بعد يومين من مقتل الأعلامي والاكاديمي الدكتور محمد بديوي وبشكل سافر تجاوز كل الحدود الانسانية وبعد الأستهجان الكبير من كل الاطراف بما فيهم الكورد حيث رفض عثمان نقل محاكمة الجاني الى كردستان ونددت السيدة الاولى بشدة ما حدث للصحفي المغدور معتبرة الموضوع غاية بالاستهتار بأرواح الناس وتبرأ الشعب الكوردي من الجاني بشكل تام , وفي خضم تلك التصريحات ومواقف الاستنكار والتنديدات خرج علينا فجأة آمر فوج لواء رئاسة الجمهورية العقيد سامان كورون ليصرح تصريحات لفضائية كردستان نيوز والمنشورة على موقع الحزب الشيوعي بتاريخ 24 أذار 2014 وبعنوان ((أمر فوج لواء الرئاسة يوضح تفاصيل إغتيال الصحفي محمد بديوي)) وهذه التصريحات ليست عارية فقط من الصحة وغير منطقية وإنما لا يتقبلها حتى عقل المجنون ولا تليق بجنرال عسكري يقود لواء حماية المنطقة الرئاسية لأبتعادها كل البعد عن المنطق وعن العقلانية ولعله يريد أن يطبق المثل العربي (بضم العين) القائل (الكذب المصفط احسن من الصدق المخربط ) محاولا ايجاد مخرج للجاني لكنه لم يحسن تطبيق المثل على ارض الواقع في محاولة ساذجة لألقاء اللوم على المغدور وتحميله المسؤولية فيما حصل وربما تضمين ذوي المغدور الدية (الفصل) عن الاهانة التي لحقت بالكورد على اساس واهي مفاده ان المغدور قد اهان الكورد وشتمهم وحاول الاعتداء عليهم ؟؟؟ وفي هذا المقال سأقتبس أقواله وأحللها بعقلي البسيط لا بعقل المحقق المتمرس والمحترف مستعرضا نص تصريحه جملة بجملة بذكر النص بين قويسات اولا ثم التحليل لكي يكون الموضوع واضحا لا يحتمل الالتباس خصوصا وان نص كلام السيد العقيد فيه الكثير من التضارب في رواية وتسلسل الاحداث,
1- النص ((نفى آمر فوج لواء رئاسة الجمهورية العقيد سامان كورون، أن تكون جريمة قتل الصحفي محمد بديوي الشمري متعمدة، مؤكداً في الوقت نفسه، أن فوج اللواء سلم الضابط الى قيادة عمليات بغداد))
التحليل …. كلام جميل جدا ومنطقي ومعقول ويدل على حكمة وعدالة السيد العقيد بدليل ان الجاني لا يعرف المغدور ولم يلتق به مسبقا وان القتل لم يكن بدافع جرمي أو بسبق الاصرار والترصد وان القوة المعنية بالحماية والمسؤولة عن الجاني سلمته الى العدالة لينال جزاءه وفقا للقانون وهذا يدل على الالتزام بالقانون الاتحادي واحترام حقوق الانسان والمحافظة على الامن والنظام
2- النص ((وأوضح العقيد كورون أن للواء الرئاسة نقطة تفتيش في مركز الروضة بالمربع الرئاسي، وعند مجئ أي ضيف لا يمكنه الدخول الى المربع الرئاسي إلا بعد تفتيشه بشكل دقيق))
التحليل ….ما زال الكلام جميل ومنطقي ايضا حيث لا يجوز دخول أي شخص او عجلة دون تصريح مسبق ودون تفتيش دقيق لحماية ارواح الناس العاملين في داخل المربع الرئاسي بشكل عام وحماية أرواح رموز البلد ومسؤوليه وهذا عين المنطق وهو ما يحدث في كل دول العالم بما فيها اليابان والمانيا وسويسرا وهي الدول الاكثر امانا في العالم فكيف في بلد مثل العراق والذي يعتبر اكثر دول العالم تهديدا من قبل الارهابيين؟؟؟
