18 ديسمبر، 2024 6:18 م

لماذا تقدمت بلاد الغرب وتأخروا العرب بعد ان كانوا اسياد العالم بكل شيء …عجبا ولاكن !!!

لماذا تقدمت بلاد الغرب وتأخروا العرب بعد ان كانوا اسياد العالم بكل شيء …عجبا ولاكن !!!

كان الناس في أوروبا لا يفعلون سوى الصلاة والدعاء من أجل المريض , بينما كان الزهراوي يخترع أدوات الجراحة الدقيقة , وابن سينا يكتب القانون في الطب , والذي ظل أكبر مرجع طبي حتى القرن الثامن عشر في أوروبا.

بينما كانت مريم الإسطرلابي الدمشقية تطور من الإسطرلاب , واحد من أعقد الإختراعات الفلكية , كانت النساء في أوروبا لا يخرجن من المنزل إلا للكنيسة.

بينما كان الأوروبيون لا يسمحون سوى بالإنشاد الديني أو الغناء الجريجوري , كان الفارابي يكتب عن العلاج بالموسيقى , وكان زرياب يؤسس مدرسة للموسيقى في الأندلس]

بينما كان يقتل الأوروبيون اصحاب الديانات الأخرى بل وأصحاب المذاهب الأخرى بإعتبارهم كفار أو مهرطقين ويتم حرقهم أحيانا, كان الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون يعيش في الدولة الإسلامية ويكتب عن الأخلاق والقانون اليهودي بكل حرية , بل أن الفترة من القرن الثامن حتى القرن الثاني عشر في الأندلس يسميها المؤرخين العصر الذهبي للثقافة اليهودية , بسبب قبولهم بين المسلمين في كل نواحي الحياة]

بينما كان يتم حرق أو تعذيب أي شخص يقول رأي مخالف في أوروبا بتهمة الهرطقة , كان المفكر أبو علاء المعري يعلن إنتقاده للدين وشعائره وعدم إيمانه بالإسلام بكل حرية , بدون حتى أن يسجن.]

أخترع الخوارزمي الجبر بمفهومه الحديث وأضاف القلصادي لاحقا إستخدام الرموز فيه ,كل هذا كان بإستخدام الأرقام العربية التي لم يعرفها الأوروبيون الا في القرن الخامس عشر.

تطور العرب كان معروفا لدى الأوروبيون , حتى أن الملك روجر ملك صقلية طلب من الإدريسي أن يرسم له خريطة العالم , فرسم له أدق خريطة للعالم في العصور الوسطى والتي عرفها الأوروبيون

خلال القرن الثاني عشر ترجم الأوربيون مئات الكتب العلمية والفلسفية من العربية الى اللاتينية , حتى القراّن والأدب العربي تمت ترجمته الى الاتينية في هذا الوقت.]

ترجمت أدوات الزهراوي الجراحية الى اللاتينية في القرن الخامس عشر.

تخيل الأوربيون لجابر بن حيان

عندما كان العرب مهتمون بالعلوم بكافة أشكالها ومتقبلين للأفكار الأخرى والثقافات المختلفة , كان الأوروبيون يعيشون عصور ظلام يحكمها الدين والكنيسة فقط , فكان طبيعي للعرب أن يتطوروا وأن يكونوا أسياد العالم.

عندما أنقلب الوضع , أصبح من الطبيعي أيضا ألا يكون للعرب أي وجود أو تأثير حضاري في العالم.

 

إذا كانت التساؤلات قد تزامنت مع مرحلة الاستعمار الغربى، وبالتالى كانت الإجابات تُرجِع غالبا السبب إلى الاستعمار وعدم تمسُّك المُسلمين بدينهم أو خروجهم عن النهج الإسلامى الصحيح، فإن طرْح التساؤلات نفسها بعد مائة عام أو أكثر وفى زمن ما بعد الاستقلال لدول عربية وإسلامية يتطلب إعادة النظر فى أغلب التفسيرات أو الإجابات عن التساؤلات السابقة.

أعاد مفكرون مُعاصرون طرْح إشكال تخلُّفنا وتقدُم غيرنا بتواضعٍ وواقعية مُتسائلين ليس عن سر تخلُّف العرب والمُسلمين وتقدُم الغرب، بل عن سر تخلُّف العرب وتقدُم اليابان والصين وكوريا، وبعض هؤلاء كمحمد عابد الجابرى ومحمد أركون وجورج طرابيشى وعبدالإله بلقزيز وبرهان غليون وهشام شرابى وغسان سلامة وحامد أبو زيد… إلخ عزوا السبب لبنية العقل العربى، وثقافة البداوة والموروث الثقافى بشكلٍ عام، والشطط والانحراف فى فهْم الإسلام وتفسيره، والاستبداد السياسى، وغياب الديمقراطية، والتبعية للغرب… إلخ.

