19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

لماذا تصمت بغداد عن مؤتمر اربيل الخياني

لماذا تصمت بغداد عن مؤتمر اربيل الخياني

غريب امر هذه الامة كلما تحسسنا بارقة امل في خلاصها وبروز من يتكفل بحمل اعبائها الى حيث السلام والحرية والكرامة دون ان تركع باي طريقة كانت مجبرة او طائعة، نكصت بطريقة مثيرة للحنق والاستهجان، مواقف وتصريحات لايدرك منها الا انتماء مفرداتها للغة العربية ، اما المغزى والهدف وكيف ولماذا ؟.. لايُفهم ولايُدرك ابداً .

التغيير حصل سوى قبلنا ام لم نقبل فقد فرض على الناس وانتهى الامر، والحمد لله وجد عباقرة التبرير والانبطاح المشرعن واذيالهم اسباب كثيرة لذلك، فهذا العراق وهذا بعض ديدنه ، الان وقت التصحيح واعادة الامور التي كانوا يقولون عليها معوجة الى نصابها اليس كذلك؟ وهل هناك انسان وطني محب لاهله ووطنه يرفض هذا الكلام، حتى ان كان قول حق يراد به باطل ، فالاعمال بخواتيمها وبالنتائج المترتبه عليها ومارفض في السابق يجب ان يُرفض الان ، والا لاتفسير لهذه الفبركة والقفزات البهلوانية الرشيقة من الاحزاب الا الوصول الى ذلك الكرسي اللعين ليس الا !! .

بعض العراقيين يسخرون من السيد الجعفري واسلوبه المتميز بالخطابة واستعاراته الجميلة للتعبير عن الواقع واستشهاده بافكار كبار المفكرين والفلاسفة، ليس لانهم لايفهمونه او لايعرفون ماذا يريد ايصاله بل لان مواقفه السياسية حسب وجهة نظرهم تغيرت كثيراً في الاونة الاخيرة فقد كان العراب الاول الذي اطاح بأخيه المالكي ، كأنه يرد الصفعة التي تلقاها من المجلس الاعلى والاكراد والسنة وبدعم علني من كندليزا رايز ـ امريكا ـ بتقديم قرينه عليه في حينها، وهاهو يدفع العبادي الى الامام “حرصا على المصلحة العامة ” وليتها كانت كذلك ، فالاخر غير مقبول كما كان حاله هو عام ٢٠٠٥ فقد اسقطه موضوع كركوك والحرب الطائفية ، واسقط المالكي نفط الشمال وموقفه من سوريا وفكرة الاغلبية السياسية ، فماذا سيسقط العبادي!!؟ الحشد الشعبي ام اتفاقية اربيل ان رفضها لاحقاً !!، ام وجود سليماني الايراني في ارض المعركة ، سنرى ذلك لاحقاً ،مع اني في قرارة نفسي اتمنى النجاح للحكومة الجديدة ، كي ينجح العراق وشعبه اولا ، فالساسة جميعهم ذاهبون ويبقى الوطن.

اقول مع كل هذا يبقى كلام الجعفري واضحاً رغم فلسفته ومفرداته المختارة بعناية وان وجده البعض مجرد هذر زائد وفنطازيا مضحكة لاتخدم الواقع العراقي وملابساته المتشابكة، لكن تصريحات بعض المهرجين في الاعلام على موضوع مؤتمر اربيل الاخيرمبهمة وساذجة لايمكن قبولها او هضمها، مع ادراك المتحدث بان اربيل تعج بالمحرضين وقادة داعش السياسيين وعلى عينك ياتاجر، حتى قبل هذا المؤتمر ، وان كنت ارى شخصيا ان هذا المؤتمر وغيره من المواقف هي اوراق رابحة وتهديدات غير معلنة بيد مسعود يلوح بها لبغداد حتى في ساعات الصفاء والتفاهم ، فقد عودنا الرجل دائما على استفزاز الحكومة المركزية وبكل صراحة، فهو ليس لديه معارضين في الاقليم ، ولامنافسين ولا وصوليين يطعنون به كي يتحرك بحذر كالذين يحيطون عادة براس السلطة في بغداد

لكن ان تصمت بغداد رسمياً على مؤتمر اربيل التآمري هذا الصمت المخجل دون حتى جعجعة بلا طحن، فهذا امر مريب ومقلق للغاية، رغم وضوح خطاب المؤتمر الطائفي ومقرراته الخيانية ومحاولة الطعن بالحشد الشعبي الذي خرج بناءا على فتوى المرجعية وقدم الكثير من الدماء الطاهرة لحفظ العراق وشعبه وتحرير الارض ووضعه والارهاب الاعمى بقفص اتهام واحد ومحاولة تجريمه ،علاوه على حضور شخصيات طائفية مطلوبة للقضاء العراقي بتهم ارهابية، فلا الحكومة بكبيرها علقت على الامر ولا المجلس الاعلى الذي صدّع روؤسنا باتباع المرجعية وخطها الاحمر التي يحاول المؤتمرون الطعن بشرعية فتواها، قالوا شيئاَ، ولا حتى التيار الصدري ومواقفه الواضحة ضد الارهابيين.

كل هذا يحدث على ارض العراق وبعلم من الحكومة المركزية ، فاين بغداد وحكومتها في ذهنية السيد مسعود الشريك المظلوم والمغتصب حقه!!؟ اليس بغداد اولى بهذا المؤتمر ؟ وهي الممثلة الشرعية للبلاد . ان كان المؤتمر وطنياً وصادقا ويضم المخلصين من السنة وضد الارهاب حقاً ، وهل سالتم انفسكم لماذا امتنع بعض السنة عن حضوره ؟، وان كان المتهمين بالارهاب قضاياهم سياسية كما لمح بعض الساسة والقادة في مناسبات كثيرة ، فان الذي استهدفهم الان خارج دائرة القرار ، فعلاما الخوف من قدومهم الى العاصمة اذن ؟ وقد انتصر لهم اخوتهم في الكتل ودافعوا عنهم دفاع الابطال، ولماذا لايتم تبرأتهم ؟ ان كانوا ابرياء حقاً كما حدث مع غيرهم .

اعتقد بان المانع الشرعي والسياسي لهذا الصمت، هو المأزق المخجل الذي وضعت الاحزاب نفسها فيه ومبالغاتهم بالاتفاق مع اربيل وتأييد كل شي لغاية في نفس يعقوب!!!، وباتت العودة الى الصواب مستحيلة حفظاً لماء الوجه، ولان السيد مسعود لايهتم بهم ولابمواقفهم امام الجماهير التي يمثلونها ، فانه يفعل مايريد وبذهنية صافية ويقود اقليمه بالطريقة التي يراها مناسبة لهم ولتذهب بغداد ومن فيها للجحيم ، وسيعلم الذين قدموا التنازلات بلا مقابل اي كارثة يصنعون
ـ الهزيمة تبدأ عندما يشعر العدو بخوفك