19 ديسمبر، 2024 7:00 ص

العمامة صارت على رأس ” شعيط ومعيط” ففقدت قيمتها الدينية , ودورها المعرفي والأخلاقي قي المجتمع , لأنها أصبحت ماركة مسجلة للتجارة بالدين.
العمامة بلا ضوابط ولا مؤهلات ولا شروط , فالتعمم في جوهره يعني التعلم , ولكل عمامة درجة ما من المعرفة بعلوم الدين بضروبه المتنوعة , أما أن يضع مَن هبّ ودبّ على رأسه عمامة ويدّعي ما يدّعيه , فهذا هو العدوان الأعظم على الدين , لأن ذلك يصنع لمائم العمائم , وإن شئت ” لملوم” (جماعة) العمائم , وهذه تسعى وفقا لتوجهات السوء المطمورة في دنياها , فتزينه وتسوّغه وتحسبه هو الدين.
أي أن لمائم العمائم قوة سلبية تحرّف الدين وتعزز هوى النفوس والرغبات , التي تنفلت حالما تتستر بعمامة أمية ذات غباء مبين.
وهي تفعل فعلها في الواقع العربي وبين المسلمين في المجتمعات الأخرى , لأنها توحي بأنها تمثل الدين , وهي تجهل أبسط العناصر السلوكية المعبرة عن جوهر الدين , فتراها تتسيد بقوة النفس السيئة الفاعلة فيها , مما يؤدي إلى تخريب المجتمع وتشويه الدين , كما أنها تستثمر بتجهيل المسلمين وإنتشار أميتهم.
وفي واقع المسلمين أن في كل قرية مهما كانت صغيرة , أو أي مجموعة من الناس هناك مَن يسمونه بالإمام , الذي تكون له الكلمة الفصل بأمور الدين , حيث يلجأ إليه أهل القرية في العديد من المسائل التي تخص السلوك المتصل بالدين , فتراه يتمنطق بما لا يمت بصلة للدين , وبتكاثر هؤلاء يتم خلق مجتمعات تحسب الإنحراف عن الدين هو الدين , وتتيه عليها الصورة الحقيقية والدور الإنساني للدين.
والأخطر من ذلك كله شيوع تجارة الفتاوى , فكل عمامة مهما صغرت أو كبرت تخوّل لنفسها الإفتاء , وتجني من ذلك مالا , فيمكنك أن تحصل على أية فتوى بمال , وفي هذا تتحقق الجرائم بإسم الدين , وتحت راية العمامة الموقرة , التي لا تتورع في فتاوى السوء والبغضاء والعدوان على الإنسان.
فالذي يجري في واقع العرب والمسلمين هو تداعيات لفتاوى لمائم العمائم الفاعلة في المجتمع, والتي تتحكم بمصير الناس وفقا لآليات الفتاوى والتصورات التضليلية المخادعة , التي تجلب لها المال فتحسبه رزقا من ربها الذي تنطق بالفتاوى وفقا لما يراه.
وبهذا ضاع الدين وتدهورت أحوال الناس في بلاد المسلمين , وما عاد الواحد منهم يميّز بين الدين واللادين , بين الفتاوى المتصلة بالدين والفتاوى المتاجرة بالدين , مما يعني أن الإبتعاد عن الدين سيتحقق في الأجيال التي تعرضت لهذا الخداع والتضليل والإمتهان بالدين.
فما يجري في الواقع الإنساني أن الثورة المعرفية قد تمكنت وإنتشرت , وتجاوزت الحواجز وحطمت جدران العزلة والإنكماش , وصار البشر يمتلك عقلا عولميا , لا يمكن لأية عمامة مهما توهمت أن تمتلكه وتسخره لأغراضها الشخصية , ورغباتها الوهمية , مما يعني أن لمائم العمائم مهددة وأنها تواجه مصيرا قاتما , مما سيدفعها إلى تأجيج الصراعات والتفاعلات السلبية ما بين الناس بإسم الدين , لكي تضمن مصالحها ومنافعها التجارية التي تدر عليها أرباحا خيالية.
لكن المشكلة أن التنوير المعرفي يتمدد ويسطع , ودعوات الظلام والعتمة في تبدد وإنحسار , ولن تقوم قائمة لعمامة تريد أن ترمي الناس في حندس أضاليلها ونوازعها النفعية.
لقد أشرقت أنوار المعرفة وستهرب الخفافيش إلى جحورها العتماء!!
لمائم جمع لملوم: جماعات

أحدث المقالات

أحدث المقالات