هل خلقنا للحياة أو لفهم الحياة؟
سؤال غريب قد يتردد في أروقة الخيال , ويثير تساؤلات.
فمن الذي يفهم الحياة؟
يبدو أن المفكرين هم الذين يحاولون فهم الحياة , لكن فهمهم وإستيعابهم لجوهرها ربما لن يصنعها!!
فالحياة قائمة وتدور بقوانينها وطبائعها , ولا يعنيها مَن يفهمها أو لا يفهمها , وبهذا ربما يكون دور المفكرين متصف بكثير من العجز والتسويغ الترقيدي لمسيرتها.
ومَن الذي يصنع الحياة؟
إن الذين خلقوا للحياة هم صناعها ومدبري أمورها , وهؤلاء من أصحاب العقائد والطبائع المعبرة عن كنهها وقوانينها وتطللعاتها التفاعلية , المفضية إلى جريان نهر الوجود المحتدم في أوعية إنصبابها المتدفقة في كل مكان , والمحكومة بإرادة الدوران.
ولا بد من التوازن ما بين الفكر والعقيدة , لتتحقق الأمم وتتطور , وتعوم بنشاط فوق مياه المكان والزمان الذي تعاصره , وإلا تموت الحياة بالفكر وحده , وتتدمى بالعقيدة لوحدها , وهذا ما حصل في عدد من المجتمعات التي إنفصل فيها الفكر عن العقيدة , وصار الصراع حاميا وقاسيا , فتدمرت الأفكار والعقائد جميعا , وحل العدوان والإضطراب والسُقام الزؤام.
ترى كيف تتمكن الأفكار من التفاعل مع العقائد بأمان؟
من أهم الإقترابات ربما أن يتحقق الإصغاء المتبادل , والتفاعل بالتي هي أحسن , لكي توضع اللبنات الأساسية للجسور القادرة على إدامة التواصل , وتبادل المنطلقات وتوفيق المعطيات , وما يترتب عليها من دلالات وسلوكيات.
ولكي ينهض أي مجتمع من وجيع ويلاته عليه أن يوقظ مفكريه , ويحيّ عقائد الحياة لبناء وجودٍ حميد.
فهل لنا أن نستقيد؟!!