23 ديسمبر، 2024 3:06 م

لماذا أفرغ قانون منحة الطلبة من محتواه؟!

لماذا أفرغ قانون منحة الطلبة من محتواه؟!

لصالح من تعطل قوانين الخدمات التي من شأنها أن تقدم للشعب؟!
ولماذا يطلب منا أن ننتخب المفسدين؟!
منذ أن تسلط المفسدون على رقاب الشعب، وأستولوا على ثروات الوطن ومقدراته؛ لم يقدموا لنا أي خدمات تذكر، ولا شرّعوا أي قوانين تصب روافدها في مصلحة الشعب!. وحتى تلك الخدمات التي يقدمها الآخرون؛ تعطلها الحكومة! وآخر تلك الخدمات المعطلة هي (منحة الطلبة)!..
لم تلغى منحة الطلبة، ولكن افرغت من محتواها بفقرات تحد من صرفها لما يقارب (95%) من الطلبة! فقد أستثني الطالب الراسب من المنحة، سواء كان راسباً في العام السابق، او الأعوام اللاحقة، والطالب الذي يوجد في عائلته من يزيد دخله على(150،000 دينار )، والطلبة الذين لديهم غيابات، أو إجازات، بحدود معينة في القانون.
ولربما يستثنى طلاب الأقسام الداخلية، والطلبة الذين يقع محل سكناهم في الرقعة الجغرافية للجامعة والمعهد والمدرسة! وقد يطال الأمر كل من لا ينتمي الى الحزب الحاكم!..
ما عاد من المستغرب من حكومتنا المنتخبة؛ أن تنتهج تلك الأساليب الهدامة في التعامل مع الشعب، فقضية منحة الطلبة لم تكن الأولى، فقد سبقتها العشرات من القضايا، من قضية تشكيل الأقاليم، وتوزيع جزء من حصة النفط للمواطنين، ومشروع البترودولار، وغيرها الكثير، مرورا بمنحة الطلبة، ولا ندري ماذا يخبيء لنا الدهر!..
والأنكأ من ذلك اننا نحن من انتخب تلك الحكومة، الأشرة، البطرة، المفسدة، ولولايتين متتابعتين. وما يقيح القلوب ويؤلم النفوس؛ أنها تسعى لنيل الولاية الثالثة!..
ما زالت الحكومة تقف بوجه كل مشروع من شأنه خدمة الشعب، وبجميع طبقاته، الموظفين منهم والمتقاعدين، والعاطلين عن العمل، وأسر الشهداء، والمهجرين، والطلبة، والذين لا يجدون مسكناً يؤيهم من حرارة شمس الصيف اللاهبة، وقسوة برودة الشتاء؛ ممن يسمون بالحواسم أو التجاوز!.. وغيرهم الكثير من الشرائح التي لا تعرف من الحياة، سوى الحياة نفسها!..
أصبحت الحكومة بلاء يصب على الشعب العراقي ، أمرُّ وأدهى من كل الإبتلائات الأخرى!..
فالنائبات حينما تحل عليك من الأعداء فالعزم والصبر يدفع شرورها، أما أن تأتيك من حكومتك المنتخبة فذلك ما تزدريه القلوب، وتأنفه النفوس!..
ففي الوقت الذي تطالب به طلبة دول لا تتجاوز ميزانيتها معشار ميزانية العراق؛ بزيادة المنحة المالية، فإن العراق لم يقر المنحة أصلا وحينما أقرها أفرغها من محتواها!.
في الغد القريب، عندما يحين وقت التغيير؛ سوف نغير، ولن نبقي المفسدين على سدة الحكم، وسوف ننتخب الأصلح ممن يخدم الشعب. فمن لا يخدم شعبه لا يستحق أن يمثله.