وجيه عباس ,, كلام وجيه ,, قناة العهد الفضائية ,, هذه العبارات اصبحت اليوم ملتسقة بمخيلة الفقراء من العراق والفقراء حصرا وهؤلاء المتابعين اصبح لهم هذا البرنامج متنفسا للهواء النقي الذي يتلمسونه عبقا وهم يسمعون وجيه عباس يصارع بأعصابه بؤر الفساد ويسمي كل شيء باسمه لا تأخذه لومة لائم ولا تهديد طائش ..
الحق يقال ان وجيه عباس الكاتب والاعلامي العراقي الاصيل والمؤلف لعشرات من الكتب لم يكن أعلاميا طارئا اوجدته المرحلة والمشاكل فيها بل هو رجل مثقف يعلم ما يقول ومتى يقول الذي يجب أن يقال وبالتالي فهو متمكن من مهنته وعارف بدقة كل الامور وخفاياها ,,عمل الرجل بعدة قنوات مهمة كالعراقية والفيحاء وعدد آخر لكنه وجد نفسه صامدا في قناة العهد التي هي الاخرى وهذا حق لها لا تتوارى خلف المسميات ولا تمنعها من القول الاسماء والمناصب فهي القناة القريبة جدا من معاناة المواطن وحتى مراسليها وموظفيها تشعر أنهم بسطاء في تواجدهم مع الشارع يتنقلون كالطيور على الاشجار بأريحية وبحرية لا تسيرهم سياسة خاصة بالقناة كما نعرفها بالوسائل الاعلامية فلكل قناة او صحيفة او اذاعة سياستها ومحدداتها الخاصة والجميع يجب أن يلتزم بها والا فأن مصيره الطرد لكن هذه القناة الشعبية كما يحلو لي ان اسميها جعلت من وجيه عباس في برنامجه كلام وجيه الصقر المتأهب للأنقضاض على فريسته ليلتهمها ويعريها ويشرحها وينشر غسيلها على حبال مسامع المواطن الذي كل يوم ينتظر من هذا الرجل موضوعا جديدا يهم الناس ويحاول السير في طريق الحق لاطريق الشيطان ,, لم ارى من هذا السيد اي انحياز لجهة معينة على جهة أخرى بل بالعكس اراه احيانا اكثر قسوة على السياسيين الشيعة وهو يفضح الاعيبهم وتجاوزهم على المال العام وعلى مشاعر ومقدرات المواطنين فهو يدخل الى صلب الموضوع والى ادراج مكتب الوزير مستعينا بالوطنيين من امثاله اللذين يريدون فضح هؤلاء المتسلطين فلم أجده يوما جاء بمواضيع بعيدة عن الواقع أو من عنده أو اراد منها التشهير والتنكيل دون دليل اووثيقة او قرين يسهل الامر عليه ويضع الحقائق في نصابها عنوة دون حرج أو تردد . لعل الكثير من المتابعين يتذكر كارثة التلوث الاشعاعي في منطقة كسرة وعطش وناضل الرجل حتى كاد في بعض الحلقات أن يصاب بما لايحمد عقباه ولم يترك هذا الموضوع الا وقد اطمئن من معالجته وهو يستعين بالمصابين وبعوائلهم ولقاءاته المستمرة بالخبراء حتى اتى عليه وقضي امرا انقذ العشرات بل المئات من الناس اللذي سيصابون بالتلوث اجلا ام عاجلا ,, أحيانا في مواضيع برنامج وجيه عباس لاحظت الرجل في بعض حلقاته مهنيا جدا وهو يعتذر عن تصديه لبعض المعلومات التي وصلت له وكانت غير دقيقة ليلتقي ببعض المسئولين ويفندون ما جاء به من معلومة خاطئة وترى عباس بكل اريحية الواثق من نفسه يتراجع عما قاله ويوضح سبب تحدثه عن الموضوع وهذه الحالات نادرا ما تجدها عند المقدمين للبرنامج او الصحافيين او الاعلاميين خشية النيل من سمعتهم او مركزهم او خشية التعرض للطرد او الاعفاء من القناة وبما ان الرجل جاء من الناس والى الناس والقناة تعرف ان وجيه عباس لايريد امرا الغرض منه الاطاحة او تشويه سمعة احد المسئولين فترى القناة ومديرها يعتبر الموضوع جدا طبيعيا بالاعتذار او الشرح المفصل او اعطاء وقت كافي لاعلان الحقيقة بعد ان حصل خطأ ما هذه الحالة وأنا متابع كأعلامي للكثير من القنوات الفضائية تعتبر مثل هذه الاخطاء كارثة حتى أنها تطيح بالقناة وبسمعتها وموظفيها لكن الامر مختلف في قناة العهد وبرنامج وجيه عباس ولايمكن ان تجد ماتجده في العهد في قناة أخرى .