واليوم نتواضع مُكرَهين فى طموحاتنا وفى النماذج والقدوة التى نريد الاحتذاء بها، ولم نَعُد نُقارن حال العرب بحال أوروبا والأميركيتَين أو اليابان وكوريا والصين بل سنُقارن ونضرب المثل بنماذج من مجتمعات كان حالها كحالنا بل أقل شأنا فى مرحلة ما قبل الاستعمار أو بعده مباشرة كالهند ودول إفريقيا.

ومن دون التقليل من شأن ما تم إنجازه فى بعض الدول العربية والإسلامية، ومع الأخذ بعَين الاعتبار الجغرافيا السياسية للمنطقة وتأثير وجود إسرائيل فى قلب العالَم العربى، نتساءل: لماذا نجحت شعوب العالَم الثالث التى كانت مثلها مثل الشعوب العربية تخضع للاستعمار والاستغلال الغربى كالدول الإفريقية والهند وغيرها فى الخروج من دائرة التخلف والجهل ودخول عالَم الحداثة والتطور والديمقراطية، بينما الدول العربية، وباستثناء قلة منها، ما زالت تراوح مكانها، بل وتتراجع مكانتها على سلم التطور الحضارى؟

هل العقل العربى عصيٌ على الديمقراطية، وبنيته وموروثه التاريخى والدينى مركَبة بطريقة تجعل دولنا فى حالة رفض للديمقراطية؟ هل تحتاج بنية العقل العربى، وخصوصا السياسى، إلى تفكيك ومُراجعة وإعادة بناء؟

لماذا العرب يتصرفون كالقُصَّر الذين يحتاجون دوما إلى مَن يوجِّههم ويقودهم، وإن ولجوا المَسار الديمقراطى تكون ديمقراطيتهم مشوَهة وأبوية وموجَهة من الخارج وسرعان ما تنقلب إلى حُكمٍ استبدادى بواجهة ديمقراطية شكلية؟

لماذا ما تسمى ثورات الربيع العربى، التى قامت أساسا، كما يزعم مؤيدوها والمُدافعون عنها، كثورات ضد أنظمة استبدادية ترفض الديمقراطية وتنتهك حقوق المُواطنين… إلخ، لماذا آلت إلى الفوضى والحرب الأهلية والطائفية وتقويض مرتكزات الدولة الوطنية وإعادة إنتاج أنظمة الاستبداد؟

سأكتفى بشعبَين كان العرب يتعالون عليهما فأصبحا نموذجَين يُحتذى بهما وهُما الهند وأفريقيا غير العربية أو إفريقيا السوداء.

الهندى الذى تفوَق على سيده الأول-منذ عقود، وإلى وقتٍ قريب، كان بعض العرب ينعتون كل جاهل أو متخلف بـ«الهندى» من منطلق أن الهند بلاد الجهل والتخلُف من وجهة نظرهم، واليوم أصبحت الهند من الدول العظمى التى يُحسب لها ألف حساب ويُضرب بتقدمها الاقتصادى المثل ويصل معدل النمو فيها إلى نسبة 7.2 فى المائة خلال العام المالى الحالى، بينما يصل نمو الإنتاج الصناعى إلى 8.3 فى المائة، وهى تحتل الترتيب الخامس عالَميا وبالتالى تتجاوز المَملكة المتحدة ــ بريطانيا ــ الدولة التى كانت تستعمرها، ويتوقَع المختصون أن تحتل الترتيب الثالث بعد سنوات قليلة، وما ساعد الهند على نهضتها اهتمامها بتكنولوجيا المعلومات وما يرتبط بها من صناعات.

