أو الخليج العربي أو فلسطين بل يعتبرون العقول العربية المتميزة عدوة لهم أينما حلت! لذلك إستمر الصهاينة في متابعة وتنفيذ سلسلة من الإغتيالات للعلماء العرب قبل إغتيال المشد وحتى يومنا هذا وإستمر الصهاينة في متابعة أي نشاط علمي وبحثي في هذا المجال، لذلك كانت الضربة الأولى للطائرات الأمريكية في غاراتها على العراق عام ( ١٩٩١ ) بتدمير المفاعل الروسي البديل للمفاعلين الفرنسي والإيطالي بطلب خاص من رئيس وزراء العدو الصهيوني آنذاك إسحاق شامير، بمعنى آخر لابد من موافقة مسبقة من العدو الصهيوني كي تقوم أي دولة عربية بمجرد التفكير ببناء مفاعل نووي .. ولله الأمر