23 ديسمبر، 2024 3:01 م

منذ اول دليل برز الى السطح وهو يدين دولا خليجية ــ لم تكن سوى بيادق على طاولة الشطرنج الاميركية لا اكثر ولا اقل  ــ التفتت الانظار الى جهة الشيطان الاكبر ذاهبة الى ربط البعرة بالبعير والاثر بالمسير هاتفة على الطريقة المصرية ( ياولاد الابالسة ) حتى مع العراق لا تريدون ان تنزعوا جلد التمساح وتتحلوا ولو بقليل من الحياء أوقدر من الاخلاق المناسبة  .. المقاطعات الخليجية او اسواق النخاسة الاميركية الرخيصة وضعت بضاعتها منذ ان مهرت اقفالها بمهر السي اي أيه  في طوع عناصرها وموظفيها وتحولت الى انسان آلي لا يتحرك الا بما يحشوه هؤلاء من اوامر ونواهي والى بيادق لا تنتقل من مربع الى اخر الا باصابع بيضاوية او بنتاغونية او سي اي أيويه وهذا ما لا يتردد من الاقرار به اي شيخ او امير من شيوخ وامراء الدعارة في قطر وما يسمى بالمملكة العربية السعودية  ولا شك ان مثل هذه الحقيقة التي لا تحتاج الى دليل ولايعوزها اي برهان تكفي لوحدها ان تشير الى خفايا ودلالات  البصمات  السعودية والقطرية المكتشفة في موقع الجريمة  بدء من اول سيارة مفخخة انفجرت في كربلاء المقدسة او في النجف الاشرف وليس انتهاء بما يفعله او يهدد به اليوم غربان داعش بشأن تهديم قبور الانبياء والاولياء في مدينة موصل الحدباء بمعنى ان ما يفعله اولئك السماسرة الطيعون المطيعون  لا يخرج باي حال من الاحوال عن دورهم كـ( عربانة ) لا تتحرك عجلاتها الا بفعل فاعل ولا تقصد هدفها الا بما يوجهه دافعها ويهدف اليه مسيرها .. ما اضافه اوباما الى كل ذلك كان بمثابة فلتة الاحمق او جراءة الوقح وسيء الادب عندما قال ان ادارته لن تقدم على اي تدخل عسكري لمساعدة العراق فيما يواجهه من  هجمة ارهابية شرسه الامر الذي مثل رسالة تلقاها البعض من الفطنين وبينهم السيدة المحترمة ( علياء نصيف ) بنباهة وذكاء لا تعوزها الدقة والاتنقصهما الموضوعية .. اوضحت هذه السيدة  ان ما صدر عن الرئيس الاميركي يعطي اشارة واضحة على ان ما جرى ويجري في مدينة الموصل لم يكن غائبا عن علم الادارة الاميركية خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار  ما يوحي به كلامه من اختزال خاطيء لخلفيات وابعاد الحدث ووضعه في دائرة صراع طائفي وكانه ينظر الى الامور من منظار سياسيين محليين معروفين تورطوا على مدى سنوات عديدة في اقامة علاقات مشبوهة مع الارهاب وعرفوا بدعمهم لفصائله وواجهاته فضلا عن توافقهم مع الكثير من المخططات والعمليات الاجرامية التي راح ضحيتها مئات الالاف من الابرياء .. تمكنت السيدة نصيف من القطع بين المسكوت والمنطوق عنه وبينت  حيثما توجب ان توضع النقاط على الحروف بان السيناريو الذي ما برحت كل من قطر والمملكة العربية السعودية ومعهما تركيا   حريصين  منذ عشر سنوات على تنفيذه وتطبيقه بمنتهى الخسة والنذالة انما جرت كتابته واخراجه من قبل البيت الابيض ولم يكن المشهد الاخير في ذلك السيناريو ينفصل عن بقية المشاهد الدموية الموزعة بين المدن العراقية سواء كانت في الوسط او الشمال او الجنوب .. اللافت ان الرئيس الاميركي  باراك اوباما الذي طالما صدع رأس العالم بمقولات  من قبيل القانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة هو ذاته الذي لم يتردد عن المجاهرة بتنصله عن اتفاقية الاطار المشترك المبرمة بين بلاده وبين العراق البلد الذي تعرض الى الاحتلال والدمار وطبق عليه ما جرى على لسان جيمس بيكر عندما هدد في تسعينيات القرن الماضي باعادته الى عصر ماقبل الصناعة وكأنه ـــ أي باراك اوباماـــ  يراهن مع المراهنين على مايمكن ان تضيفه همجية داعش الى ما تسببت به الة الدمار الاميركية من فوضى وخراب عصفتا بالمنظومات الاجتماعية والسياسية والخدمية في الوقت الذي فضلت واشنطن الاستغراق بموقف المتفرج والمراقب الصامت متجاهلة حزمة الالتزامات القانونية والاخلاقية الكفيلة بوضعها في دائرة المسؤولية التاريخية التي يمكن ان تفضي الى وضعها في مواجهة استحقاقات قضائية سواء كانت عاجلة ام آجلة .. الاسباب الدافعة للولايات المتحدة ان تنحو هذا المنحى واضحة لكل فطن كيس يجيد القراءة بين السطور ويستدل من خلالها على المستور ومن بينها الموقف المتشدد من قبل المفاوض العراقي ازاء المطالب الاميركية غداة التوقيع على اتفاقية الاطار المشترك بين الجانبين خاصة ما يتعلق  باقامة قواعد عسكرية او حتى قوات يجري منحها الحصانة من سلطة القوانين العراقية اضف الى ذلك السياسة الاقليمية المستقلة المنتهجة من قبل الدولة العراقية الجديدة وما تنطوي عليه  من تعارض في موارد اساسية ومهمة تنطوي عليها المواقف الاميركية ازاء قضايا معروفة تفرق من خلالها بين العدو والصديق !!