وفى مجال التنمية السياسية تُعتبَر الهند أكبر الديمقراطيات فى العالَم، من حيث عدد السكان وأهمها من حيث مُواجَهة التحديات المُعيقة للديمقراطية، سواء أكانت ثقافية أم اجتماعية أم دينية، وقد نجحت فى بناء نظامٍ ديمقراطى علمانى، على الرغم من أن تعداد سكانها يفوق المليار وربع المليار نسمة يعيش مُعظمهم فى الريف ويستعملون مئات اللغات ودستور الهند يعترف باثنَين وعشرين لغة كلغات رسمية، كما أن السكان موزعون على طوائف دينية عدة، فيما العرب، الذين تحرروا من الاستعمار فى المرحلة نفسها من استقلال الهند ــ استقلت الهند فى العام 1947 ــ ويتكلمون لغة واحدة ولهم ثقافة واحدة وتاريخ مشترك ومنَت عليهم الطبيعة بثروات يُحسدون عليها، يراوحون مكانهم حضاريا، بل ويتراجعون، ويستوردون من الهند ما تعجز «العبقرية» العربية عن إنتاجه؟

إفريقيا تبيِّض صفحتها-إلى وقتٍ قريب كان العرب ينظرون باستخفاف إلى إفريقيا والإفريقيين ويعتبرونهم متخلفين وجهَلة أو مجتمعات ما قبل الدولة والحضارة، وهى نظرة عنصرية فوقية لا تقل سوءا من نظرة الأوروبيين البيض لغيرهم من الشعوب. كما أنها تستحضر الماضى ــ حين كان العرب يتعاملون مع إفريقيا كمَصدر للعبيد ــ وتستلهمه.

فى السنوات القليلة الماضية، وعلى الرغم من سوء الوضع الاقتصادى، فإن دولا إفريقية وَلَجت عالَم الديمقراطية حيث اليوم أغلبية الدول الأفريقية تخوض تجربتها الديمقراطية باقتدار وتمر بحالة مقبولة من الاستقرار. كما يُراقِب الاتحاد الأفريقى الحياة السياسية فى إفريقيا ويتدخل عندما تنحرف دولة عن المَسار الديمقراطى. وقد تَدَخَل الاتحاد فى 18 محاولة انقلابية فى القارة وأَجبر الانقلابيين على الانصياع لإرادة الشعب، وكان آخر تدخُل له عندما قرَر قبل أسابيع تجميد عضوية السودان فى الاتحاد حتى يلتزم المجلس العسكرى بتسليم السلطة لحكومة مدنية.

أما بالنسبة إلى العالَم العربى، وباستثناء بعض الحالات، فإن كل محاولات الانتقال الديمقراطى والتنمية الشمولية تتعثر، بل ويفقد العرب حتى القليل من الإنجازات التى راكموها فى زمن ما قبل فوضى الربيع العربى. وجامعة الدول العربية بدلا من أن تكون الحارس والموجِه للمَسار الديمقراطى وللوحدة العربية أصبحت فى مكانٍ بعيد عن هذا الهدف.

لا نريد مُمارَسة جلْد الذات أو الترويج لليأس وقطع الأمل بإمكانية تغيير حال العرب إلى الأفضل، بل نؤمن بأن دوام الحال من المحال، ولا بد للشعوب العربية أن تتغلب على مشكلاتها وأن تأخذ بناصية الحضارة والديمقراطية يوما ما، ولكنها خواطر وتساؤلات فرضت نفسها ودفعتنا للتفكير بصوتٍ عالٍ عسى ولعل الصوت يصل ويحدُث التغيير المنشود.

من الجيد الإحساس بالمشكلة ومن الجيد أكثر تلمُّس أو وضْع إجابات عن التساؤلات المرتبطة بالمشكلة أو السؤال عن سبب تعثُر العرب وتقدُم غيرهم، ولكن الأهم من كل ذلك هو كيفية تحويل الإجابات إلى استراتيجيات عمل؟ ومَن يأخذ بناصية الانتقال والتغيير؟ هل هى الأنظمة والنخب القائمة نفسها، والتى تماهت مع حالة التخلُف وأَنتجت التخلُف والاستبداد، أو أنظمة حُكم ونخب جديدة بثقافة وعقلية جديدة؟

 

وضح الفارق الضخم بين تقدم الفرنسيين وتخلف العرب الذين اعتبروا المطبعة التى رافقت الحملة رجس من عمل الشيطان أو من عمل الجان.. وكان رأى الأفغانى أن الحضارة الغربية بما فيها من علم وتكنولوجيا ودبلوماسية إنما تشكل خطورة على الإسلام. لذلك كانت إجابته عن هذا السؤال أن الدين يجب أن يتحول من عائق ضد التقدم والتطور كما هو حادث إلى عامل أساسى للتحديث..

