من معاني ودروس المسير المليوني السنوي لعشاق الحسين هو الإعلان العظيم عن ثورة عظيمة على الظلم والانحراف عن منهج النبي محمد (ص) .. قد حدثت في سنة ألواحد والستين من الهجرة .. قام بها حفيد النبي ( سيد شباب أهل الجنة ) ومعه صفوة من آلِ بيت النبي الاكرم .. وقيام الخليفة الأموي يزيد بن معاوية وجيشه الشامي – الأموي – بمجزرة بحق عيال وأبناء النبي وأخذ النساء والأطفال سبايا الى الشام !
هذا الاستذكار مطلوب سنوياً لغرض فضح اتباع واحفاد هذا المذهب الأموي – من وهابية وإخوان ودواعش – وتحذير الانسانية و أمة الاسلام من منهجهم الدموي الذي عاث ويعيث في ارجاء الارض القتل والدمار ، واساءاته لدين الاسلام والمسلمين في العالم .. ومن معاني هذا الاستذكار والاستنفار المليوني هو الإعلان عن الاتباع والنصرة والتضحية بالنفس والمال في طريق الثورة الحسينية – ثورة الحق على الباطل والظلم في اي عهد وعصر ومكان .. ثورة ابي الأحرار ، صاحب المقولة ( لقد ركز اللعين يزيد بين اثنتين السلّة والذلّة ، وهيهات منا الذلة ) وكان من مصاديق ذلك الموقف ، ولادة الحشد الشعبي المقدس الذي استجاب لنداء الجهاد والثورة ضد العدوان على المقدسات والحرمات ، بنداء من المرجع السيستاني بفتواه في الجهاد الكفائي !
كان من نتاج مدرسة مسيرة العطاء الحسيني التربية على الإيثار والجود بالمال والوقت والجهد خدمة للسائرين بملايينهم الضخمة والتكفل بمتطلبات راحتهم وطعامهم بما يفوق الخيال ولذلك كان شعب العراق الاول عالمياً في تقديم المساعدات الانسانية للغرباء لسنتين متتاليتين حسب استفتاء المنظمة الدولية .. حيث اوضح التقرير الصادر عن “CAF” مؤسسة المساعدات الخيرية لعام 2016 أن العراقيين يتصدّرون للعام الثاني على التوالي قائمة الشعوب الأكثر مساعدة للغرباء، هذه المرة العراق اولا لكن بجهود شعبية وليست حكومية !
ان المسير المليوني مدرسة وتمرين تعبوي في الانضباط والتكافل والمحبة بين السائرين ، فلا حوادث شجار ولا اعتداء بالرغم من متاعب و مشاق المسير على الأقدام ولمسافات طويلة ! السلام على الحسين وعلى المستشهدين بين يديه وعلى شهداء العراق اجمعين !