23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

للشدائد  :  فوائد  !

للشدائد  :  فوائد  !

بعد مرور ( 13 ) عاماً على احتلال العراق من قبل الأمريكان والإيرانيين لا زال العالم اليوم مشغولا بهذا الموضوع المهم والاهتمام زاد أكثر بسب الحياة الغير سعيدة بعد التغير عام  ( 2003 ) الذي حصل وانعدام الحياة المدنية بالكامل ,
وخروج الآلاف من أبناء الشعب العراقي إلى الشارع من خلال التظاهرات والاعتصام التي شهدتها  بغداد والمحافظات والمناطق الغربية والجنوبية في العراق الجديد تطالب بالحقوق وتقديم الخدمات للمواطنين في جميع مدن ومناطق العراق اليوم .
ومع أسفي الشديد لم يتحقق لهم شئ .
وقد جاء هذا الاهتمام الكبير اليوم بعد شهد ويشهد العراق اليوم بطاقات إنذار خطيرة تهدد بفنائه على أصعدة التدهور الأمني بسب الأنفجارات التي تشهدها العاصمة بغداد السلام المحافظات العراقية الأخرى .
فضلا عن المشاكل التي تواجها الحكومة في بغداد وفي بقاع المعمورة .
وضرورة تقيم ما تعانيه الشعوب .
وتحديدا النامية منها وبالذات في بلدنا الصابر من كوارث مرة بها أو ستمر بها مما يضع إمامكم أيها القادة والحكماء والرؤساء والملوك في تحديد سبل مواجهه هذه المخاطر بجد وبوعي غير متناسين عراقنا المدمر بعد ( 13 ) عاماً   بالتمام والكمال على احتلال العراق العظيم 
وكأن العراق اليوم في كوكبٍ آخر ,
معزول منسي دمه مهدور وماؤه محصور ونخله احترق ونهر دجلة ,
أصبح مرتعاً للكلاب ونهر الفرات ملاذاً للثعابين 
كأن العراقيين نزلوا من كوكبٍ آخر ليسوا عرباً وليسوا مسلمين وقد بدأ العالم يكيل بهم ويقطع رؤوسهم ويذبح رجالهم ويرمل نسائهم وييتم أطفالهم ويستبيح فتياتهم ,
كأننا نحن العراقيون لم نكن قد علمنا كيف يقرأ العرب القرآن وكأن بغداد لم تكن عاصمةً لأعظم دولة عربية وإسلامية , 
وكأن الكوفة والبصرة لم تكونا مدرستين من ثلاثة مدارس نحوية علمت العرب الكلام بالعربية وكأن مدينة كركوك المتآخية لم تكن قد علمتهم كيف جمعت شمل العراقيين ..
كأن سومر وبابل وأكد ونينوى وأور لم تكن في العراق لتبدأ بها أولى خطوات الحضارة الإنسانية كأن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وعلي ابن أبي طالب والحسين أبا عبد الله وأخيه العباس والرسل والأنبياء والأولياء وآل البيت لم يختر الله لهم برزخاً تعطر بطيب أهل العراق  ,
كأن العراقيين لم يشاركوا مع إخوتهم العرب في فلسطين وسوريا والأردن ومصر ودول الخليج العربي واليمن واريتريا وكل أرض عليها وشم عربي ومسلم التقط العراقيون فيه أنفاسهم الأخيرة وهم فرحين بالشهادة على ارض العرب والمسلمين   , 
كأن العراقيين متحف للشمع يتفرج عليه إخوتهم من العمام وأبناء العم وهم يرونه يتقطع ويتمزق ويأن وينزف في كل يوم ألماً وحزناً وحسرةً على أشقاء كاذبين منافقين يمدون يدهم العريضة لكل من يريد للعراق وآهل العراق الشر 
صدق بعض الجهلاء بأكاذيب أطلقها بعض المؤرخين الوهميين بان العراق بلد الفتنة والشقاق والنفاق وغيرها من الهذر فات والسفسفات المغرضة ,
وكأن العراق وحده شهد استشهاد سيدنا الحسين وأخيه العباس وأبيهم سيدنا الإمام علي ( عليهم السلام ) ولم يتحدث احد عن أهل الطائف الذين رشقوا الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم )   حين لجأ إليهم ملتمساً الأمان ومكة والمدينة والضواحي والبوادي وجزيرة العرب واليمن وقد التهمت بشرها مئات الصحابة والحفظة والقراء في حروب الردة والفتنة والغزوات   لماذا لا يتحدث العرب بسوء مثل حديثهم السيئ , عن العراق عن المغول والفرس واليهود  وغيرهم ممن قضم من بلاد العرب لقمة لا تفارق شفاء أطماعهم السوداء ,
لم هذا التشمت والصمت المذهل من اقرب جار عربي لنا !
العرب هم أولا من اسقط بغداد بيد قوات الاحتلال الأمريكي !
العرب أولا من قدم الدعم اللوجستي للقوات الغازية !
وجارنا من العرب هم القدمات الإدارية للعدو المحتل , 
فاتحين مواقعهم العسكرية وقواعدهم الجوية ومطاراتهم وموانئهم وحدودهم ومخازنهم ومصارفهم تحت إمرة قيادة العدو الأمريكي المحتل 
ما الذي فعله العراقيون للعرب كي يجازوا بهذا الحقد   ! 
لا تقولوا لي أن الشعوب شيء وحكامهم شيء آخر فهذا كذب وافتراء لان العرب وشعوبهم كما يقول المثل ( وافق شنُ طبقة )     !
لا أريد ان يسامحني احد فليس الحكام العرب حاقدون وحدهم على العراقيين بل شعوبنا العربية مع الأسف الشديد ,
واعتقد أن ساحراً يهودياً قد عمل سحراً دمر فيه العلاقة الأبدية بين العراقيين والعرب   !
وإلا ما هو التفسير المنطقي لما يحدث  ! 
صدقنا أن العراق اعتدى على الكويت وكان من الأفضل أن يغزو الكعبة ولم يغزو الكويت لان هدم الكعبة أهون عند الله من قتل مسلم ظلماً كما يقول الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
فكيف بك بملايين قتلوا وملايين شردوا وملايين ينتظرون مصيراً بائساً لعيون الكويت وعقال حكامها الأولياء  ,