وهذا لا يتم إلا من خلال العودة إلى فكرة الاجتهاد وتقوية الدول الإسلامية لتلحق بأوروبا على أن تنشأ بينهم جميعا ما يسمى بالحلف المقدس،حيث يسعى كل ملك فى ملكه لحفظ الملك الآخر على قدر استطاعته. ثم جاء محمد عبده،وهو أحد تلاميذ الأفغانى، وكان مفتيا للديار المصرية، وقد واجه مشكلة الفساد الداخلى فى مصر. وفى إجابته عن سؤال تقدم الغرب وتخلف الشرق قال إن هناك تغييرات حدثت فى المجتمع المعاصر بالنسبة للمجتمع الإسلامى فى عهد الرسول، وأوضح محمد عبده أن الظروف تتغير من زمن لآخر وأن بعض الظروف موجودة حاليا لم يشار إليها حينئذ..

وهكذا رأى أن الإجابة عن السؤال ليس بالرجوع للخلف أو بالتوقف عن التقدم الذى بدأ فى عهد محمد على، ولكن بقبول فكرة الحاجة إلى التغيير وربط هذا التغيير بمبادئ الإسلام. ولقد كانت آراء محمد عبده متأثرة بمبادئ الثورة الفرنسية (الحرية والإخاء والمساواة). آمن محمد عبده بأن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تكون ناجحة وقوية كما كانت فى القديم ما لم تكتسب من الأوروبيين العلوم والحضارة، وهذا لا يتعارض مع الإسلام.

للأسف لم يكمل محمد عبده مشواره.. فقد أحرجه الأصوليون الذين رأوا أن آراءه متحررة كثيرا، كما هاجمه الليبراليون لأنه لم يصل بآرائه إلى مرحلة كافية أو نظرية متكاملة.. وهكذا كان فى نظر الطرفين ليس موفقا على الإطلاق. من الغريب بعد ذلك أن تلاميذ محمد عبده انقسموا إلى قسمين متضادين. وقد كان من تلاميذه جناح ليبرالى بدأه قاسم أمين، والذى ركز إجابته عن ذات السؤال على أن الجهل يلعب دورا كبيرا فى انتشار الفساد فى المجتمع الإسلامى، فنادى بتحرير المرأة وأهمية التعليم لها لأنها عنصر أساسى فى الأسرة التى هى نواة المجتمع، واستند فى ذلك إلى ما جاء فى الإسلام من مساواة بين الرجل والمرأة ما عدا فى تعدد الأزواج.. ثم جاء تلميذ آخر لمحمد عبده، أحمد لطفى السيد، الذى درس القانون والفلسفة فى جامعة القاهرة واعتلى منصب وزير التعليم مرتين وتأثر من أرسطو طاليس وجان جاك روسو وقادة الثورة الفرنسية.

ومن أهم ما قاله للإجابة عن سؤال تقدم الغرب وتخلف العرب: أن الحكم من خلال الدين هو سبب الاستبداد والظلم والتعسف كأصل للحكومة، وكان رأيه أن الحكومة السليمة هى الدستورية الشرعية، وان الاستبداد يحطم إنسانية الفرد والمجتمع العربى، لأنه يخلق العبودية، لهذا فالحرية السياسية ضرورية جدا لكل أنواع الحريات. ولقد حاول لطفى السيد أن يضع أساسا لنظرية القومية..

وكان ضمن المفكرين الذين يرون فى أنفسهم أنهم مصريون قبل أن يكونوا مسلمين أو مسيحيين، وهو لا يضع مصر بين الأمم العربية ولا يقبل فكرة الأمة الإسلامية التى نادى بها الأفغانى ومحمد عبده،ورفض كل الآراء التى تبنى على العقيدة أو الدين، وهذا فى رأيه الطريق الصحيح للتقدم واللحاق بالغرب. تبع لطفى السيد طه حسين فى إجابته عن سؤال تقدم الغرب وتخلف العرب،

قال: إن على المصريين أن يصيروا كالأوروبيين بما تعنيه الكلمة من خير أو شر، وان يسيروا فى طريقهم ليواكبوا الحضارة والمدنية بمحاسنها ومساوئها بحلوها ومرها. أما الفريق الثانى من تلاميذ محمد عبده، والذى على طرف النقيض من الجناح الليبرالى كان رائدهم محمد رشيد رضا والذى ولد فى سوريا وأقام فى مصر وكان من الكتاب المشهورين فى ذلك الوقت، وفى إجابته عن سؤال تقدم الغرب وتخلف العرب؟ قال إن سبب التخلف هو عدم تطبيق الشريعة الإسلامية كما كانت منذ عهد الخلافة، وهكذا قاد الحركة السلفية التى نادت بالعودة إلى أصول الإسلام (القرآن والسنة)..

