23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

لماذا الترکيز على الدور الايراني؟

لماذا الترکيز على الدور الايراني؟

يتسائل البعض و بإلحاح عن سبب الترکيز على الدور الذي يضطلع به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و العالم، ولماذا يتم التشديد على النشاطات و التحرکات المختلفة لهذا النظام دون غيره؟ هذا السؤال يطرح هنا و هناك وهناك من يطرحه من أجل التصيد في المياه العکرة و السعي من أجل التغطية على هذا الدور الاکثر خطورة في المنطقة کما سنأتي على شرح ذلك.
تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يکن مجرد حدث أو تطور عادي مر بإيران و المنطقة و العالم، وإنما کان تطورا غير عاديا ترك و يترك آثارا و تداعيات مختلفة على جميع الاصعدة، لکن المحصلة و النتيجة النهائية التي يمکن إستخلاص النتائج و العبر منها، تشير الى هذا النظام قد جاء ليعيش عالة و کظاهرة طفيلية على دول المنطقة بشکل خاص، وإن الاحداث و التطورات الجارية قد أکدت على هذه الحقيقة و أظهرت بإن هذا النظام إستمد و يستمد أسباب بقائه و إستمراره من بقاء و إستمرار هيمنته و نفوذه على دول المنطقة.
مراجعة سجل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، على صعيد إيران و المنطقة و العالم، يظهر بأن هذا النظام کان دائما مصدر مشاکل و قلاقل و أزمات بمختلف الاتجاهات، وإن جميع الاطراف المعنية بالقضية الايرانية صاروا متيقنين من الدور السلبي و غير السليم و غير المسٶول لهذا النظام.
منذ 39 عاما، والشعب الايراني يشهد أوضاعا و ظروفا بالغة السلبية من جراء الادارة غير الحکيمة لنظام الجمهورية الايرانية لأموره المختلفة، فيما نجد و بنفس الاتجاه مايلاقيه الشعب الايراني، من ممارسات و إجراءات قمعية بحقه و سعي هذا النظام من أجل مصادرة حقوقه المختلفة ولاسيما حرياته، غير إنه وفي نفس الوقت نجد أنفسنا في مواجهة ماتلاقيه شعوب و دول في المنطقة أيضا من تنفيذ مخططات مشبوهة من جانب طهران بحقها و السعي من أجل إخضاعها و السيطرة عليها بمختلف الطرق و السبل، وفي نفس الوقت فإن تزايد الهجمات الارهابية في مختلف دول العالم ولاسيما في الدول الغربية منها، له علاقة أکثر من مشبوهة بقضايا الشد و الجذب في الامور المتعلقة بالملفات المختلفة للنظام الايراني و قضايا أخرى ذات صلة.
الحقيقة الثابتة التي لامناص منها أبدا، هي إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ مجيئه المشٶوم، کان و لايزال سبب و أساس بلاء جميع شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الايراني، وإن تزايد نداءات و مطالب إسقاط و تغيير هذا النظام ولاسيما من جانب المقاومة الايرانية خلال مختلف المناسبات التي تعقدها، لاتصدر من فراغ أو من عبث وانما على أساس حقيقة الدور المشبوه و العدواني لهذا النظام و الذي يتقاطع و يتعارض مع المصالح العليا للشعب الايراني و شعوب المنطقة، وإن النقطة الجوهرية التي لم يعد هناك من نقاش و خلاف بشأنها هي إن رحيل هذا النظام صار مطلبا ملحا لامناص منه أبدا، خصوصا بعد الانتفاضة الشعبية الاخيرة التي أکدت على إن الطريق و السبيل الوحيد لحل المعضلة الايرانية تکمن في إسقاط النظام و تغييره جذريا.