23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

لماذا بنو هاشم وبنو اميّة دونًا.. محاولة استقرائيّة

لماذا بنو هاشم وبنو اميّة دونًا.. محاولة استقرائيّة

التاريخ مجموعة بنائيّات متفاعلة من بنّائيّات هي حوادث تفاعلت على طول الزمان بما امتصّت نتائجها مساماته يمكن حساب عمره من “حلقات” أصغر فأكبر, عدد مرّات الامتصاص بطريقة مشابهة لتقدير عمر الشجرة من تكرار تراكم حلقات جذعها من الحلقة الأصغر فالأكبر, ولا ننسى أنّنا قد نبرّأ مقولة أنّ التاريخ يعيد أو يكرّر نفسه من الشكوك طالما هنالك معادل كينوني لها هي سمة المكوّن الحلقي للشجرة “مكوّن جذعها” ولحلقات الماء لحادث حجر ألقي فيه أيضًا بتكرار نفس خامة حلقاتها, فما يحدث اليوم من أحداث تقودها السياسة وحروب بأدوات أكثر سرعة في الحسم هي نفسها قبل عدّة قرون لكنّها نمت كحلقات أكبر فأكبر, فما نشهده اليوم من صراعات هي لنفس أسباب حوادث ماضية ولنفس مسبّباتها الّتي جرت في السابق فهي ولادة عن ولادة بطريقة المحاكاة الغير قصديّة يمكن حساب عدد عمر تلك الحوادث من تتالي تكراراتها مع تغيّر سرعات التنفيذ بين معجّل لها ومسترسل بحسب تفاعل الأحداث ونوعيّة “الثأر” لا يفرق عن ثأر الشعوب الغربيّة فيما بينها وغيرها من شعوب لكنّها ثارات مؤجّلة بسبب الصراع “السوفييتي الأميركي” ,فنلاحظ اليوم مثلًا أنّ (الفرس) عادوا للواجهة السياسيّة بعد 14 قرنًا من الزمان تحت مسمّى إيران وسيكتمل ظهورها المنافس لمن هيّأها للظهور على حساب إزالة تركيا من الخارطة ” مثلًا “واستعادة القسطنطينيّة اسطانبول” يبدو أنّه أمر مبيّت بحسب اعتقاد البعض المقصود بهما أميركا والغرب لأنّهما نسخة مكرّرة للإغريق وللروم ,وكلّ ما هنالك أن سرعة اكتمال الظهور التام والمنافس في عصرنا لم تكتمل بعد وقد تصل أو لا تصل منطقتنا إلى ما كانت عليه سياسيًّا قبل ظهور الإسلام مثلًا لكنّها ستقع يومًا ما لاحقًا بوجه آخر لحلقة أكبر مهيّاة لتكون أكبر, و”الثنائيّة المضدّة لنفسها” انبنت تأريخيًّا بفعل فاعل والّذي قد نطلق عليه مجازًا “السبب” أو الفتنة أو “المصلحة” ,وأقرب مثال هما “الوهّابيّة والصفويّة” تشير منبنيات ذلك المكوّن إلى جهة معلومة بنصيحة من “مستشرقين” ,وهنا لا نستبعد إطلاقّا أسباب نشوء نفس “العداء” من انبناء ثنائيّة أعدّ بنائها مع بداية “الفتوحات” الاسلاميّة هما “بنو اميّة وبنو هاشم” فتّت في عضد دولة – امبراطوريّة الإسلام. ولعلّ “شيعة” اليوم في العراق على سبيل المثال لا الحصر بمعتقدهم في قرارة أنفسهم أنّ وصولهم السلطة اليوم هو انتصار لبنو هاشم على بنو أميّة الممثّلون “بالسنّة” رغم أنّ تكرار العداء كان قد تكرّر في النزاع السياسي المتلبّس بلبوس الإسلام ما بين الدولة الأمويّة وما بين العبّاسيّون منذ ما بعد “الحسن” الممثّلون ببنو هاشم والّذين شيعة اليوم يكنّون لهم العداء رغم هاشميّة بنو العبّاس!, لربّما ,وهو المؤك1ذد بحسب وجهة نظر الكاتب نصرةً للفرس ممثّلون بالخراساني الّذي غدر به بنو العبّاس” بعد أن “حقّق لهم ما أرادوه” وهو أمر مشكوك فيه جملة وتفصيلًا بحسب على ما بدا من حوادث تأريخيّة لاحقة زِيد فيه, وبولغ لأسباب معروفة خاصّة ما كتب عن الأمر زمن المأمون على أنّها جرت كذلك. وأحداث تاريخيّة كهذه هي عيّنة عن أحداث أعادت نفسها ,كثيرة تكرّرت بألوان وأشكال تكاد تكون متطابقة كما أوردنا أمثلةً لها آنفًا ,ولطالما “اليمين واليسار” و “الجمهوريون والديمقراطيون” و”الأمين والمأمون” و”بنو أميّة وبنو هاشم” و”الشيعة والسنّة” هم وغيرهم من ثنائيّات مضدّة لنفسها فإنّ التاريخ مستمر كالسالب و       الموجب فلا حياة ووجود للإنسان وجود حيوي ومنتج إلّا بهما.