7 أبريل، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

لماذا ثار المصريون على تجار الدين وخنع العراقيون ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ايام حدث نقاش بيني وبين شاب اخر عمرة 23 سنه وهو طالب جامعي حول الوضع الشاذ في العراق وقال بألم نحن شعب في قمة التخلف ( انظر كيف كنس الشعب المصري اهل العمائم وألحى ولم يتحملهم سنه واحدة بينما هم يعيثون في العراق فسادا لأكثر من عشر سنين ونحن عاجزون عن فعل اي شيء بل ان بعضنا يمشط لحاهم  ويتبرك بجرائمهم) وهذا الشاب كان عمره 10 سنوات عام 2003 وكان لا يعرف معنى ان يكون الشعب محجورا عليه فكريا معزولا عن ثورة المعلومات والاتصالات وكل مخه محشو بالخرافات القومية اللاإنسانية لمدة 32 عاما وحيث كان الناس يقسمون (بالعقيدة رفيقي )وبعضهم كان يقول علنا (ترى اني اكتب حتى على الله )  وبعد سقوط هذه الخرافة بعد كارثة الكويت وفرض الحصار القاسي والطويل على العراق اخذ النظام السابق بتضعيف  الخرافة القومية  وتقوية الخرافة الدينية ليبين للشعب الذي انهكه الحصار وقائده المنصور ان الذي يجري في العراق ليس بسبب سياسته الحمقاء ولكن بسبب وقوفه مع المظلومين والمضطهدين وايمان ( عبد الله المؤمن ) الشديد بالله  ولكي يسوق هذا اخذ يرسل عشرات الالاف الدولارات لذوي الانتحاريين الفلسطينيين  الذين  يفجرون انفسهم في اسواق ومواقف حافلات تل ابيب وبلغ الحال الذروة في ( الحملة الايمانية ) حينما اخذ يعطي حرية هائلة  لا هل العمائم وألحى من السنه والشيعة ليبيعوا بضاعتهم الفاسدة من الخرافات والخزعبلات في كل شبر من ارض العراق و في مجتمع مختلف طائفيا وكان الناس يقبلون على شراءها بشراهة للهروب من الحرمان ومن واقع صار اقرب للجحيم الى واقع افتراضي اخر فيه كل ما يشتهون  الا ان احتلت الخرافة الدينية ( وليس الدين الانساني ) عقول الناس ولم تترك للتفكير الانساني المنطقي والواقعي مكان في هذا العقل ….وعندما دخلت القوات الامريكية العراق عام 2003 كان صناع القرار الامريكان يعرفون جيدا انهم يحتلون بلد  فيه شعب يحيا زمنيا في بداية القرن الواحد والعشرين ولكنه واقعيا يعيش على حافات  القرون الوسطى المظلمة وبما انهم جاءوا يبحثون عن الذهب الاسود وعن امن إسرائيل  كان لابد من ادامة هذا الظلام عن طريق تعبيد الطريق لأدوات الظلام الدينية التكفيرية ( الاسلام السياسي) المشبعة بالثأر والضغينة والحقد التاريخي الطائفي من الذين كانوا يوزعون صكوك الغفران على الانتحاريين الراغبين بالعشاء مع الرسول وأصحابه في قندهار او الغذاء مع علي واولاده في معسكر الشهيد الصدر في الاهواز ان تحتل موقع الصدارة في قيادة البلد بواسطة الديمقراطية المشوهة لتعمل على تمزيق البلد طائفيا ولتحفر الخنادق المملؤة بالدم ليحول العراق الى كونتونات طائفية وعرقية من اجل اضعافه ونهبه  وهو المطلوب والدليل كان بامكان امريكا لو ارادت للعراق خيرا كما تتدعي ان تفرض حكومة انتقالية  علمانية لمدة عشر سنوات او خمسة عشر عاما حتى تولد اجيال عراقية جديدة بعيدة عن الحرمان والحروب والازمات والخرافة تعيش في القرن الواحد والعشرين منفتحة على العالم بمساعدة ثورة المعلومات والاتصالات وخاصة ( الساتلايت والانترنيت ).. وكل هذا حدث في العراق ولم يحدث في مصر لهذا لم يتحمل الشعب المصري  خفافيش الظلام الملونة بالدين وطردها بسرعة بينما هي تعشش في العراق وهي تقتل الان الشباب في الملاعب والمقاهي في العراق انتقاما منهم لاتهم يرفضون الان الدخول في حرب طائفية مفتوحة كما حدث عام 2005 ولآنها بدأت تشعر بان بضاعتها الفاسدة لم تعد تسوق كالسابق نتيجة الوعي الجديد والثقافة الجديد لهؤلاء الشباب وحيث بدأت الان ثقافة الساتلايت والانترنيت تأتي اكلها وهذه (الثقافة الرقمية )التي تدعو للتسامح وحق الاختلاف وعدم احتكار الحقيقة  التي ولدت بعد 2003 تنتشر إلان في العراق انتشار النارفي الهشيم.. واعمار الاطفال العراقيين الذين ولدوا معها عام 2003اعمارهم الان 13 سنة والذين ولد وعيهم معها اعمارهم الان 23 سنه وفي عام 2020 ستكون اعمارهم 30سنه وعندها ستحدث المعركة الفاصلة في بغداد وعلى اسوار بغداد ليس بين جيش السفياني وجيش جلال الدين الصغير ولكن بين جيش عظيم ومنظم ومتنور مشبع بقيم( الثقافة الرقمية ) وكله من الشباب وبين جيش ضعبف ومفكك وظلامي مشبع بقيم ( الثقافة الورقية )الدينية الخرافية وكله من الكهول يتقدمهم (تجار الاسلام السياسي )يقوده من الميسرة السفياني ومن الميمنة جلال الدين الصغير وجيوش كلا الطرفين بدأت منذ الان تعد العدة  لهذه المعركة الفاصلة حينما رد الشباب على تفجيرهم في ملاعبهم ومقاهيهم بنكته متداولة الان في الشارع تبين الى اي مدى بلغ حنقهم على المعسكر الاخر وفحواها ان ثلاثة عراقيين قرروا الانتحار نتيجة  الوضع المأساوي في العراق فقروا القاء انفسهم من فوق سطح عمارة وعندما قفز الشيعي لينتحر قال ( ياعلي ياولينا ) وقفز السني لينتحر وهو يقول( يامحمد ياولينا ) وقال الكردي وهو يهم بالانتحار ( ياعدنان ولينا ) مع قصائد شعبية احتجاجية مثل….
حمودي ابني كبر قائد مليشيا صار…. ايحبة الولي الفقيه ومغركة بالدولار
حمودي ابني كبراوبرلماني صار……عنده عمارة بدبي وبلندن استثمار
حمودي ابني سبع ماطلع مثلي عار…. عمري كضيته ركض اوماعندي
خمس امتار

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب