18 ديسمبر، 2024 8:46 م

الأنسان ولد حراً ليعيش بحرية بعيداً عن قيود و طغيان غيره الذي يجعل من حياته زنزانة يريده حسب رغبته إن شاء أطعمه أو شاء أطلقه ,تلك الكلمة الصغيرة بحروفها والكبيرة بمعناها أختارها الله للأنسان لينعم بها في حياته ، وهناك من البشر من يحاول سلبها منه ، و أنها أغلى مايملكه بل لايساويه شيئ , فالمسلوب منه الحرية ناضل و قاتل و صبر و ضحى من أجلها , فكرامة الأنسان و قيمتها في الحياة مرهون بوجودها , لذا فمهرها غالي بل وأغلى ما عند الأنسان هو روحه الذي يفديه من أجل الحفاظ على حريته و حرية بني جلدته و قومه و وطنه , فالطريق الى الحرية ليس معبداً بالورود و الرياحين , و أنما أولها أرادة و فداء و صبر و تضحية وعزيمة و أصرار و آخرها أما الاستشهاد أو العيش بحرية مع الشعب مرفوع الرأس و الجبين .

ان الكورد هذا الشعب المغلوب على أمره ، عرف و يعرف ما للحرية من ثمن فالعيش في العبودية ذل و موت و الاستشهاد في سبيلها حياة أبدية يكتبها التاريخ بنقوش من الذهب , فهذا الشعب الأبي ناضل بكل ما أوتى من قوة ضد الطغيان و الأضطهاد و من أجل حريته و دفع أبناءه أثمن مايملكون ليكونوا قناديل يضيئوا طريق شعبهم نحو العلا و المجد التليد , فأنهم لم يعرفوا للحياة معنى في ظل السيوف و فوهات بنادق الأعداء والقبول بالخذلان و لم يستسلموا أبداً و أبدوا أروع الامثلة في البطولة و الفداء ضد كل من يحاول النيل من حريته على مر التاريخ والمواقع الأثرية خير برهان , هؤلاء الفدائيين يسمون بالثيَشمةركة الرجال الذين أبهروا الأعداء قبل الأصدقاء بشجاعته و بسالته فخلق ليقاتل و يفدي و ينتصر و يستشهد , و الهزيمة و الفرار ليس لها ذكر في قاموسه , و من أسمه فإن روحه بين يديه يقدمه قرباناً لوطنه ليحيى بحرية و قدم الكثير الذي لايعد و لايحصى , و في كل يوم يزداد إصراراً و عزيمةً ، فبنطق أسمه يدخل الفزع في نفوس الأعداء , وصوته كزئير الأسد في الغابة يهتز كل شيئ أمامه فمنهم من يضحي ليلحق روحه الطاهرة بمن سبقوه و يخبرهم بما فعلوا من بعدهم , و بأول قطرة من دمه ينير جبال كوردستان و وديانها بضياء

و نور ويرسم الابتسامة على شفاه الاطفال ويزرع الأمل في نفوسهم ، و تفتخر تلك الأم التي كانت ترى الدنيا في عيون ولدها وتتمنى لو كان يوم ولادته قد أنجبت عشراً بل مئةً من أمثاله ليكون عزها أكبر ، و دموعها الحزينة تجري على خديها ترسم لوحة فنية أصفى وأنقى من ماء تلك الدمعة التي تخرج من أزيز قلبها الكبير ، فأنها الأم التي سهرت و جاعت و تعبت من أجله , فها هي الزوجة التي تتذكر تلك اللحظة التي خرج من البيت عالي المعنويات و يملك إرادة صلبة و يوصى برعاية أطفاله الذي القى عليهم النظرة الأخيرة كأنما يعرف أنها ستكون الأخيرة , و لاتكاد تخرج دمعة من عيونها الممتلئة بالأمل إلا و يتبعها أخرى دون أرادتها لأنها ستسجل في التاريخ مثالاً للمراءة الكوردستانية في أجمل صورها من الصبر وأنها ستكون الأم والأب لأطفالها، وأن ما سلكه زوجها كان طريق النصر والحرية ، وأنه كان أمل حياتها ,وأن الهدف الذي أستشهد من أجله يطفئ النار الملتهب في قلب الام و الزوجة وغيرهم بل يجعلها دموع الفرح و السعادة ، لأنه حمل السلاح من أجلهم ليعيشوا بحرية . فسبيل الحرية شاق و طويل لايصل اليها إلا من يجعل التضحية سمة حياته و الفداء رايتها .

فالشعب الكوردستانى بكل أطيافه و مكوناته مستعد للتضحية من أجل حرية هذا الوطن مهما بلغ قوة العدو ، فأحلامه ستبدد و تصبح سراباً في وضح النهار , فحرية البلاد أغلى و أثمن و مهرها الدماء الزكية الذي نقف أمامها أجلالاً وأكراماً ليحيى الشعب من بعدهم بأمان و أستقرار ونعاهدهم بأننا على دربهم سائرون ولا نخاف لومة لائم ولانقف الا ونرسم السعادة على وجوه أمهاتكم وزوجاتكم واطفالكم كما رسمتموه لنا .