23 ديسمبر، 2024 3:36 ص

لماذا المراهنة على نظام محاصر بالازمات!

لماذا المراهنة على نظام محاصر بالازمات!

يمر النظام الايراني بحالة غريبة من نوعها لم يسبق وإن واجه مثلها من قبل، ولأن هذا النظام معروف بکونه وعندما يواجه وضعا ومرحلة صعبة وحرجة قد تهدد وجوده ومصيره فإنه يلجأ کعادته دائما الى اسلوبين، الاول إطلاق التهديدات النارية ضد المنطقة والعالم والسعي للإيحاء بأن حالة وأوضاع سلبية ستعم بسبب من هذا النظام المنطقة والعالم، والثاني هو قيامه بإختلاق مشاکل وأزمات بطرق مختلفة کما يفعل حاليا في تصديه للأوضاع الوخيمة التي يعاني منها بسبب من العقوبات الامريکية.
النظام الايراني الذي يعلم جيدا بأن أي إشتباك مباشر بينه وبين الامريکيين سيکون بمثابة النار التي تنتشر في الهشيم وقطعا فإنه هو الهشيم، ولذلك فإنه يحاذر ويتخوف کثيرا من الاقدام على أية خطوة من جانبه تقود الى هکذا نتيجة، ولذلك فإنه يفضل إستخدام عملائه في اليمن ولبنان والعراق، لأن ذلك يجعل النار نوعا ما بعيدة عنه ويجنبه أية مواجهة مباشرة إذ إنه سيصور الامر وکأنه تصرف غير مسٶول من جانب ذلك الطرف”العميل”وإنه غير مسٶول عن ذلك!
النشاطات الارهابية التي قامت بها الميليشيات الحوثية ونظيرتها في العراق لصالح النظام الايراني خلال الازمة المحتدمة بين واشنطن وطهران، والتي يحاول العملاء لتصويرها وکأنها صراع بين الامة الاسلامية وأعدائها وإنه من واجب کل مسلم أن يقف الى جانب النظام الايراني، صار واضح جدا بأن أصل القضية والمسألة مجرد قضية خاصة تتعلق بمشروع مشبوه للنظام الايراني والمتجسد في برنامجه النووي الذي أرهق به الشعب الايراني ودمره تدميرا، وإن مايزعمه هٶلاء العملاء ومن قبلهم النظام الايراني، محض کذب وزعم باطل، وإن النظام الايراني يحاول توسيع الدائرة لکي يضمن له مخرجا من هذه الازمة الطاحنة التي تواجهه.
النظام الايراني المحاصر بالازمات والذي يجد صعوبة ليس بعدها من صعوبة في مواجهة ذلك خصوصا في مواجهته للرفض الشعبي المتصاعد ضده وإن الشعب الايراني صار يجد في التغيير وإسقاط النظام الخيار الوحيد أمامه من أجل حياة ومستقبل أفضل تماما کما تدعو المقاومة الايرانية، يتشبث أکثر من أي وقت آخر بالاحزاب والميليشيات العميلة التابعة له کي تنقذه من الازمة الحادة التي يعاني منها، ولايجب التصور بأن النظام وبعد المحاولات المشبوهة والمفضوحة الاخيرة قد تخلى عن هذا الخيار، بل إنه لايزال متمسك بهذا الخيار أکثر من أي وقت آخر، خصوصا وإنه يجد هناك إصرارا أمريکيا على خضوع وإنقياد النظام الايراني للمطالب الخاصة به کما يجب أن لاننسى بأن هناك أيضا مسعى أمريکي من أجل نشر قوات أمريکية أخرى في العراق من أجل مواجهة تهديد النظام الايراني وتدخلاته السافرة في العراق.