قد لا يعرف او لا يدرك البعض هنا او في عموم المنطقة العربية , أنّ شرائحاً اجتماعيةً كثيرة العدد في الشارع الأمريكي تتعاطف نفسياً وفكريّاً مع الرئيس السابق ترامب , وهذا التعاطف والتأييد يسبق اصلاً اندلاع موجة الإتهامات الموجّهة له , ويبدو أنّ ذلك قد يتضاعف إثر خسارة الممثلة الإباحية ” ستورمي دانيلز ” لدعواها ضدّ الرئيس ومن ثَمّ تغريم المحكمة الأمريكية لها بدفع مبلغ 122 000 دولار لترامب كأتعاب المحاماة في قضيتها التي إرتدّت عليها بالضّد .
هذا الإصطفاف لشرائحٍ اجتماعيةٍ من الشارع الأمريكي مع الرئيس ترامب , لا يعني بالضرورة الوقوف بالضدّ الكامل من سياسة الرئيس بايدن , سواءً الداخلية او الخارجية , ومع تعدّد اسبابٍ لذلك وبعضها تتعلّق بالإقتصاد والضرائب ونسبة البطالة وما الى ذلك , لكنّ السبب الجوهري الكامن خلف هذا التأييد , ولا سيّما من طبقة الإنتلجنسيا الأمريكية , فيعود مؤدّاه بالدرجة الأولى الى تصريحٍ لترامب منذ اسابيعٍ قلائلٍ خلت , بأنّه وفي حالة إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة للمرّة الثانية , فإنّه سيعمل على وقف او ايقاف الحرب الأوكرانية – الروسية خلال يومٍ واحد ! على حدّ تعبيره .. ما يمكن استشفافه من هذا التصريح , فبمجرّد اعلان ادارة ترامب الجديدة بالوقف الفوري لإمدادات الأسلحة والأموال لأوكرانيا < وارغام او اضطرار الدول الأوربية او الأعضاء في الناتو للإمتثال لقرار الرئيس الأمريكي الجديد المفترض , فما على زيلينسكي سوى رفع يديه للأعلى للإستسلام .! , بالرغم ممّا جرى من ترشيحاتٍ لبعض وسائل الإعلام العالمية عن هروبه الى اسرائيل , واذا حصلَ ما حصلْ فإنّ الترجيحات بقيام حركة تمرّد عسكرية من الداخل للإطاحة به , على ما ورّط بلاده وكبّدها هذه الخسائر الفادحة في الأقتصاد والتدمير للبنى التحتية والفوقية وهجرة الملايين من مواطنيها الى الدول المجاورة والقريبة , فهي ترجيحات واردة ومحتملة الحدوث .
الفوز المفترض او المحتمل لترامب بالرئاسة قد يؤدي ليس لوقّف الحرب في تلك المنطقة الملتهبة فحسب , وإنّما قد يقود لإلغاءٍ محتمل للعقوبات الغربية على موسكو , وفتح صفحةٍ جديدة في العلاقات الدولية والنظام العالمي , وتفويت الفرص على بعض الدول من اللعب او التصيّد في المياه العكرة ” ولعلّ بعضها اقطارٌ عربيةٌ ” , كما أنّ دونالد ترامب يتمتع بعلاقات ” طيبة ” مع الرئيس بوتين منذ فترته الرئاسية السابقة .! وهذه لها ما لها من حساباتٍ ما .!