وكانت السلفية هى الوجه المعارض للاتجاه العلمانى الدنيوى فى العشرينيات والثلاثينيات من هذا القرن، ليس من الناحية الاجتماعية فقط بل أيضا السياسية. وقد عارض حركة سعد زغلول بين عامى 1919 ــ 1923،والذى رأس حزب الوفد والذى كان حزب الأغلبية حينئذ الذى يضم المسيحيين والمسلمين ولقد لعب هذا الحزب دورا مهما من العشرينيات إلى بداية الخمسينيات لتطبيق الفكر الليبرالى ورفض تطبيق الشريعة. لذلك هاجمه محمد رشيد رضا، وقام بتأسيس جمعية الشبان المسلمين أسوة بجمعية الشبان المسيحيين التى كانت موجودة فى ذلك الوقت.

وقامت هذه الجمعية بمهاجمة الشبان الذين يتشبهون بالغرب. وهكذا فان أيديولوجية الشيخ محمد عبده فى نهاية القرن التاسع عشر أسفرت عن مدرستين: الأولى تضم المفكرين الذين يسعون نحو التقدم والرقى ومواكبة الحضارة الغربية الحديثة، حتى تصير هذه البلاد متقدمة وراقية. أما المدرسة الثانية فضمت السلفيين الذين يحاربون الحضارة الحديثة ويعتبرون أنفسهم من أصحاب الآراء المستقيمة التى لا تخضع لمكان معين أو زمان بعينه. وقد أسس هذه المدرسة محمد رشيد رضا وتبعه فى ذلك حسن البنا، والذى كون جماعة الإخوان المسلمين كرد فعل للسيطرة السياسية والسيادة الأجنبية كذلك بسبب اختفاء التراث الإسلامى من مصر، واستبداله بأنظمة تعليمية وثقافية غربية أدت إلى خلق الجيل المسلم بالاسم، مما جعل المفكرين منهم ينحون نحو إحياء التراث الإسلامى القديم. وساعد فى إنجاح هذا التوجه نجاح الحركة الوهابية فى شبه الجزيرة العربية فى بداية القرن التاسع عشر.

وهكذا كانت حركة السلفية وتعليم الأفغانى ومحمد عبده هى حلقة الاتصال بين الحركة الوهابية وحركة الإخوان، وجدير بالذكر أن كلا من محمد عبدالوهاب وحسن البنا مؤسسى الحركتين ينتميان إلى المدرسة الحنبلية فى الشريعة الإسلامية، وكل منهما برع فى التفسير الحنبلى للشريعة كما نادى كل منهما بضرورة التفسير الحرفى للقرآن والسنة كمصدر وحيد للتشريع وسن القوانين، ولا يوجد طريق آخر للحاق بالغرب فى التقدم سوى ذلك.

إلا أن هناك إجابة ثالثة جاءت من المفكر المصرى الاشتراكى سلامة موسى، وكانت إجابته إنه لكى تتقدم مصر عليها أن تأخذ بأساليب الحضارة الصناعية، أى تنتقل من المجتمع الزراعى إلى الصناعى، وسار على نهجه محمود أمين العالم وغالى شكرى.

لا شك أنه رغم الظروف العالمية فى القرن الحادى والعشرين، فإن الإجابات الثلاث مازالت مطروحة وبقوة شديدة، وبل يمكن القول إنها فى حالة صراع، بدأت منذ بداية النهضة فى مصر الحديثة فى القرن التاسع عشر حيث تسيدت الليبرالية فى فترة العشرينيات حتى الخمسينيات من القرن الماضى، ثم تسيد التيار القومى الاشتراكى والصناعى منذ عام 1952 حتى عام 1967، ومنذ عام 1967 انزوت القومية فى مقابل صعود التيار السلفى. وفى كل مرحلة من هذه المراحل كانت الثلاث إجابات مطروحة على الساحة بينما يقود أحدها الدولة وتتوارى الأخريان.

