23 ديسمبر، 2024 12:06 م

الذي يعنيني هنا بعنوان هذا المقال من تساؤلات هو العراق ولربّما سيشمل بأجزاء كبيرة منه بقية بلدان المنطقة..
الخميني.. لماذا اتى من فرنسا الى ايران؟
وكيف سمح له مغادرتها وهو في قبضة الغرب أصلًا إن كان يشكّل خطر حقيقي على مصالحه؟
وهل فعلا كان يستطيع ازاحة الشاه لوحده؟
ولماذا الذي حدث في ايران حينها جاء بنفس توقيت دخول السوفييت افغانستان؟
ولماذا أصلًا استحداث درجة “نائب الوليّ الفقيه”؟ ..وهل تغيير العقيدة الشيعيّة بتلك السهولة والّتي في صلب بنيانها التكويني مثلًا عدم السعي للحكم لحين ظهور الوليّ الفقيه “المهدي” ولا يجوز قبله؛ كان برغبة خارجيّة؟.. وهل ذلك التأسيس يعتبر من ضمن “التقيّة” يتغيّر بتغيّر الظروف؟
وما فرق الوليّ الفقيه عن الله وكما نعلم أن الله لم يلد ولم يولد؟
وهل امد اية الله المجاهدين العرب بالتدريب وبالمرور من ايران الى باكستان ثم الى أفغانستان لمحاربة السوفييت ضمن اتفاق مسبق مقابل نجاح الثورة الايرانية؟
وهل الّذي أسس العراق الحديث كان بكل بتلك الدراية الواسعة من الدقة في تفاصيل التفاصيل ومستوعبًا تمامًا لقضايا الخلافات الدينيّة والإثنيّة وجذورها حين أراده عراق “تلزيگ” إثني وطوائف تنافي مشاعر الوطنية كي يكون أرض خصبة لفعاليات السياسات الغربية في المنطقة لاحقًا؟
هل العراق كما بدا اليوم وكشفته الأحداث وطن بلا شعب أصلّا عدا سكّانه الاصليين بل مجاميع اجتماعية مجندة لدول تحيط العراق صيغ بهذا التنوّع عن عمد دعمت بعد احتلال قريش لبغداد بتشجيع هجرات لاحقة ضمن أزمان مختلفة؟
ومن الّذي يحرّك الشارع الشيعي سابقًا ولاحقًا النجف أم قم أم مؤسّسة محرّكة للشارع السنّي أيضًا هي من وضعت سايكس بيكو حيّز التنفيذ؟
وهل الغرب جنّ جنونه من الأحزاب اليساريّة حفاظًا على النفط أم خوفًا على تفكيك المشاعر الطائفيّة والدينيّة المشوشة داخل العراق وخوفًا على تمييع الخلافات الاثنيّة والعرقيّة فيه كما فعلها محمد من قبل حين وحد قبائل الجزيرة فتخلّص من سيطرة الفرس والروم معًا حينها؟ ..ترى وكم من سلمان الفارسي داخل العراق اليوم؟
وهل اجتماعات “قم” التي كانت تجري قبل سقوط الاتحاد السوفييتي وقبل احتلال بغداد ل”علماء” سنّة وشيعة كالقرضاوي وغيره معروفون كان لتوحيد المذاهب كما ادّعوا أم للتحريض بأمل حكم الشرق الأوسط؟
وهل دخول بن لادن وبقية تنظيم القاعدة لايران بعد دخول اميركا افغانستان جاء باتفاقيات مسبقة اشترطت على طهران التعاون لما سيأتي من نتائجها وضع الأسس لما عرفت اليوم بالجماعات الجهادية كالقاعدة وداعش وغيرهما من جماعات شيعية أيضًا؟ ..
ثم ولماذا تم تنصيب الاسد والبعث والقذافي نهايات ستينيات القرن الماضي بأزمان متقاربة جدًا؟.. وهل يشكل كلّ ذلك الذي حصل نجاحات لكيسنجر لازالت مستمرة حين وصف حينها بمكوك الشرق الأوسط؟
وهل حدث الذي حدث في سوريا والعراق وليبيا “بعد نكسة الخامس من حزيران المفتعلة كما توضّح لاحقًا” كان صدفة في ذلك الوقت أم هي صناعة هنري كيسنجر نفسه الذي كان يسمى “مكوك الشرق الاوسط” حينها؟ ..وهل تغيير المنطقة بمختلف المتغيّرات الّتي حصلت ولغاية اليوم بفعل مخطّط ذلك المكّوك؟..
ولماذا يحصل في بيئاتنا الاجتماعيّة رفض الوطن في داخل كلّ وافد للعراق قديمًا أو حديثًا وبقاء انتمائه القديم فعّالًا أجيال إثر أجيال ولا يحصل عند الغرب الّذين يتفانون من هاجر منهم للعوالم المكتشفة حين يعتبرون أرضهم الجديدة وطنهم الأم والشواهد على ما نقول أكثر من كثيرة؟..
ولماذا تثار في النفس دومًا مشكلة العقل العربي على أنّه لا يستوعب ثقافة سوى ثقافة التدين والتي تجرّ هذه المشكلة إلى القناعة بأنّ التديّن يعني العبودية فيما عدا القلّة القليلة وما نراه من حمل شهادات جامعية ومعاهد لا يعدو مباهاة وبحث عن رزق ومشاعر تطمين للذات على أن العقل لا زال فيه مكان للاستيعاب وأنه لا زال يعمل؟..