18 ديسمبر، 2024 9:39 م

لماذا تلسع العقرب (8)المفتري

لماذا تلسع العقرب (8)المفتري

وهذا رجل يتلذذ بالافتراء، الى حد انعدام الخوف من ربه بل وانعدام الحياء، وهو ابعد في تكوينه الفطري عن الرجال واقرب الى النساء .ان قلت عيوبك استكثرها، وان لم ير منك منقصة ابتكرها ، تجلس معه فلا تسمع منه الا هجوما على من غاب عن عينه من الأصحاب، وطعنا على من خاصمه من سابق الأحباب ، فهو عدو الغائبين وخصيم الغافلين، بل انه يفتري اذا حسدك ولو لم تخاصمه ، ويقذفك حقدا و إن لم تبادئه او تناقمه.
و أدهى مايصيبك منه انه يطعنك في سمعتك عند من لم يخالطك او يعرفك ، والأدهى انه يطعنك عند من لايعرف حقيقته فيصدقه ، والأمر من هاتين ان يغمزك لدى من يقيم له وزنا لمعرفته بشرف عائلته ونسبه فيؤمن على مايقول ، والأنكى من كل ذلك انه يطعنك وانت ابن عمه فتكون شهادته عليك صك امام الناس لايحول.
ذكر لي رجل فاضل من اصدقائي وكان صدره يكاد يتشقق الما ، ويكاد ياكل اصابعه ندما ، ان ابن عم له من اشد المفترين، زاره يوما في بلد الغربة بعد طول سنين، وكان فرحا به مكرما له نسي لبعد الزمان ماكان من امره من حب الإدعاء، وادمان الخساسة والافتراء.
ولانه ابن عمه الاصغر منه سنا كما يقول، فقد اشتاقه واحبه ولاقاه بالبشاشه والقبول. وكان صديق لنا شاهد على ماقال، فقال نعم والله اذكر وقد شهدته على تلك الحال.
فرايته بعيني كيف اكرمه، بل جاء به الى مكان عملنا الجامعي وقدمه ، ودعاه الى بيته عند اهله ليقيم، لكنه احب السكن في فندق كما اعتاد ،و بقي يزوره وينقله بسيارته كالمعتاد ، واطلعه على المدينة ومايرغب فيها من الشؤون والعمل ، ولم يمنعه عن رفادته شغل ولاكسل.
قال الضيف :ما اجمل هذه المدينة واحسن اهلها ، وانا والله طلقت زوجتي ولدي كما تعلم ولدان صغيران ،وانت هنا -كما يبدو ماشاء الله- رجل معروف ويقدرك الناس ويكرمونك، ولا اراهم يردون طلبك او يخذلونك.
قال نعم فما حاجتك ، قال: توسط لي في زواج من بناتهم الصالحات، ولاباس ان كانت ممن رايتهن من العاملات او الطالبات تستر بيتي واولادي ولك عند الله أجر .
اجابه الرجل الفاضل انه لايعرف كيف تدبر هذه الامور ، فجاوبه ان اهل زوجتك منهم، وسيخبرونك عنهم. قال صاحبي: سانظر و ارى وربك الميسر. يقول وانتهى الامر هنا وافترقنا لأمر اعاد ابن العم الضيف الى مدينته، ونسينا الامر من لحظته.
ولكن وبعد حين قابل المضيف المسكين، رجلا اخا لابن عمه هذا ولكنه فاضل امين .
قال: هلا تكلمت مع فلان، في امر استيلائه على حقوق لي وهربه ، اذ كما سمعت انكما اليوم قريبان صديقان لا تفترقان ، قال: لا والله ما رايته الا مرة واحدة او مرتين قبل شهر او شهرين ، ومارايته قبلها ولاعدت رايته بعدها، ولكني مستعد لأكلمه، واراجعه في امرك وافهمه ، فهو يقدرني كما اظن ، على اني لا اراه يقوم بأمر حرام فهو كما علمت حج بيت الله الحرام ، وكما رايته كان يوقف سيارتي ليقيم صلاته في جامع وخلف امام.
قال : انت لا تعرفه ولم تلقه منذ سنين ويبدو انك نسيت انه احد الكذابين واكبر المفترين.
قال: يارجل اتق الله ولا اسمح لك ان تقول هذا عنه فهو ابن عمي كما انت ، وسانهي الحديث اذا كررت .
ولما رآه يدافع عنه ويكاد يخاصمه لأجله، وهو ناصح من اجله ،
قال فخذ مني هذه اذن ونحن لايسمعنا الا الله .
قال:قل تفضل
قال: هل تدري انه قابلني بعد زيارته لك ، وماذا قال عن عملك وشغلك، وكيف تعيل اهلك!
قال ماذا قال فما قدمت له الا الخير
قال-وهو ناقل لقوله دون تحريف- -: يقول ان عملك في المخدرات و انك تصاحب الداعرات. واسال فلانا وفلانا من ابناء عمومتك وفلانا من مساعدي، فقد كانوا يوم حديثه معي.
فساد اللقاء صمت مخيف.
••كتبتها لأجل صاحبي المسكين، ومهداة منه الى ابن عمه المفتري الحاج أ .خ. شين. في عيد المسلمين ، وسيلقى كل عمله يوم الدين ، عند احكم الحاكمين
“لماذا تلسع العقرب، لأن ذلك في طبعها” مثل انكليزي