23 ديسمبر، 2024 3:07 م

للذين ظلموا : املأوا دلائكم بالعلم بدل الذنوب !

للذين ظلموا : املأوا دلائكم بالعلم بدل الذنوب !

امام جلسة الحوار التي افاد بها سماحة السيد رحيم ابو رغيف بمحاور عديدة كانت الإشارة الى القيم الشائعة بالسوء على الشعب والوطن , والى القيم والمقاييس العميقة التي ترتقي بالوطن وبالسياسي العراقي نحو حل جميع المشكلات المستعصية , وقد عرضتها شاشة الشرقية صباح الخميس المصادف الحادي والعشرون من نيسان 2022 ,
ولعل في ذلك الحوار ادرك ذلك الصنف من السياسيين الذين تحزبوا وظلموا وجحدوا انهم هم الذين وقعوا في شباك القصد في حديثه على الرغم من عدم الإشارة اليهم بالذات , وهم يصيخون بالسمع لمناشداته وطروحاته الفكرية وإنذاراته الضمنية , انهم منذ 2003 ولحد الآن يعملون تحت مستوى سقف افكاره التي طرحها ,
وان زمانهم قد مرّ من دون ان يحسبوا أن قواهم قد ذهبت وخطواتهم اقتربت من الموت وهم مازالوا لايعقلون كيف اشعلوا النيران تلو النيران بالشعب , ولا متأسف منهم خرج على الملأ وتأسّف إبتغاء موقعآ كريمآ له يوم القيامة , ولامعتذر اتاح لنفسه الشجاعة وأعتذر عما اغلظ وامر بالقتل او حرّض ونصب الشراك للأبرياء , فينتفع ويكون بين اصحابه وخصومه بعيدا عن سمعة المذنب الكذوب ومخادعة الناس , مع ان هذا الأمر مستبعد وفيه شيء من الغرابة .
ولكن الأغرب ان يضعوا كتاب الله في حجرهم ويقرأونه وهم قتلة وسارقين ويتبعون بني درهم ودينار بما يخرج من افواههم من زيف واباطيل ليكونوا خارج اطار الهوية الوطنية وحب الوطن , يضعون مصالحهم الخاصة فوق مصلحة الشعب ومستقبل اجياله , وذلك يحسب عصيانآ وغواية وعض اصابع الندم وفوات أوان .
وليعلم هذا الصنف من الجاحدين ان السياسة في ظاهرها فعل ايجابي نزيه يرتكز على الافكار والمفاهيم التي بناها العقل بالتجارب , وفي باطنها هوية وطنية لاتقبل القسمة على المتناقضين معها , الذين يروّجون للبدائل الجاهزة بكلمات خبيثة لينصرفوا اليها تاركين مصلحة البلاد جانبآ كأنهم هم الذين قال عنهم الشاعر:
كانوا كتاركةٍ بنيها جانبآ سفهآ وغيرهم تصونُ وترضعُ
في خاتمة القول يمكن ان يقال للذين جحدوا وظلموا : الا يعلم من خلق القلب ماذا اودع فيه من التوحيد والجحود ؟ انه ليس عيبآ ان تكونوا سفهاء لأن الله عليم بذات الصدور وقد طغت عليكم اللصوصية والشبعة من المال الحرام وتتوبوا الى بارأكم , ولكن العيب ان تظلوا سفهاء وعلى لصوصيتكم وتنقصكم الدراية والوعي في إدارة صرائر النوائب ومشايعة الفقير حتى يشبع والتلميذ حتى يتخرج والعامل حتى ينتج والمتقاعد حتى يموت بكرامته .
فأملأوا دلائكم بالعلم بدل الذنوب حتى لاتختلفوا وتتنازعوا , وليكن بينكم رجلآ بصيرآ يحترم الذات والعلم والمعرفة ويحل ويربط لكي لاتعثرون في كل ساعة , ومن اولوياته قيم الوطنية التي ضيعتموها وحب الوطن , لكي تجري خلفه الناس البسطاء كخيار افضل بكثير من الجهلة المارقين الذين شغفوا بالسرقة والقتل والعبثية ولايستحقون حتى قيادة عربات بيع الغاز بحصان واحد .