إن ما يثيرُ الإعجاب والأنبهار في شخصية الزعيم الوطني العراقي السيد مقتدى الصدر هو إن من إتخذ المنهج الموضوعي الصارم في التقييم يصل الى نفس النتيجة التي وصل إليها من أشتعل وجدانه بحب السيد مقتدى الصدر..
فالمحب من وحي حبه وحسن ظنه يتوقع من السيد مقتدى الصدر كل ما هو خير وعدل وحق حتى لو لم يدرك فلسفة مواقف السيد مقتدى الصدر، فإنه من وحي هذا الحب الجياش سوف يحمل هذه المواقف على الصحة والرشد…
هذا بغض النظر عن التجارب العديدة خلال أربعة عشر عاماً من العمل المستمر والمواقف الرائعة التي شهدها كل العراقيين وأختلفوا في وقتها فيها ولكن الزمن أثبت صدقها ونفعها…
إن هذا الحب لشخصية لا تأخذها في الله والوطن لومة لائم هي ظاهرة غريبة اذا لاحظنا منطق وطبيعة اﻷشياء…
فالطبيعة البشرية لا تميل الى الشخص الصارم الحازم ولذلك جاء في المثل العراقي الدارج:
( امشي ورة اللي يبچیك ولا تمشي ورة اللي يضحكك )!!
وهذا المثل يؤكد على أن الانسان يمشي خلف الذي يجامله ويضحكه….
إذن من أين أتت هذه المحبة؟
هذه المحبة من الله قال تعالى: ((َ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )).
ليس أفئدة كل الناس، لا، بل أفئدة من الناس…
وهذا جعل تكويني على ما يبدو بحسب ظاهر الاية الكريمة وهي تكشف عن سنة الهية تجري في أولياء الله الصالحين..
أما المنهج الموضوعي الدقيق إذا تجرد عن المواقف المسبقة والشحنات العاطفية السلبية سوف يوصل صاحبه الى الحقيقة ولكن قد تأخذ صاحب هذا المنهج العزة في اﻷثم!!
إلا إذا كان هو من عشاق الحقيقة وليس من أعداءها…
وكثيرا ما سمعت هذه العبارة من الشهيد محمد الصدر: (( نحن لسنا أعداء الحقيقة ))…
وبالتالي إن صاحب المنهج الموضوعي سيصل الى نفس النتيجة التي وصل إليها أصحاب القلوب الوالهة بحب أولياء الله..
وطرق الله للحق عديدة ومتنوعة وليس عيباً أن يتعاطف الإنسان مع الحق والعدل!!
ولكن العيب كل العيب على من يدافع عن الباطل والظلم بعقله وقلبه…