11 أبريل، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

لماذا الرموزُ تُهانُ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

إهانة الرموز بأنواعها ظاهرة عربية , وعراقية بأدلة دامغة ومخجلة يندى لها جبين الأجيال , هذا الصباح تلقيت صورة من صديق لأحد الشخصيات المعروفة وتحتها قد كتب: هذا ليس متسولا وإنما فلان الفلاني , الذي كان رمزا وطنيا قبل عهد الجمهوريات.
فمنذ سقوط الملكية العراقية , ومسلسل إهانة الرموز الوطنية بمسمياتها وميادينها تجري على قدم وساق , بل أن الحالة بدأت فور الإنقضاض على النظام الملكي , ورموز ذلك الإنقلاب الدامي جميعهم وبلا إستثناء ذاقوا الذل والهوان , ولا يزال مسلسل الإذلال فاعل في واقعنا العربي والعراقي خصوصا.
يمكن الجزم أن الرموز المعرفية والأدبية والعلمية في العراق تعرضت لشتى أنواع الهوان في حياتها , ومعظمها غادرت البلاد , ومَن بقي توطن السجون والمعتقلات , أو تعلق في المشانق التي تعدها أنظمة الحكم الوطنية بإمتياز.
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين ودوامة إهانة الرموز تتسارع وأصبحت سلوكا عاديا ومقبولا , ولا من مساءلة أو تحدي , ولا صوت يشير إليها في منظمات حقوق الإنسان , فقتل الرموز وإذلالهم من متطلبات تمرير المشاريع والأجندات.
في العقدين الأخيرين تمرغت رموز عربية في وحل الهوان , رؤساء دول , ومسؤولين , ومثقفين , وشعراء وكتاب , ومفكرين , وغيرهم الكثير , وهذا السلوك متواصل منذ أكثر من سبعة قرون , فلا يجوز أن يكون في الأمة رمز قدوة , فالعلة ليست في أبنائها وإنما في حرمانها من الرموز القدوات الذين ينظمون إيقاع خطوات أجيالها , ويلاحمون مجهوداتها ويمزجونها في وعاء حضاري رفيد.
يا صديقي هذا الرمز ليس متسولا , ويُراد من هذا الإذلال صناعة أمة متسولة , خانعة تابعة , فاقدة للثقة بنفسها , وعاجزة عن توفير مستلزمات بقائها بعزة وكرامة.
وأنت يا صديقي تروّج لهم مآربهم بتوزيعك الصورة التي لا تليق برمز عراقي وطني , بهذا الحجم المعرفي والفكري والإداري والقيادي النزيه.
فمن الواجب الوطني والإنساني أن نحترم رموزنا ونعزهم , ونبدي حسناتهم وأدوارهم في بناء الحياة الحرة الكريمة , بعيدا عن أساليب ترسيخ الذل والهوان بالنفوس , بتكرار نشر صور ومقالات وخطابات تستهين بما عندنا من القدرات والطاقات.
فهل سنحترم أنفسنا ونعز أوطننا , ونعرف نوايا المغرضين؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب