-1-
اذا كانت حدّة الشهوة الجنسية تنكسر مع بلوغ الانسان مرحلة الشيخوخة في غالب الأحوال – فانّ هناك شهوةً أخرى لا تنكسر حدّتُها مهما بلغ الانسان من العمر ..!!
وتلك هي شهوة السلطة …
شهوة الاستحواذ على مقاليد الأمور …
شهوة الأمر والنهي …
شهوة البروز على المسرح السياسي والاجتماعي كرقم صعب
شهوة تبوّء المناصب العليا ذات الامتيازات …
-2-
وعشّاق السلطة كثيرون ،
وهم يخوضون ألوان المغامرات ، وينسجون من المكائد والمصائد لتذليل الصعاب للوصول الى السلطة، بعيداً عن الحسابات الشرعية والقانونية والأخلاقية ..
هذا فضلاً عن انفاق الأموال وتطويق أعناق الرجال بالمنن … وشراء الضمائر .
-3-
وقَلّ منهم مَنْ يفكرّ في ما ينتظر السلطويين من عواقب ، قد تطيح برؤوسهم أحيانا ، وقد تعرّضهم لألوان من المصائب .
وكأنَّ حلاوة الكراسي تُنسيهم مرارة المصائر الرهيبة .
-4-
والتاريخ ملئ بالشواهد على ما جرى بين الإخوة والأشقاء من تنافس محموم على السلطة ، فضلا عن غيرهم ، وسيل الدماء المُراقة في هذا المضمار .
انّ (المأمون) العباسي قتل أخاه (الامين)
أمّا (المنتصر) فقد قتل أباه (المتوكل)
وفي الحكّام المعاصرين من أزاح أباه وعاداه بلا هوادة ..!!
-5-
إنّ السلطة بمثابة الظلّ ،
والظلّ لابُدَّ له من الانتقال ،
وكما قال الطغرائي :
( وهل سمعتَ بظل غير مُنْتَقِل ) ؟
-6-
وقد حفظ التاريخ لنا بعض ما قاله أمير المؤمنين الامام عليّ بن ابي طالب (ع) في السلطة .
حيث قال (ع)
( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ،
ولا في الولاية إربة ،
ولكنّكم دعوتموني اليها ،
وحملتموني عليها …)
انه لم يبحث عنها، ولكنها بحثتْ عنه ،
وهنا تكمن العظمة .
-7-
وقد تنازل عن الملك معاوية بن يزيد بن معاوية ، وهو في ريعان الشباب وعنفوانه ، ففاق الكثيرين ممن يعدّون أنفسهم من ذوي الشأن ..!!
وليس ببعيد عنّا موقف ” سوار الذهب ” الذي سلّم في السودان السلطة كما وعد دون إبطاء أو التواء …
-8-
ومن عبر التاريخ وعظاته البليغة قصة مروان الجعدي آخر ملوك بني أمية ، واليك وجيز القصة :
حين جهز ابو العباس السفاح جيشه لمروان ، انهزم ، وَفَرَّ الى (أبي صير) – وهي قرية في الفيوم بمصر .
قال :
ما اسم هذه القرية ؟
قيل :
أبو صير
قال :
فالى الله المصير
ثم دخل الكنسية التي بها ، فبلَغَهُ أنَّ خادماً له نَمَّ عليه ..!! ، فأمر به فقُطع راسه ، وسُلَّ لسانُه وألقي على الارض ، فجاءت هرّة فَأَكَلَتْهُ ..!!
ثم بعد أيام :
هجم على الكنيسة التي كان نازلاً بها (عامر بن اسماعيل) فخرج (مروان) من باب الكنيسة وفي يده سيف ، وقد أحاطت به الجنود ، وخفقت حوله الطبول وقاتل حتى قتل،
فأمر (عامر) برأسه فقُطعَ في ذلك المكان، وسُلّ لسانه واُلقى على الارض ، فجاءت تلك الهرّه بعينها فخطفته فأكلتْه فقال عامر :
لو لم يكن في الدنيا من عجب الاّ هذا ، لكان كافيا .
لسان مروان في فم هرّة !
وقال في ذلك شاعرهم
قد يّسر الله مصراً عُنوةً لكم وأهلكَ الكافرَ الجبارَ إذْ ظَلَما
فَلاَكَ مِقْوَلُه حرٌّ يجرجرُهُ وكان رَبُّكَ من ذي الظُلم منتقما
وهكذا لاكت الهرّة لسان السلطان ..!! وانتهى الى ما انتهى من الذل والهوان .
ودخل (عامر) يعد قتل (مروان) الكنيسة ،
فقعد على فرش مروان ،
وكان (مروان) حين الهجوم على الكنيسة يتعشى ، فلما سمع الضجّة ، وثب عن عشائه ،
فأكل (عامر) ذلك الطعام ،
ودعا بابنة مروان – وكانت أكبرهن –
فقالت :
يا عامر :
إنّ دهراً أنزل (مروان) عن فرشه ،
وأقعدك عليه ، حتى تعشيت بعشائه ،
واستصبحتَ بمصباحه ،
لقد أبلغَ في موعظتك ،
وأجمل في ايقاظك ،
فاستحيا (عامر) وَصَرَفها ،
وكان مقتل مروان في 133 هجرية
-9-
ومن (مروان) الجعدى الى (القائد الضرورة) المختبئ بالحفرة ، ومنه الى (القذافي) المختبئ بالمجاري ، تتهاوى العروش وتقطع الرؤوس ، وتُتوالى اللعنات …..
هذا في الدنيا
وأما في الآخرة فليس للظالمين الاّ الجحيم يصلونها وبئس المصير .
