20 ديسمبر، 2024 4:40 ص

للرئيس جلال الطالباني حقُ على العراق

للرئيس جلال الطالباني حقُ على العراق

مع إنني من اٌلذين لايجيدون اٌلرثاء ومن اٌلذين لايؤمنون بتعظيم اٌلأشخاص و تقديسهم بعد موتهم ناهيك في حياتهم و مع أنني قد أتفق أو أختلف مع اٌلسياسة اٌلتي أتبعه اٌلرئيس مام جلال خلال كل مراحل حياته اٌلسياسية من نضال سري و علني، مسلح و سلمي و كرئيسٍ حزب و كرئيسٍ جمهورية.
إلا أن بعض اٌلحقائق لابد من ذكرها من منطلق اٌلقول اٌلمشهور” اٌلحق يجب أن يقال” و لذلك أقول أن ل مام جلال حقاً على العراق من عدة زوايا.
فمن زاوية أن هذا اٌلرجل ومنذ بداياته فى ااٌلعمل اٌلسياسي و نضاله ضد اٌلظلم واٌلإستبداد كان رجلا كوردياً عراقياً ودافع عن الإنسان اٌلعراقى بغض اٌلنظر عن عرقه وقوميتهِ و دينهِ و مذهبهِ إذ في اٌلوقتٍ اٌلذي كان فيه اٌلشعب اٌلكردي يتعرض الى اٌلإبادة بسب عرقهِ كان مام جلال متمسكاَ بمبادئهٍ و لايلبس اٌلحق باٌلباطل ولايحرق اٌلأخضر واٌليابس و لايحمل أي مكون ذنوب بعض أفرادها و بسب موقفهِ هذا تعرض الى اٌلكثير من الإنتقادات من داخل الحراك اٌلكوردي و كان يعاب عليه ذلك ويقولون له كيف تحامي و تدافع عن اأشخاصٍ هم اٌلذين يتعرض اٌلكرد الى ما يتعرض إليه من إبادة وتشريد و تنكيل و طمس للهوية بسب عرقهِ على أيديهم وأيدي قاتدتهم، فكان يقول أن مرتكبي تلك اُلأفعال اٌلشنيعة لا يمثلون مكوناتهم و مكوناتهم منهم براء وهم و اٌلكورد أصحاب تاريخٍ و علاقات مشتركة و كان يعزز تلك اٌلعلاقات في أحلك اٌلظروف و أظلم اٌلايام بحسٍ من اٌلتفاؤل يندر وجوده.
ومن زاويةٍ أخرى أنه حينما حدثت اٌلأنتفاضة وأستقل اٌلكورد بقسم من محافظات كوردستان فتح أبوابها لكل اٌلفئات اٌلتي كانت مطاردة ومشردة ومظلومة و باٌلأخص رموز اٌلمعارضة أبان حكم حزب اٌلبعث و هذا اُلحال دام لأكثر من ثلاثة عشر عاماَ كان كوردستان فيه ولا يزال ملاذاَ آماناَ لكل معارضً بل و أصبح نقطة اٌلإنطلاق للكثير منهم لتشكيل أحزابهم و حركاتهم اٌلسياسية و كانوا يحضون باٌلدعم اٌلمباشر من قبل مام جلال شخصياَ فهو كان يرعاهم شخصياٌ و كان سخياَ جداَ في هذا المجال و هذهٍ حقيقة لا يستطيع أي أحد من هؤلاء إنكارها أو اٌلتعتيم عليها، حتى أن جل مؤتمرات و إجتماعات اٌلمعارضة أقيمت في كوردستان تحت رعايةٍ مباشرة منه.
وفي محطة أخرى من حياته و اٌلتي بدأت بعد اٌلعام اٌلفين وثلاثة عندما سقط اٌلنظام اٌلحاكم آنذاك و دخل اٌلعراق في فوضى سياسية و أمنية خطيرة هددت وجود اٌلعراق و كان اٌلكثيرين يتوقعون أن ينتهي اٌلعراق كدولة ودخل اٌلجميع في دوامةِ من اٌلأحتراب واٌلأنتقام و أصبح اٌلعراق جحيماَ لايعاش ولايُحتمل و باٌلأخص اٌلعاصمة بغداد إذ أصبح القتل واٌلنهب من اٌلسمات اٌلبارزة لتلك اٌلمرحلة كادت أن تودي بهذا اٌلبلد ألى اٌلهاوية و إلى منزلق خطير لا تزال بعض آثارها حاضرة لحد اٌلأن، تتدخل مام جلال و سخر كل إمكانيات كوردستان اٌلتي كانت اٌلبقعة اٌلأمنة اٌلوحيدة في اٌلعراق و سخر جهود قوات اٌلبيشمركة لحفظ اٌلأمن في بغداد واٌلتي لاتزال