ومع العولمة واشتعال صراع الحضارات بعد 11 سبتمبر والحداثة وما بعد الحداثة أصبح الموقف أكثر حرجا. فنحن نجد أن الدول العربية فى حالة فوضى عارمة لعدة أسباب أهمها أن الصراع بين الليبرالية والأسلمة والتقنية تتم فى دول لم تعرف أقل القليل عن الحداثة. فهذه البلدان ضحية للإثنية والطائفية والعشائرية والقبلية، والتى تعمل بنشاط ضخم على أرض الواقع بدرجات متفاوتة وتشكله. أما السبب الثانى فهو ضعف الدوله بمعناها التقليدى.. فالدولة ليس لها هوية واضحة، فبينما تنادى بالديمقراطية والليبرالية تجد إعلامها وتعليمها وشارعها ومسجدها وكنيستها تغازل التيار الدينى المتشدد والذى يعارض الدولة الحديثة بكل مكوناتها.

ونتيجة لهذين السببين فى مجتمع بالغ التنوع من حيث الانتماءات الدينية والمعتقدات السياسية والاجتماعية والاختيارات الشخصية بسبب الديمقراطية المتدرجة لا نستشعر إلا مشروعا للحروب الأهلية الدائمة، والتى تجهز على كل ما بقى لدينا من إمكانية للنهضة والوعى والحضارة.

وأمام مشكلات مستعصية الحل متجذرة فى تربتنا من المستحيل علاج مشكلة بعد الأخرى لأن جميع المشكلات مترابطة معا بشكل حتمى. فالمجتمعات العربية متهرئة ومفككة بسبب التسلط السياسى الذى يؤيده التيار الدينى الرسمى بفتاوى وبرامج ومؤلفات دينية، هذا بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية الخانقة ونظام تعليم متخلف وإهدار لكرامة البشر. كل ذلك فى إطار نظام عالمى بلا عدالة حقيقية تجعلنا نتساءل ما هو البديل؟ وهل من رؤيا تنقلنا من موقفنا اليأس فى الشفافية والتفكير العلمى والحداثة إلى مركز متقدم؟ أو حتى محاولة لذلك؟!

لقد شهد العرب قديما نقلة نوعية من حياة البادية والقبائل العصبية، الى حياة التطور والازدهار والقوة وتقدر العلوم والمعارف بعد ان كانت تقتصر سوى على الادب وبعض العلوم السطحية، وفي عصرنا الحالي نشهد نكسة وازمة خطيرة بتراجعنا مقابل تقدم باقي الدول، ورجوعنا الى التخلف والجهل والامية، فماهي الاسباب الكامنة وراء تطور من سبقونا من عرب ؟ واسباب تراجعنا حاليا ؟ ما هي الحلول الواقعية للنهوض بالامة العربية ؟

السبب الاساسي لانحدارنا وتخلفنا هو الابتعاد عن الاسلام

شوف كيف كان العرب قبل الاسلام نفس العرب هالايام ومتخلفين وتابعين لامبراطورية الروم والفرس , لكن عندما اتى الاسلام اصبحوا احرار وتطور العلم عندهم واصبحت الدول الاسلامية اقوى الدول واكثرها تقدما … لكن عندما ابتعد العرب عن الاسلام اصبحوا كالسابق تابعين لدول اخرى ومتخلفين

اي حد رح يعلق على ردي ويقول الاسلام سبب تخلفنا . يجاوبني ويحكيلي متى كان للعرب قيمة قبل الاسلام ؟ ولماذا اصبح التقدم والازدهار عندهم واصبح لهم قيمة اثناء التمسك بالاسلام ؟

هل تعلم ان الغرب يطبقون تعاليم الاسلام ؟ هم فعلا يطبقون تعاليمه في المعاملات، فالعدل والمساواة والاتقان والصدق وطلب العلم وغيرها من الامور التي تجدها عند الغرب وهي عوامل تطورهم قد نادى بها الاسلام، لكن للاسف نحن تركناها وظهر الفساد والاسبتداد والطغيان ، وهي من مظاهر الابتعاد عن الاسلام، فلو كان كل فرد منا يطبق الاسلام بحق فما تجد تلك الفضائح والفساد المنتشر والجرائم والسرقات والنهب والاختلاس والتهرب من طلب العلم وضياع الاخلاق وغيرها

لم اقصد انهم مسلمون، بل في تعاملاتهم يطبقون تعاليم جاءت في الاسلام من عدل واتقان للعمل والصدق وغيرها من الامور التي ارشدنا اليها الاسلام لذلك هم وصلوا الى هذا المستوى من التقدم والتطور، اما نحن فتخلينا عنها بحجة التطور وان الاسلام دين تشدد وعنف فكانت النتيجة التي تراها.