ايران “بملاليها” المخادعين الحاضرين ، و “بغطرستها” الفارسية القديمة لاتقبل ان يتمرد عليها عربي ان كان من “خدمها او عمالها” في الاصل ، كما لا تغفر ان يكسر شوكتها عربي ان كان من اندادها و خصومها ، ولذا فلم يحصل هذا في تاريخ العرب الا مرات ثلاث ، و من الثلاثة انتقمت ايران ؛ حبست عاملها على الحيرة النعمان بن المنذر حبسا مهينا حتى مات ، لانه فكر بالرفض بعد ان تطاول كسرى على شرف العربيات .
و اغتالت الخليفة عمر بعد ان ازال ملكها الى الابد ومرغ انفها في التراب .
و استجلبت الغرب على صدام بعد ان اذل جيشها و حطم احلامها بمحاولة اغتصاب العرب مرة جديدة . فاعدمته بيد اذرعها المتغلغلة في العراق .
مقتدى الصدر حاول مرات كثيرة الخروج عن القطيع الجماعي الناعق وراء “مرياع” ايران دون تمييز ، فشذ عنهم بدافع العروبة احيانا او بدوافع شخصية احيانا اخرى ، و لكن كل مرة يجد ان الموج اعلى منه و ان ابناء جلدته لايساندونه فيعود ادراجه بيت الطاعة.
ولكن وبعد تشابك الامور اخيرا و تغير المعادلات بميل الكاذبي للتوجيهات الامريكية قليلا وتعهد المالكي والعامري و مرشحي السنة الاوفر حظا بضبط العجلة لصالح ايران ، رات الاخيرة وبدفع من خصومه ان مقتدى الصدر وتياره هو العائق الوحيد مستقبلا إذ انه تمادى هذه المرة و طمع برئاسة الوزراء، وعند ايران هذا خط احمر ، فقد اختلفت مع امريكا يوما بخصوص اياد علاوي -رغم انه شيعي- واستبعدته و انتصرت .
ايران يمكن ان تعطي المناصب الوهمية للسنة و تعطي المناصب الكسبية للكرد ، ولكن لايمكن ان تعطي منصب رئيس الوزراء الا للشيعة الولائيين الثابتين . ومقتدى الصدر لم يعد منهم .