23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

لماذا تكره صفاء الهاشم اللهجة العراقية ؟

لماذا تكره صفاء الهاشم اللهجة العراقية ؟

منذ أيام تدور في الفضائيات ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حرب طاحنة بسبب خبر عن حفل للفنان كاظم الساهر في الكويت ، الجميع يطرح سؤالا واحدا: هل ننسى الماضي ؟
لكني وأنا أشاهد حديث النائبة الكويية صفاء الهاشم لاحدى الفضائيات ، وهي تبدي انزعاجها حتى من سماع اللهجة العراقية ، سألت نفسي سؤالا آخر: ترى ما هي أفضل طريقة للهروب من مواجهة الحاضر والمستقبل، فوجدت أن السيدة النائبة اكتشفت الطريقة التي تعتقد أنها الأمثل واعني بها الانشغال بالماضي وتقليب دفاتر تثير الأسى والشجن للشعبين.. طبعا لا أحد منا يمكنه أن يصادر حق الكويتيين في ان يستذكروا مآسي الماضي ، ويأخذوا العبر منها. لكن ليس من حق احد أن يحول هذا الاستذكار إلى شتيمة لكل العراقيين ، ، فمثل هذه الأفعال والاقوال لن تعيد حقاً، ولن ترجع الروح من جديد إلى جسد العلاقة بين الأشقاء.
ربما امنح العذر لقناة تلفزيونية ، رأت في شتم العراق والعراقيين مادة يسيل لها لعاب أي قناة تبحث عن الاثارة ، ولكنني لا أستطيع أن اعذر نائبة في مجلس الامة ، تنزلق إلى نفس شروط لعبة القناة ، بل وتذهب الى ابعد من ذلك حين تكتب تغريدة صغيرة تحت عنوان: “لا هلا ولا مرحبا بالعراقيين ؟”
تدرك السيدة النائبة التي كانت ضمن وفد الطلبة الكويتين الذين زاوا صدام في الثمانينيات ايام الحرب العراقية الايرانية ، ليهزجوا امامه فرحين بانتصارات حارس البوابة الشرقية ، إن العراقيين ذاقوا الظلم مضاعفا حين حاول الجميع تحميلهم وزر جرائم نظام صدام، وذاقوا مرارة الصمت العربي حين نكل النظام انذاك بالجميع من شيوعيين إلى قوميين إلى إسلاميين وسط تهليل عربي من المحيط الى الخليج يهتف باسم حارس البوابة الشرقية، وحين رمى صدام نصف مليون عراقي على الحدود الإيرانية لم يستيقظ ضمير أي مواطن كويتي ومنهم صفاء الهاشم ، ولم يبادر المفكرون والمثقفون العرب باستنكار هذه الجريمة، بل العكس شاهدنا الشاعرة الكويتية ” الاميرة ” سعاد الصباح تقف امام صدام وهي تقول له :” لماذا تقاتل بغداد عن ارضنا بالوكالة ، وتحرس ابوابنا بالوكالة ، وتحرس اعراضنا بالوكالة ، وتحفظ اموالنا بالوكالة ، لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة ، واهل الصحارى ، سكارى وما هم بسكارى” .
الثاني من آب كان نتيجة حتمية للصمت العربي والدولي على جرائم ارتكبت بحق العراقيين، ولو أن مغامرات صدام لم تقده إلى الكويت وإنما قادته إلى حرب مع الجارة تركيا لوجدنا الجميع بمن فيهم صفاء الهاشم يهلهلون لحامي حمى العروبة، راجعوا الأرشيف جيدا وشاهدوا كيف كان صدام ببدلته العسكرية يُستقبل في الكويت ، راجعوا أرشيف بعض المطبوعات الكويتية ، واقرأوا المطولات التي كتبها معظم رؤساء تحرير الصحف الكويتية وبلا استثناء في مديح صدام ، لا يتحمل العراقيون وحدهم ما جرى في الثاني من آب عام 1990 ، بل يتحملها كل من كتب وتغنى بمعجزات “القائد الضرورة” ، وأن كنت ناسي افكرك ، ورحم الله هدى سلطان .