محاولا استفزازه قال احد الحراس من الذين كانوا يقفون قرب القاضي الذي قرأ لاخر مرة قرار الاعدام لماذا دمرت العراق فكان رد الشهيد : “أنا دمرت الغزاة والفرس وأنا دمرت أعداء العراق … وحولت العراق من الفقر إلى الغنى”. ( أي عاقل ومنصف يستطيع المقارنة بين عراق صدام وبين العراق الصفوي الحالي ليرى خيبة ما فعله المبطلون ).بحثت في الكتب والمراجع الى ان وجدت الاحتمال الكبير لسبب هذه الابتسامة , ولكني ساخبركم بالاحتمالات الاخرى اولا .. وقبلها ايضا تعالوا لنحاول ان نفسر جملته السالفة الذكر وهي كيف دمر الغزاة والفرس تعالوا ايضا نعود بالتاريخ للوراء لنرى ان خميني الذي بنى لحم اكتافه من خيرات العراق وهو يعيش فيه مكرما ومتميزا هو وجماعته لمدة 13 سنة وهو منفي من ايران قد دخل حرباً مدمرة ضد العراق (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته –وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا”) ابو الطيب المتنبي ,, وهي ما سماها تصدير الثورة التي في حقيقتها هي محاولة اعادة المجد والامبراطورية الفارسية رغم ما ورد في السنة ((إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده)) المعجم الاوسط , واستمرت ثمان سنوات رفض فيها الاستسلام للرئيس العراقي صدام حسين،هكذا هم الفرس تحترمهم وتكرمهم فيردون عليكم بطعنة من الخلف (اذا طعنك احد من الخلف فاعلم انك في الامام .. مثل دارج ) واستمرت الحرب سجالاً بين البلدين إلى أن اجبر خميني على قبول وقف إطلاق النار في 8 /8/ 1988 حين حققت القوات العراقية تقدماً ملحوظاً في ساحات القتال ، ووصف قبوله وقف إطلاق النار بأنه تجرع كأس السم ولذللك تحالفت ايران مع امريكا من اجل تدمير العراق وتحطيم شعبه لغرض تحقيق غايتهم في ضمه لدولة المجوس الفارسية وسرقة خيراته , لكن يا عراقي الامر لم ينتهي فلا يغرنك قيام صعاليك ايران بموجات القتل والابادة لشرائح كبيرة من شعب العراق ولا تستسلم لليأس فان الله مع الصابرين فالدنيا كالكرة ان كانوا اليوم في الاعلى فلا بد ان يكونوا غدا تحت الاقدام .اذن هذا البلد الصابر الشجاع بشعبه قد وقف ضد ابشع واشرس حملة في التاريخ الحديث الساعية لتغيير شعب بكامله وافساد مقوماته و قيمه ولم ينجحوا الا في فترة حكم الحكومات اللعبة التابعة لامريكا وللمجوس .على العموم يقال ان الانسان يرى شريط حياته في سرعة خارقة فهل مرت عليه انجازات البعث في القضاء على الامية ام تأميم النفط أم التعليم المجاني من الابتدائية للجامعة أم التصنيع العسكري الذي مكن العراق من الوقوف بوجه اعداءه أم تعديل حقوق المرأة بما يؤهلها لخدمة مجتمعها بكرامة أم العلاج المجاني وزيادة الجامعات التي خرجت الاف المثقفين والعلماء بشتى المجالات أم نظر الى مكانة العراقي التي ارتفعت امام الاخرين حبا واحتراما ,أم الكثير الكثير من انجازات البعث .قد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ،﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [سورة فصلت : 30-32]وأما الكافر فإنه يتلقى الصفعات عند الموت، قال تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [سورة محمد : 27]عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قال رسول الله (.. اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ،.. ) اذن هذا هو غالب ما اريد ان اصفه وهو ان الشهيد شاهد في لحظات الحياة الاخيرة هؤلاء الملائكة فاستبشر بهم وابتسم .صباح يوم 30 ديسمبر 2006 في مقر الشعبة الخامسة في دائرة الاستخبارات العسكرية صباح يوم عيد الاضحى,تم تنفيذ حكم الاعدام بقائد عراقي لن يتكرر رئيسا مثله.