عشرات من الامور والمواضيع التي تحدث بها وجيه على الهواء سهلت للحكومة الكثير من الجهد والوقت لتتحرى عنها وتعالجها وتأخذ موقف منها حتى عرفت من أحد الاعلاميين القريبين لي يعمل في أحدى القنوات العراقية المشهورة ان بعض القنوات ومنها قناته خصصت متابعين لبرنامج وجيه مهمتهم رصد الحالات التي يتطرق لها وجيه عباس من اجل العمل عليها كمادة اعلامية لانهم على ثقة كاملة بما يطرح في برنامج وجيه حتى أنه سمى لي بعض المواضيع التي تطرق لها وجيه عباس وتحركوا هم بأدواتهم من أجل اظهارها للجمهور كمادة اعلامية يكسبون أو يتكسبون منها الشهرة .واعتقد ان بعض الوزارات وبلا مبالغة هي الاخرى تتابع برنامج كلام وجيه من أجل معالجة بعض المشاكل منها وزارة التعليم العالي والصحة والبيئة ومؤسسات كالشهداء والسجناء وما الى ذالك .
المزج بين الفكاهة والجد ووضع بعض المجسمات من تمثال لعدد من الحمير او وضع بسطال مجاهد من الحشد الشعبي او باقة ورد هذه الايحاءات من المؤكد كما يقال (تفزز) المسيء ويعتبرها اهانة له قبل حتى الحديث عنه وايضا يعني خروج هؤلاء المسيئين من هدوئهم وأتزانهم ليبدأوا حملة الادانه والتهديد بالقضاء وما أكثر الدعاوى التي اقيمت ضد هذا السيد الوجيه لكن لان الرجل لا يتحدث الا بالحق فلم أجده يوما ضعيفا او قلقا او مرتابا من الادعاءات ضده لانه متأكد من نظافة يديه ومن العروض التي تقدم له محاولة لاسكاته أو حرفه عن قول الحقيقة .
خبرة الرجل وتراكمه الثقافي وقدرته المتميزة على التعامل مع الحدث وصداقاته وعلاقاته الشريفة مع الشرفاء جعلت منه مقدما متميزا قل نظيره كأعلامي عراقي شريف قلبه على شعبه وفقراء شعبه ,, يمر البرنامج بعمر اقل مايقال عنه عمر النجاح ولم يتغير في اسلوبه ولم يبحث الرجل عن استوديوا ممتلئة بالمصابيح وأدوات امتاع النظر كما هو حال بعض البرامج استوديوا واسع المساحة كراسي فارهة اضواء كامرات متعددة مؤثرات فلمية اخراجية وصوتية كل تلك لم يضعها برنامج كلام وجيه من أجل انجاح برنامجه كل ما هنالك وجيه عباس وصوت وجيه وخلفية اصبحت مألوفة لدى العراقيين وموسيقى بدأ البرنامج البسيطة واللذين ينتظرون الساعة التاسعة ليسمعوا كل شاردة وواردة لكن بأسلوب وجيه عباس المحبب والشعبي والغير متصنع والواضح للعلن ولا يوجد في اي موضوع يقدمه وجيه اي لف ولا دوران يقول الحقيقة كما هي ودائما وهذا الامر المهم ,, يطلب ممن يتحدث عنهم ان يردوا عليه أويتصلون به أويقدمون ما يفند وتسمع دائما منه انه ينتظر الرد من الوزير الفلاني او المدير العام او الشخصية الفلانية مهما علا شأنها او نزل .
في أحيان كثيرة ترى الرجل يردد اسماء وتسمع بعض الاسماء تتكررفي اكثر من حلقة وتلك الاسماء التي استمرت بنهجها ولم ترد على ما ادعى عليها واستمر عملها الخطا فيصبح الاسم مركونا على سندان ومطرقة وجيه تضرب على رأسه لايقاضه .
هذا الذي يقدمه وجيه عباس للعراقيين حتى في اوقات تشعر أنه يقدم برنامجه وهو في حالة صحية غير ملائمة لكنه يخرج ويطل ليستمر برسالته التي بدأها ولايريد أن ينهيها الا وقد وجه صوته المدوي لكل من يتلاعب ويستمر بتلاعبه بحياة العراقيين ,, هذا كله جعل من الرجل مكروها من كل السياسيين سنة وشيعة وكردا ومحبوبا من كل الشعب سنة وشيعة وكردا وهو النجاح بعينه .