23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

للتاريخ نقولها ….. السيد المالكي أصبح عراب تقسيم العراق

للتاريخ نقولها ….. السيد المالكي أصبح عراب تقسيم العراق

عندما تريد الدوائر المخابراتية والمعادية للعرب والمسلمين احتلال أو تغير خارطة معينة لدولة ما فلا بد من وجود أدوات (أقزام ) وهي دائما تتعامل مع الاحداث من وجوه عربية ومسلمة ووطنية للناظر وما إلى ذلك من سمات فيها التقدير واضحا ، وكثيرا ما تركز على الشخوص الإسلامية ( الإسلام السياسي) لأنها يعتقدون وهم ( صادقون) أن أكثر من يبيع القيم هم رجال الإسلام السياسي بشطريهم ( السني والشيعي ) ومثالنا واضح في ساسة العراق الشيعة وفي مرسي في مصر والقائمة تطول وهذا هو ديدن رجال الإسلام السياسي ( بلا قيم مع سبق الاصرار)، وإلا هل من المعقول يأتي بوش أو أوباما ويقطع العراق ، الجواب لا يجوز وهم بحاجة إلى جنود باعوا الضمير قبل الشرف ليكونوا أدوات تنفذ ما يُطلب منهم وفق خطة تم وضعها في أروقة الدوائر الكبيرة المهتمة باستعمار الدول الأخرى وما على ( العملاء الجنود ) إلا تنفيذ ما يطلب منهم وكل عمل لا بد أن يكون بثمن ، فهذه الدوائر تبحث عن أكثر سياسي يبيع القيم والأخلاق والشرف لتوكل له مهمة كبيرة كمهمة تقطيع العراق أو مهمة احتلال العراق كما مع ( الجلبي ) ولكل من هؤلاء العملاء دور يقوم به وكأننا في مسرحية تبدأ بفصول ولكل فصل لقطة وحدث وممثل معين وهكذا هي الحياة نستطيع أن نرى فصولها من خلال مسرحية نشاهد أحداثها ونفهم كيف تبدأ وكيف تنتهي ومن هو المستفاد أولا وآخرا من هذه الفصول ومن هم الخاسرون .

       لو عدنا بالذاكرة لقبل عام ( في فترة خروج المحتل ) لرأينا كيف بدأ المالكي بزرع الفتن والبحث عن مسوغات تدفع الشعب العراقي ( سنة أو شيعة ) بالتفكير في التقسيم برغبة ذاتية قبل أن يقول لهم المالكي إني عراب هذا التقسيم ، فالخوف الذي زرعوه في قلوب الشيعة من فكرة وصول تنظيم القاعدة لبغداد ومشارفها والظلم الذي لحق بأهل السنة جعل أغلبهم يعتقد أن التقسيم هو الحل الأمثل ، الأكراد بالأساس هم مشتركون بهذه الفكرة فلا حاجة إلى غسل عقولهم فإنهم جاهزون بمجرد منحهم كركوك أو آبارها لتظهر لنا دولة جديدة باسم ( الجمهورية الكوردية الديمقراطية ) ، أما أهل الجنوب فهم جاهزون ليس الآن بل منذ زمن عبد العزيز الحكيم الذي كان يلح قولا وتلميحا إلى انشاء إقليم الجنوب حينها ، وهنا لا بد أن أذكر أن ليس المالكي وحده يتحمل المسؤولية ولكن المالكي هو عراب التقسيم ويشترك معه الكثير من الساسة السنة والشيعة والأكراد وغيرهم ولكن هو كبير هؤلاء وعرابهم ولهذا الأساس أستمر المالكي في البقاء بمنصبه مع دعم سري وعلني من قبل السفارة الأميركية والإيرانية (عداء إيران وأميركا عداء ظاهري فحسب)، فالتقسيم قادم لامحالة بحجج واهية منها عدم التزام أهل الغربية بقرارات الحكومة ورد أهل الغربية باننا مهمشون وما إلى ذلك من حجج واهية غايتها تقسيم العراق بطريقة يطلبها أهل العراق دون أن يعلموا إن هذه هي غاية المالكي والعيساوي والهاشمي والحكيم وبدعم من السفارتين مع دفع ثمن كل لاعب وممثل من خيرات العراق في مصارف خارج العراق .

   السيناريو الأكثر والأقرب للواقع هو حصول معارك ما بين العرب والأكراد وما بين السنة والشيعة بعدها يجلسون إلى طاولة المفاوضات والتي تتمخض عن تقطيع العراق فالأكراد يأخذون كركوك والعرب السنة لهم بعض المحافظات والشيعة لهم الجنوب وحتى الهويات الخاصة بالعراقيين سيضعون فيها حقل ( المذهب ، القومية ) كما في لبنان ليعرف الكل ما عليه وما له حينها ستتحول المعارك إلى معارك داخلية ( حكيم مع صدر ، دعوة مع حكيم ، فضيلة مع عصائب ، وهكذا ) أما معارك أهل السنة فستكون ( الحزب الإسلامي مع القاعدة ، القاعدة مع الصحوات ، الصحوات مع الحزب الإسلامي ، الحزب الإسلامي مع العلمانيين ) حينها سيختفي المالكي ومن كان في مركبه ويعودون لبلدانهم منتصرون غانمون وطز بالعراق وأهل العراق وليكتب التاريخ ما يكتب ما دمت مستفادا وما هو الضرر الذي لحق بهتلر حين اعتبروه مجرما نازيا فالتاريخ هو حبر على ورق يكتبه أحدنا ولسنا مشمولين بالقراءة .