القانون الفاعل في السلوك البشري الجمعي أن المساوئ لاتتجاوز عمرا ما , وفي زمننا المتسارع يمكن الإختصار!!
ذلك قانون سلوكي قائم منذ الأزل , وكلما تسارع وتنامى التواصلقلت تلك الأعمار , وتلاشت وفقا لطبيعة التعجيل الفاعل في الأرض , التي تحكم ما عليها بإرادة الدوران القاضية بما تمليه وتتطلع إليه.
وعليه فالسيئ سيُقضى عليه بما هو أسوأ منه , وسيلقى مصيرا قاسيا ومحتوما , والسيئ يشمل الفساد وما تقوم به الكراسي من الخبائث , والأعمال المناهضة لقيم الوجود الصالح والحياة الطيبة.
فالعسر يلد يسرا , والشر خيرا , ولا يدوم ما يناهض مفاهيم وقيم الإرادة الأرضية , الداعية للبقاء والنماء والرقاء.
والحياة حركة دائبة , وأي قكرة أو رؤية أو عقيدة لا تدرك قانون الحركة والتغيير الساري في الموجودات كافة , فأنها ستهمد وتغطس وتتآكل وتتفسخ مهما توهمت وغفلت وأمعنت في غيها وغفلتها , فإرادة الحركة سلطان.
فالشر لا يدوم وكذلك الفساد والعدوان والظلم والضلال , لأنها عناصر مناهضة للحركة , وتتقاطع مع بديهيات الحياة ومعاييرها التي جرت عليها منذ الأزل.
ولهذا فأن الأنظمة العقائدية مهما إدّعت فأنها تسعى إلى حتفها , وكذلك الأحزاب والحركات المؤدينة المتسلطة على رقاب الناس بإسم ما تسميه دين.
فما تقوم به لا يتوافق وإرادة الحياة , والقوانين الفاعلة في الوجود ضدها , وبذلك يمكن القول بأنها في منحدر النهايات , وستلفظ أنفاسها عما قريب.
والأمل بدأ يرفرف بجناحيه في فضاءات المجتمعات المظلومة بهذه القوى المناهضة للخير والمتعبدة في مستنقعات الشر والإمتهان.
فأين مَن ظلم وتعنت قبلهم , وأين الذين داهموا الدنيا بحملات الشرور والعدوان؟
إن الأمل بدأ يسعى في قلوب الأجيال الواعدة , وإرادتهم الصادقة ستتحقق , وأن غدا لناظره لقريب جدا!!