قبل أن أبدأ بكتابة هذه المقالة أود أن اختبر ذكاء القارئ العزيز بسؤال يشبه الحزورة إلى حد ما وهو عن الصفات الجسمية لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي عن قصر قامته، وكرشه الكبير المتدلى، والصلع الذي غزا رأسه..، إن هذه الصفات الثلاث وجدت في شخصية تاريخية عربية معروفة، إلا أن الفارق بينهما أن ذلك الشخص كان ذكياً، لكن صاحبنا حيدر العبادي كما يشاهده العالم في وسائل الإعلام شخص غبي بامتياز وجاهل جهلاً مركباً، وغير متزن، بل حتى في تصريحاته وأحاديثه أتفه من حكواتي التلفزيون صاحب برنامج “كلام وجيه” المدعو وجيه عباس صاحب المقولة الشهيرة: صباح العير على جميع عراقيي المنفى وجميع عراقيي الوطن. الآن حزرو فزرو معي من هو ذلك الشخص الذي قارنا ولم نُشبه بينه وبين القزم حيدر العبادي؟.
الآن دعونا ننتقل إلى موضوعنا الذي هو مؤتمر إعمار العراق. لقد قيل الكثير عن المؤتمر المذكور سلباً وإيجاباً إلا أنني بخلاف الآخرين أنظر إليه وإلى أي شيء آخر يحدث في العالم بمنظار كوردي كوردستاني، لكن غالباً ما أتحدث عنها بلغة المحتل العربي ذلك الجار السيئ المؤذي الذي لازال يحتل جزأين من وطني هما جنوب وغرب كوردستان.
عزيزي المتابع، في هذا المؤتمر.. أكد حكام بغداد الكيشوانية والروزخونية مرة أخرى على طائفيتهم المقيتة حين أهملوا متعمدين المدن والقرى العراقية التي تعرضت إلى الخراب والتدمير بنسبة 99% كموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى، أضف لهن مدن وقرى جنوبي كوردستان التي دمرت على أيدي نظام حزب البعث المجرم بدءاً من بدرة وجصان ومندلي وخانقين وكركوك وتوابعها وانتهاءاً بزمار وسنجار، ومن ثم جاء تنظيم داعش الإرهابي ودمر البقية الباقية من المدن والقرى الكوردية الكوردستانية التي تتاخم المدن العراقية. لقد ترك الأشياع هذه المدن المدمرة بشكل كامل وهي عبارة عن ركام واهتموا بالمدن الشيعية في الوسط والجنوب العراقي التي لم تتعرض إلى دمار الذي ألحق بالمدن والقرى الكوردية في إقليم كوردستان والمدن في المنطقة الغربية (السنية) بنسبة 5% على أيدي الإرهابيين والميليشيات الأوباش.
عزيزي القارئ بعد كل تلك المآسي والويلات التي جرت على الشعب العراقي على أيدي حكامه القتلة قبل 2003 وبعده ومن ثم على أيدي الإرهابيين أتعرف من هم الذين ساندوا الكيان العراقي في مؤتمر الكويت لإعماره؟ أولهم كانت الدولة المضيفة الكويت، التي خصصت للعراق ملياري دولار على شكل قروض واستثمارات. ومن ثم دولة قطر التي قدمت مليار دولار كقروض واستثمارات. وكذلك مملكة العربية السعودية لقد تعهدت بتقديم مليار ونصف لمشاريع استثمارية. وهكذا دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدمت مبالغ كبيرة للعراق. السؤال هنا، أن الدول الخليجية المشار إليها أعلاه لقد وقفت في الماضي ولا زالت تقف مع الكيان العراقي في كل الأزمات التي مر بها في زمن حكم المجرم صدام حسين أو الآن في زمن حكم الشيعة اللصوص، لكن هؤلاء الأشياع ناكري الجميل لن ولم يدعوا لحظة واحدة تمر دون أن يمطروا دول الخليج بالسباب والشتائم والاتهامات الباطلة، وفي الجانب الآخر من الخليج حيث تقع إيران التي كانت حاضرة في المؤتمر لكنها لم تتبرع بدولار واحد للعراق، بل أرسلت وفداً استخبارياً لكي يحصي المبالغ التي ستمنح للعراق من قبل (الكفار) كي تأخذ فيما بعد حصتها من حكومة بغداد الشيعية، لكن القائمون على المؤتمر كانوا أذكياء واستفادوا من تجارب الماضي فلذا سدوا كل الطرق بوجهها حين قرروا بأن المبالغ التي ستعطى للعراق ستكون للمشاريع وبأيدي أصحابها فعليه لن يستلم حكام بغداد اللصوص فلساً واحداً بأيديهم، لأنه معروف سلفاً سرعان ما يأخذ طريقها مباشرة إلى جيوبهم التي لم تمتلئ – إنا أنزلناه في الجيب- أو ستنتقل على بساط الريح إلى خزائن أسيادهم القابعون في طهران.