3- النص ((، مشيراً الى ان الصحفي محمد بديوي، تأخر في الدخول بسبب اجراءات التفتيش التي تتبعها نقطة التفتيش،))
التحليل… دعونا نعتبره كلاما جميلا وربما منطقيا ولو أن الحادث حصل في يوم عطلة نهاية الاسبوع وهو يوم السبت أي أنه لايمكن أن يكون الازدحام عند الدخول كباقي ايام الاسبوع حيث العمل وتوافد الالاف من العاملين في داخل المنطقة للوصول الى اماكن عملهم؟؟؟
4- النص ((لافتاً الى ان الصحفي انفعل انفعالا شديداً بسبب هذا التأخير))
التحليل ….لنكذب على انفسنا ونقول أن الكلام بدأ يبتعد قليلا عن المنطق السليم واصبح غير معقول علما ان المغدور معتاد على الدخول لهذه المنطقة بشكل مستمر لأن عمله يحتم عليه ذلك كونه يرأس احدى الفضائيات المعروفة والمهمة والتي لها حضور دائم في تلك المنطقة مع جل احترامي لكل الفضائيات الاخرى ولكل العاملين فيها وليست الزيارة الاولى له ليضجر أو يستاء وينفعل من الاجراءات الروتينية للتفتيش فمن منا ينفعل من هذه النقطة الحساسة في التفتيش وقد إعتدنا الصبر والانتظار كثيرا عند مرورنا ب (السيطرات) التقليدية التي تملأ البلد وعلى كل الطرق الرئيسة والفرعية والتي في معظمها تجد الحرس يتفضلوا علينا بعد (شتلنا) للسماح بالمرور فكيف بنقطة مثل نقطة المنطقة الرئاسية الحساسة ؟؟؟
5- النص ((وحاول أخذ أحد الأسلحة الموجودة في نقطة التفتيش، فقام الملازم محمد وبهدف إخافة الصحفي وليتوقف عن الكلام، برفع السلاح عليه، عندها قام الصحفي بالإنسحاب من المكان، ولكن عند انسحابه قام مرة أخرى بسب الكورد والضباط والجنود المتواجدين في المكان))
التحليل…. وهذا هو الهراء بعينه والابتعاد عن المنطق بل هي اللامنطقية بأصلها والقبح بكل صفاته فهل يستطيع احد ان يكون بهذه الجرأة ليمد يديه على أحد الاسلحة الموجودة في النقطة؟؟؟؟ ولماذا هناك اسلحة في النقطة ؟؟؟وكيف لأي شخص ان يدخل النقطة ؟؟؟ عمري لم ار نقطة سيطرة فيها سلاح غير تلك الاسلحة التي يحملها الحرس؟؟؟؟ وبعدها انسحب المغدور من النقطة وكأنه كان في موقع الهجوم على النقطة لينسحب؟؟؟؟ فهل هناك مجنون يفعل ذلك قبل أن يفعلها شخص متزن ومعروف في الاوساط الاكاديمية والاعلامية؟؟؟؟ وعندما انسحب (أي بعد الهجوم) سب الكورد والضباط والجنود المتواجدون في المكان؟؟؟ لاحظ اللامنطقية حتى في التعبير ولاحظ الكذب (المخربط) في محاولة لخلط الاوراق , السب للكورد والضباط والجنود, لماذا لم يكتف بكلمة سب الكورد أو كلمة سب الضباط والجنود؟؟؟؟؟
6- النص ((، فقام الملازم محمد بضرب الصحفي بمؤخرة السلاح، وأثناء ضربه خرجت طلقة من السلاح من دون قصد)).