قسم من وحداتها تحمي لوقتنا هذا اٌلمرافق اٌلحيوية في بغداد كاٌلبرلمان و أماكنِ سيادية أخرى كثيرة، إذ لو وجود تلك اٌلقوات لذهبت تلك اٌلأماكن مع اٌلريح، و عمل مام جلال بكل ما أوتي من عزم و دهاء دبلوماسي وإيمان وإصرار على جمع اٌلأخوة اٌلأعداء على مائدة اٌلحوار، هذا كله في حين كان أكثر اٌلمتفائلين قد فقدوا اٌلأمل في لم هذا اٌلشمل اٌلمتناثر واٌلمتنافر من جديد و باٌلرغم من اٌلأصوات اٌلمنادية هنا في كوردستان بأن يدع اٌلطالباني ذاك اٌلأمر لأهلها ويلتفت الى مصالح كوردستان رفض هو سماع كل تلك اٌلأصوات و ثابر حتى أوقف اٌلعملية اٌلسياسية على قوائمها، برغم وجود اٌلكثير من اٌلعوائق و اٌلمطبات، حتى و إن كانت اٌلعملية اٌلسياسية لم تسلم من اٌلنقد ولأسباب لا مجال لذكرها ألا إنها و برغم كل عيوبها و فسادها صمدت ولم تنهار.
وعندما إستقرت اٌلأجواء و كُتب دستور اٌلعراق و أصبح جلال اٌلطالباني رئيساَ لجمهورية اٌلعراق حافظ طوال دورتين على حياده و لم ينحاز يوما للكورد على حساب اٌلأخرين بل باٌلعكس كان في كثير من اٌلأحيان يضحي باٌلكثير من تلك اٌلحقوق واٌلمصالح في سبيل تحقيق توازنٍ خيالي صعب اٌلتحقيق في هذا اٌلبلد اٌلمتعدد اٌلمكونات و ألأحزاب و تداخل اٌلكثير من اٌلمصلح حتى اٌلخارجية منها، لكنه وبكل جدارة حقق هذا اٌلمستحيل طوال فترةِ بقائه في اٌلسلطة عالج كل مشاكل هذا اُلبلد بحنكة رجل مؤمن و بود أب عطوف و تفاني نادر اٌلوجود و كان بحق ساحراَ في هذا اٌلمجال و أستحق عن جدارة ألقابه مثل “بيضة اٌلقبان” أو” صمام أمان” فكان بحق رئيساَ لكل اٌلعراقيين وخير دليل على كلامي لكل منكر أنه و منذ مرضهِ و غيابه عن اٌلساحة اٌلسياسية اٌلعراقية و اٌلكوردستانية ظهرت اٌلمشاكل و اٌلأزمات واٌلحروب اٌلتي لا تزال موجودة وتتفاقم و يعاني منها اٌلعراق.
ولتلك اٌلأسباب اٌلتي ذكرتها و اٌلكثير اٌلتي لم يتسنى لي اٌلمجال أو لم تسعفني اٌلذاكرة لذكرها، لجلال حسام اٌلدين اٌلطالباني رئيس جمهورية اٌلعراق اٌلسابق حق على ألعراق و اٌلعراقيين و على اٌلساسة منهم على وجه اٌلخصوص ولذلك َفإن أقل ما يمكن أن يفعلوه من أجله بعد وفاتهٍ هو تخليد ذكراه أولاَ بأقامة جنازة ريئاسية عسكرية له في بغداد تليق بماضيه اٌلمشرف، يدعى إليها كل رؤساء اٌلعالم ثانياٌ أن يصروا على دفن جثمانهِ في مقبرة ريئاسية تفتتح له بصفته أول رئيسٍ للعراق مات في ظروفٍ طبيعية بدون إنقلاب أو مؤامرة حتى يصبح عرفاَ ويكون لدينا في اٌلعراق رؤساء نعرف لهم قبوراَ و نقدر أن نريه لأجيالنا اٌلقادمة إسوة بباقي اٌلدول ألمتحضرة.
و إذا فعل اٌلحكومة وأهل اٌلسياسة و اٌلسلطة في بغداد ما أقترحت فأنهم بذلل لا يكونون فقط أوفوا بجزء من دِينهم للطالباني بل و كسبوا ود و ثقة اٌلكثير من اٌلشعب اٌلكوردي الذى وبكل صراحة فقد اٌلكثير من هذا اٌلثقة ويكون منطلقاٌ لحل اٌلكثير من اٌلخلافات اٌلعالقة بين بغداد و كوردستان و يكون بذلك مام جلال في وفاته أيضاَ صماماَ للأمان و حلالاَ للمشاكل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات