23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

لماذا الخط الاحمر بيد السلطة وليس بيد الشعب‎

لماذا الخط الاحمر بيد السلطة وليس بيد الشعب‎

كان 25 شباط 2011 يوم الغضب العراقي حيث توجهت الجماهير الغفيرة الى ساحة التحرير ساحة العز والكرامة لتعبر الجماهير عن غضبها على الفساد والمفسدين والخونة والمارقين واللصوص والمخربين وتردد صداها في مدن عديدة اخرى مثل نينوى وديالى وحتى في الاقليم الكردي تطالب بالاصلاح وايقاف الهدر المالي للمسؤولين واعضاء البرلمان على حساب مصلحة جماهير الشعب ومستقبل البلاد لان 90% من هؤلاء يحملون الجنسية الاجنبية وهم قدموا الى العراق لا لغرض خدمة البلد بل من اجل سرقات ثروات البلد وحينما يشعرون بالخطر يغادرون الى من حيث اتوا متنعمين بما حصلوا عليه دون وخزة من ضمير او خشية من الله وحينما يحصل خلافا بينهم ليس من اجل  مصلحة الشعب بل على توزيع الغنائم , وقد تعرضت تلك الاحتجاجات الى القمع بقسوة وخاصة من بعض من تواجد في المطعم التركي من قيادات حزب الدعوة واستعمل القمع بقسوة حتى الرمي بالذخيرة الحية وتم تصفية بعض الناشطين مثل الصحفي الشهيد مهدي المهدي ولم يحرك القضاء ساكنا شأنه شأن كل الامور التي حصلت في البلد ولم ينبري القضاء للتحقيق في السجون السرية وانتهاكات حقوق الانسان واحتجاز الاشخاص والنساء وحتى الاطفال رغم تقارير المنظمات الدولية حول العراق ولم يتحرك القضاء لكشف نتائج التحقيقات في اللجان الخاصة في التصفيات الجسدية او السرقات المالية … وفي 13 شباط عام 2013 تم اجتثاث رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود وغادر الرجل الى امريكيا وقد طلب منه المالكي العودة وتمييز القرار ليعود في مكانه معززا مكرما رغم علم كل هؤلاء المدافعين عنه علاقته بالنظام السابق ومن المقربين الى صدام حسين ولكن الرجل له من المؤهلات التي تجعله متفضلا على طبقة  الفاسدين والمجرمين والذين دخلت قضاياهم طي النسيان لذا يدافعون عنه لانه قبغ برميل الفساد ان صح التعبير وفي الوجه الاخر غاب القضاء عن كل من اجج الطائفية وعن جرائم لا تعد ولا تحصى قام بها المسؤولين والميليشيات الاجرامية من قتل وخطف وابتزاز وقد كان للمالكي دور كبير في ما حصل في العراق من احتراب وفرقة وطنية وهو يصرح علانية وامام العالم ووسائل الاعلام وهو المسؤول الاول عن ادارة الدولة (ان هؤلاء معسكر يزيد ونحن معسكر الحسين وفي 14-6-2015 في كلمة له خلال مؤتمر عشائري لدعم الحشد الشعبي في محافظة كربلاء قال ان مايشهد العراق اليوم هو ثورة طائفية سنية ضد الشيعة )
فأين القضاء من هذه التصريحات التي حرمها الدستور وفي 10 حزيران 2014 احتلت داعش محافظة نينوى وامتدت الى صلاح الدين وغيرها والسبب المباشر الاول هو القائد العام للقوات المسلحة وليقف امام الاشهاد مبررا فعله المخزي في اصدار الاوامر الى القطعات بالانسحاب ان السبب هم الاكراد والسنة في القوات المسلحة ؟ اليس هذه اعترافات تدينه بما يقول فمه واين القضاء منها ؟؟ لذلك كل من عليه ملفات فساد او اجرام مثل القتل والخطف والابتزاز وغيرها يرون ان ابعاد هذا القاضي سيجعلهم في مهب الريح خاصة اذا تولت ادارة الدولة سلطة مستقلة وسوف يدفعون ثمن افعالهم مثلهم مثل الغارق في المياه يتشبث حتى بالقشة وهو يحلم بالخلاص من الهلاك ايها الطغاة لم يعمل رجال العهد الملكي عمل يقارن حتى ولو بنسبة بسيطة مما فعلتم ولكن حينما حانت الفرصة في ثورة تموز المجيدة للشعب الغاضب وانفلات زمام الامور من يد الثوار لقي هؤلاء المسؤولين مثل نوري سعيد والوصي عبد الاله مالم يحصل في مكان اخر وجرى سحلهم في الشوارع وتعليقهم على الاعمدة هل تعتقدون ان مصيركم احسن منهم انكم اذن واهمون وان الخط الاحمر الذي دائما ما ترددونه في تصريحاتكم هو سلطة الشعب وقد تجاوزتم انتم كل الخطوط الحمراء التي وضعها الشعب وان غدا لناظره قريب ايها المنسلخون عن الوطن والشعب.