التحليل… وهنا أصبح الكلام لامنطقي ولا عقلاني ولايمكن لعقل سوي ان يصدق ذلك ولا تحدث حتى في الافلام الهندية و افلام الكارتون بل ولاحتى في لعبة الاطفال المشهورة (شرطة وحرامية)؟؟؟ فكيف يضرب احد بمؤخرة السلاح وتنطلق منه اطلاقة لتصيب المغدور؟؟؟؟ خصوصا وأن السيد العقيد يقول ان الرصاصة خرجت اثناء ضربه بمؤخرة السلاح, فلو إفترضنا جدلا بأن رصاصة انطلقت من السلاح ايا كان نوع السلاح فأن فوهته ستكون في وضع مقلوب للأعلى أي ان الرصاصة لن تصيب المغدور بنسبة مئة في المئة ولو اصابت فانها ستصيب الجاني لأن فوهة السلاح باتجاهه وحتى في هذه الحال فنسبة الاصابة ضعيفة جدا؟؟؟؟ ولكي يكمل السيد العقيد مشهده الدرامي اللامعقول تبعها بكلمة (من دون قصد)
7- النص ((وأشار العميد كورون إلى أن الضابط كان يريد الدفاع عن نفسه، وفي الوقت نفسه يريد ان يقوم بتهدئة الصحفي الذي كان منفعلا انفعالا شديداً بعدها وبسبب الخوف والهلع الذي حصل هناك، قام الضابط بالهرب من مكان الحادث خوفا مما حصل، وقمنا بإخراج مفرزة من قبلنا للبحث عنه، وقام الضابط بتسليم نفسه ونحن بدورنا سلمناه الى قيادة عمليات بغداد))
التحليل…. تناقض وادعاءات متضاربة احداها تفند الاخرى دون عناء في التفكير والتحليل وكأن السيد العقيد يروي قصة لأبنه الصغير عند النوم كي يغفو, الدفاع عن النفس والتهدئة في وقت واحد؟؟؟؟ كيف لأي أنسان في حالة دفاع عن النفس أن يعمل على تهدئة موقف عدواني كما يدعي السيد العقيد وكما حللنا نص كلامه في الفقرة الخامسة والذي إدعى بأن المغدور قد انسحب فاذا إنسحب فما الداعي للدفاع عن النفس , ثم اردف السيد العقيد بأن الجاني قد قام بالهرب خوفا مما حصل وان القوة اخرجت مفرزة للبحث عنه ؟؟؟ بينما صرحت جميع وسائل الاعلام بانه أي القاتل قد دخل الى موقع القوة وبقي فيها حتى تم تسليمه للجهات المختصة .
8- النص (( ونفى العميد كورون أن يكون الحادث متعمداً، مؤكداً ان الطلقة جاءت من الأسفل الى الأعلى، مشيراً الى أنه لو كان الحادث مقصودا لكانت الطلقة في صدر الصحفي، او في سيارته، وليس في تحت حنجرته، أي ان الطلقة خرجت من الأسفل الى الأعلى، مشيراً الى ان هذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه المشاكل، نحن هنا منذ عام 2005، ولم تواجهنا مثل هذه المشاكل، رغم انه في العديد من الأحيان صدر كلام وسب عن الكورد والضباط الموجودين في المربع الرئاسي))
التحليل… وهذا التصريح يبين لنا مصيبة أعظم, اذ أن السيد العقيد وهو أمر اللواء المسؤول عن حماية الاف المنتسبين والمسؤولين داخل المربع الرئاسي لا يميز بين الاثر الناشيء عن الضرب بموخرة الرأس في السلاح ونوع الاصابة عند إنطلاق اطلاقة نارية, ليصرح بأن المغدور انسحب والجاني ضربه بسلاحه بمؤخرة الراس ويقول انه غير متعمد وهي حالة دفاع عن النفس وان الاطلاقة خرجت من الاسفل الى الأعلى وانها اصابت المغدور في حنجرته وهذا دليل بأن اطلاق النار كان من الامام وليس من الخلف والا لما دخلت الرصاصة منطقة الحنجرة لأنها ستصيبه في اسفل الرقبة لتخرج من الوجه أو الرأس كونها وكما يقول من الاسفل الى الاعلى , ومكمن المصيبة هي كيف يحمل هذا الرجل رتبة عقيد ولا يستطيع تفسير اصابة بسيطة ؟؟؟؟ واذا لم تواجهكم أي مشكلة منذ تسع سنوات رغم الاهانات التي توجه لكم وللكورد فهذا التصريح وحده يا سيادة العقيد كافي بأن يقود الجاني الى حبل المشنقة لتوفر القصد الجرمي للقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وان الجاني كمن للمغدور واستدرجه لهذا المكان ليقتله لأنكم وبرغم الاهانات لم تعتدوا على احد سابقا وانها المرة الاولى علما انكم منعتم فريق الادلة الجنائية من الدخول لمسرح الجريمة للتلاعب بالادلة وتغيير الحقائق. يا أخي لماذا تدعسون في بطوننا ؟ دعونا ساكتين ولا تجبرونا ان نتكلم لأن دم الشهيد محمد بديوي لم يجف بعد.