19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

للحُسينِ(ع) رضيعٌ وللعراقِ 12 رضيعاً!

للحُسينِ(ع) رضيعٌ وللعراقِ 12 رضيعاً!

عندما تُراجعُ أبسطَ مركزٍ صحيٍ، في أيِّ حيٍ من أحياءِ بغداد العاصمة، فضلاً عن المحافظات الأخرى، يَنكشفُ لَكَ الأمرُ جَلياً وواضحاً، عَنْ مَدى الفسادِ المُستشري في وزارة الصحة، وبالأحرى هي وزارة المرض والقذارة والأزبال…
كانت لي زيارة إلى المركز الصحي في منطقة الحبيبية الثانية في العاصمة بغداد، وعندما دخلت إلى دورة المياه الصحية، وجدتها لا تصلح لشئ، فجميع أدواتها مكسرة، وشبكة تصريف المياه مسدودة، فتكلمتُ مع بعض العاملين، عن سبب ذلك، ولكن الجواب كان معداً مسبقاً، وهو شماعة التقشف، وقلةِ التخصيصاتِ المالية، ولا أدري إلى متى ستظل هذه الشماعة؟!
كنتُ عزمت أن أكتب تحقيقاً صحفياً بالموضوع، لكنَّ واعية مستشفى اليرموك، عدلت بقلمي عن كتابة التحقيق، لتكتب ما تريد، وتبث حزنها من خلال يراعها، المختنق بالعَبرةِ والحسرة:
أيها السيدات والسادة:
إن المستشفيات باتت عبارة عن مزابل للأوساخ، الظاهرة والباطنة، أصبحت أماكن لإهانة المرضى، فلا تستغرب أن تجد مريضين على سديةٍ واحدة، وغرفٍ بلا مكيفاتٍ أو تهوية، وصيدليات فارغة من الأدوية، فيضطرُ أهل المريض لشراء الأدوية من الخارج، وشبكة أسلاكٍ كهربائيةٍ تفتقر لأبسط مقومات الأمان! حسب تقرير لجنة الدفاع المدني…
لكن وفي كلِّ مرةٍ ومع الأسف الشديد، صار من المؤكدِ عدم إتهام رئيس الوزراء، لأنهُ وكالمعتاد قد إستلم الخزينة فارغة، ولن نستطيع إتهام وزيرة الصحة لأنها وزيرة “الحشد الشعبي” كما تلقب نفسها! والحشدُ بريئٌ منها ومن أفعالها، ولن نستطيع أن نتهم مدير صحة الكرخ لأننا حينها نكون: بعثية، خونة، صداميين، وأخر المطاف “أولاد زنا”! وبالتأكيد فإننا لا نستطيع أن نلقي باللوم على مدير المُستشفى والأطباء، لأنهم أبناء الله وشعبهُ المختار، ونحن لا نفهم بالطبِ وإدارة المستشفياتِ شيئاً، ولم يتبقَ لنا سوى المعاونين الطبيين والعاملين، وهؤلاء مساكين، رواتبهم لا تكفيهم، فيركضون وراء المرضى وأهاليهم، ليمصوا دمائهم عن طريق الإكراميات، وبيع الأعضاء، والأبتزاز: لأصدار شهادات الوفاء وبيان الولادة وغيره كثير!
كالمُعتاد: سيُفتح تحيق بالموضوع، ينتهي بتقرير اللجنة الذي ينص على:
تبين للجنة براءة الجميع، وأن السبب الرئيسي يقع على عاتق الأطفال، الذين رضوا أن يولدوا في بلدٍ يحكمهُ السرَّاق والقتلة، ليموتوا حرقاً وخنقاً، وتوصي اللجنة بإعدام أهليهم، ليَلحقوا بإبنائهم، قبل أن يُطالبوا بتعويضاتٍ، ويكثرون من العويل والبكاء!
بقي شئ…1400 عام ولم يجف دم رضيع الحسين(ع)، ماذا ستقولون لربكم يوم حشركم؟!
[email protected]