كالعادة قررت دول الغربية العلمانية الـ(كافرة= Godless) غير المسلمة = Non- Muslim مساعدة الكيان العراقي المسلم (المؤمن بالإسلام= Believed in Islam)بمليارات الدولارات؟. كان أولهم (الشيطان الأكبر= Greatest devil) الولايات المتحدة الأمريكية بنحو ثلاث مليارات دولار. وهكذا المملكة المتحدة ((United Kingdom بريطانيا (الكافرة) التي تأسست على أيديها الكيان العراقي عام 1920 لقد خصصت له مليار دولار سنوياً ولمدة عشر سنوات. وهكذا الاتحاد الأوروبي (الكافر) قدم 400 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية للعراق المسلم؟. وتعهدت ألمانيا (الكافرة) بمساعدة العراق بمبلغ 350 مليون يورو. وإيطاليا بمبلغ 260 مليون يورو على شكل قروض ميسرة و11,5 مليون دولار مساعدة. وتعهدت فنلندا بتقديم 10 ملايين دولار لنزع الألغام. والبنك الدولي ساهم بـ 4,7 مليون دولار الخ. عجبي، كيف بدولة مسلمة ترتضي لنفسها أن تأخذ مساعدات إنسانية (استجداء) من دول وبنك واتحاد (كافر) كما يسميهم المسلمون في خطبهم وأحاديثهم وأدبياتهم!!. يظهر أن أموال (الكفار) التي تجمع من دافعي ضرائب الدعارة، وبيع الخمور، وربا البنوك، وبيع لحم الخنزير، وبيع الأسلحة الفتاكة لقتل النفس البريئة بغير حق الخ لا بأس بها ما دام في النهاية ستستقر في بطون المسلمين؟! لكن حين يتعلق الأمر بسلوك المسلم لا يجوز له أن يقلد الكفار ويتشبه بهم، هذا لا يجوز قط، من تشبه بقوم فهو منهم. ولا يجوز الترحم عليهم أيضاً، أي: الكفار، ولا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه. استناداً على اضطروهم إلى أضيقه، أثناء سير حيدر العبادي في داخل أروقة المؤتمر واجهه ريكس تيلرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بدأ عبادي يدفره بكتفه نحو الحائط، سأله وزير خارجية أمريكا ريكس تيرلسون بأسلوب ديبلوماسي: Why mister Ebadi = لماذا سيد عبادي. رد عليه عبادي بإنجليزية ركيكة وخشنة و غير مستحسنة: = My religion tells me to treat you this way = ديني يأمرني أن أعاملك بهذه الطريقة. قال له تيرلسون: Im here to help You = أنا هنا لمساعدتكم. رد عليه عبادي مجدداً بغلاظه وبإنجليزية إخوان الريف: And, that these religious orders I can never get out, that my religion orders me to be so with non- Muslim = وأن، هذه أوامر دينية لا أستطيع الخروج عليها أبداً، أن ديني يأمرني أن أكون هكذا مع غير المسلم. عزيزي القارئ الكريم، هذا هو رد الجميل عند هؤلاء..؟. أنهم أفظاظ دائماً مع غير المسلمين، حتى وهم يستعطون منهم ومادين أيدهم نحوهم للاستجداء لله يا محسنين العلمانيين؟. لكن كما هو معروف للجميع لا يعصى شيئاً على هؤلاء المسلمون والإسلاميون حين يتعلق الأمر بمصالحهم الذاتية يريدوه أبيض يكون أبيضا، يريدوه أسود يكون أسودا، لذلك قال ترامب في ذروة الانتخابات الأمريكية: أن العراق فاسد تماماً. وقال عن حيدر العبادي والوفد المرافق له بعد أن التقى بهم في البيت الأبيض: أنهم أبرع مجموعة لصوص (حرامية).
21 02 2018
بالذي أملى على الأمة صك الانتدابِ والذي غير في بغداد مجرى الانتخابِ والذي أبقى له في سورنا تسعين بابِ علمينا كيف عمران يرجى من خرابِ.
(علي الشرقي)