سؤال لطالما مر بذهني حين التقي مصادفة برجل او إمرأة اجنبية.. واتساءل عما يظنونه في ؟ وهم يروني ارتدي الأزياء الشرقية التقليدية…واحجم عن مصافحة الرجال بل احييهم فقط ؟
الانثى الشرقية…..يالذلك العبق….ويالتلك الأصالة…حفيدات عشتار وشبيهات شهرزاد واميرات الحكايا….
تنشأ المرأة في الشرق وهي تتقن فن التسلل والتلفت الحذر حيث تفرض عليها ضوابط تربيتها ان لاتلفت الإنتباه اليها بكلمة أو ضحكة او بملابس فاضحة.. فتعيش منذ يومها الأول حذرا وترقبا لامبرر ..فهي تخشى صديقات والدتها…اللواتي قد يعتقدن
بأنها متهورة وبالتالي لن يتقدمن لخطبتها…وتخشى ابن الجيران فقد يظن انها سيئة التربية لو التقت عيناهما او ربما فقدت بكارتها لو حادثته فقط …
شخصيات حذرة…غزلان متلفته خائفة من الضواري وباحثة عن الأمان..
كل تلك الهواجس تدور في ذهن الشرقية وتلازم طفولتها حتى تخرج الى المجتمع إمرأة ناضجة وتخوض غمار الحياة..وعندها يبتدئ الجزء الثاني من مسلسل حياتها البغيض وهو كيفية حماية نفسها من الطامعين والمتسللين بخبث اليها..
فالمرأة بالنسبة للرجل الشرقي هي واحدة من اثنتين…..إما مشروع صداقة مشبوهة او مشروع زواج لو فشل الخيار الأول….
في المعهد…في الجامعة…وفي العمل تقضي الشرقية نصف وقتها وتصرف اكثر من نصف طاقتها في محاولة افهام الرجال بأنها إمرأة رزينة
ومحترمة…وبرغم كل تلك المحاولات…ماتزال التجارب مؤلمة.
اول خدعة يمارسها الرجل الشرقي هي محاولة الإقتراب من المرأة بغية الزواج…وبالطبع نظرا لقدسية هذه الكلمة وإرتباطها بمفهوم الحياة او الموت بالنسبة للشرقية فهي تسقط بسهولة في حبائله…
ولو كان متزوجا فإنه سيجرب خدعة اخرى وهي البحث عمن تكمله كأخت وصديقة وستظن الأنثى به خيرا…حتى تسقط في فخ رجولته المتمردة والرافضة لكل قيم الصداقة والأخوة المتعارف عليها.
واسوأ نوع هو الكهل الذي يقترب هويدا بحجة التبني الروحي…ثم يكشر عن انيابه في اقرب فرصة….
مسكينة..المرأة الشرقية….مسكينة يا أنا…فبين وعود الزواج الزائفة…ومحاولات الصداقة الفاشلة…وادعاءات الأبوة الكاذبة ..عليها ان تعمل
وتدرس وتشارك في ميادين الحياة….
حالة تذكرني بوضعية عازف للكمان في ساحة معركة…عليه ان يعزف ويبدع ويتتبع النوتات وسط تساقط القذائف والرصاص من حوله ..
نعم فتلك هي عشتارنا وشهرزادنا…..وقت للدرس…وقت للعمل….ووقت اكبر لدرء المتطفلين…