للسلطويين فقط
-1-
اذا كانت حدّة الشهوة الجنسية تنكسر مع بلوغ الانسان مرحلة الشيخوخة في غالب الأحوال – فانّ هناك شهوةً أخرى لا تنكسر حدّتُها مهما بلغ الانسان من العمر ..!!
وتلك هي شهوة السلطة …
شهوة الاستحواذ على مقاليد الأمور …
شهوة الأمر والنهي …
شهوة البروز على المسرح السياسي والاجتماعي كرقم صعب
شهوة تبوّء المناصب العليا ذات الامتيازات …
-2-
وعشّاق السلطة كثيرون ،
وهم يخوضون ألوان المغامرات ، وينسجون من المكائد والمصائد لتذليل الصعاب للوصول الى السلطة، بعيداً عن الحسابات الشرعية والقانونية والأخلاقية ..
هذا فضلاً عن انفاق الأموال وتطويق أعناق الرجال بالمنن … وشراء الضمائر .
-3-
وقَلّ منهم مَنْ يفكرّ في ما ينتظر السلطويين من عواقب ، قد تطيح برؤوسهم أحيانا ، وقد تعرّضهم لألوان من المصائب .
وكأنَّ حلاوة الكراسي تُنسيهم مرارة المصائر الرهيبة .
-4-
والتاريخ ملئ بالشواهد على ما جرى بين الإخوة والأشقاء من تنافس محموم على السلطة ، فضلا عن غيرهم ، وسيل الدماء المُراقة في هذا المضمار .
انّ (المأمون) العباسي قتل أخاه (الامين)
أمّا (المنتصر) فقد قتل أباه (المتوكل)
وفي الحكّام المعاصرين من أزاح أباه وعاداه بلا هوادة ..!!
-5-
إنّ السلطة بمثابة الظلّ ،
والظلّ لابُدَّ له من الانتقال ،
وكما قال الطغرائي :
( وهل سمعتَ بظل غير مُنْتَقِل ) ؟
-6-
وقد حفظ التاريخ لنا بعض ما قاله أمير المؤمنين الامام عليّ بن ابي طالب (ع) في السلطة .
حيث قال (ع)
( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ،
ولا في الولاية إربة ،
ولكنّكم دعوتموني اليها ،
وحملتموني عليها …)
انه لم يبحث عنها، ولكنها بحثتْ عنه ،
وهنا تكمن العظمة .
-7-
وقد تنازل عن الملك معاوية بن يزيد بن معاوية ، وهو في ريعان الشباب وعنفوانه ، ففاق الكثيرين ممن يعدّون أنفسهم من ذوي الشأن ..!!
وليس ببعيد عنّا موقف ” سوار الذهب ” الذي سلّم في السودان السلطة كما وعد دون إبطاء أو التواء …
-8-
ومن عبر التاريخ وعظاته البليغة قصة مروان الجعدي آخر ملوك بني أمية ، واليك وجيز القصة :
حين جهز ابو العباس السفاح جيشه لمروان ، انهزم ، وَفَرَّ الى (أبي صير) – وهي قرية في الفيوم بمصر .
قال :
ما اسم هذه القرية ؟
قيل :
أبو صير
قال :
فالى الله المصير
ثم دخل الكنسية التي بها ، فبلَغَهُ أنَّ خادماً له نَمَّ عليه ..!! ، فأمر به فقُطع راسه ، وسُلَّ لسانُه وألقي على الارض ، فجاءت هرّة فَأَكَلَتْهُ ..!!
ثم بعد أيام :
هجم على الكنيسة التي كان نازلاً بها (عامر بن اسماعيل) فخرج (مروان) من باب الكنيسة وفي يده سيف ، وقد أحاطت به الجنود ، وخفقت حوله الطبول وقاتل حتى قتل،
فأمر (عامر) برأسه فقُطعَ في ذلك المكان، وسُلّ لسانه واُلقى على الارض ، فجاءت تلك الهرّه بعينها فخطفته فأكلتْه فقال عامر :
لو لم يكن في الدنيا من عجب الاّ هذا ، لكان كافيا .
لسان مروان في فم هرّة !
وقال في ذلك شاعرهم
قد يّسر الله مصراً عُنوةً لكم وأهلكَ الكافرَ الجبارَ إذْ ظَلَما
فَلاَكَ مِقْوَلُه حرٌّ يجرجرُهُ وكان رَبُّكَ من ذي الظُلم منتقما
وهكذا لاكت الهرّة لسان السلطان ..!! وانتهى الى ما انتهى من الذل والهوان .
ودخل (عامر) يعد قتل (مروان) الكنيسة ،
فقعد على فرش مروان ،
وكان (مروان) حين الهجوم على الكنيسة يتعشى ، فلما سمع الضجّة ، وثب عن عشائه ،
فأكل (عامر) ذلك الطعام ،
ودعا بابنة مروان – وكانت أكبرهن –
فقالت :
يا عامر :
إنّ دهراً أنزل (مروان) عن فرشه ،
وأقعدك عليه ، حتى تعشيت بعشائه ،
واستصبحتَ بمصباحه ،
لقد أبلغَ في موعظتك ،
وأجمل في ايقاظك ،
فاستحيا (عامر) وَصَرَفها ،
وكان مقتل مروان في 133 هجرية
-9-
ومن (مروان) الجعدى الى (القائد الضرورة) المختبئ بالحفرة ، ومنه الى (القذافي) المختبئ بالمجاري ، تتهاوى العروش وتقطع الرؤوس ، وتُتوالى اللعنات …..
هذا في الدنيا
وأما في الآخرة فليس للظالمين الاّ الجحيم يصلونها وبئس المصير .