23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

“اما الابل فانا ربها وان للبيت رب يحيمه” هذا ماقاله عبد المطلب لملك الحبشة حينما جاء بجيشه لمهاجمة مكة. وبالفعل تذكر الروايات التاريخية والقران الكريم واقعة الفيل وكيف ان الله ارسل طيرا ابابيل امطرت جيش ابرهة بحجارة من سجيل .عبد المطلب كان مؤمنا بالله وهذا الايمان هو الذي دفعه لقول هذه المقولة. فهو لم يامر اتباعه للقيام بالمظاهرات او حرق علم الحبشة اوتفجير السفارة الحبشية في مكة انذاك ولم يطالب بمقاطعة البضائع الحبشية ولم يامر بقتل النصارى في مكة لانهم  يعتنقون ديانة ابرهة ملك الحبشة وانما وبكل بساطة قال قولته المشهورة “للبيت رب يحميه”.
المفروض من كل مؤمن بالله ان يؤمن بان الله قادر على حماية نفسه والقصاص ممن يتجازون على المقدسات الالهية حسب منطق ان الله قادر على كل شئ وهذا من بديهيات الايمان به سبحانه وتعالى. ولكن ما الذي يحدث اليوم عندما يقوم احد الاشخاص بالاساءة الى الدين الاسلامي او احد الرموز الاسلامية , تقوم الدنيا ولاتقعد, يقوم علماء الدين ( لااعرف لماذا يطلق على رجال الدين كلمه علماء,ولااعرف اي علم قدموه للانسانية غير الترهيب والترغيب وسرقة اموال الفقراء) بالتحريض واصدار الفتاوى تلوى الاخرى لهدر دم الشخص المسئ ومقاطعة منتجات بلده وحرق اعلام دولته ومهاجمة سفارات ومصالح بلده حتى وان كان فعل هذا الشخص المسئ هو شخصي لايمثل دولته ولا دينه ولكن المسالة في حسابات رجال الدين المسلمين او المتأسلمين المتعصبين هي كما يقال الخير يخص والشر يعم. فعندما يقوم احد الاشخاص  البارزين الغير مسلمين بالاشادة بالاسلام اومدح النبي محمد يتم الاحتفاء بشخصه والاشارة اليه كشخص واحد ولا يعمم ذلك على دينه او مذهبه او جنسيته ولكن عندما يقوم شخص اخر بالاساءة الى احدى الرموز الاسلامية فان حرب شعواء تشن عليه وعلى دولته وعلى دينه وقوميته , حدث ذلك عندما قام رسام دنماركي بالاساءة الى النبي الكريم . هذا الرسام لم يسئ الى شخصية النبي الحقيقة ولكنه اساء الى صورة النبي التي رسمها مسلمي اليوم  فاي انسان حيادي وحر التفكير مغيب عن الحقيقة عندما يقرا ويتابع سلوكيات بعض الجماعات الاسلامية المتشددة من كل المذاهب والبعيدة عن روح الاسلام  حيث يزعمون انهم يحذون حذو النبي بكل تفاصيل حياتهم فان اي شخص سياخذ فكرة سيئة عن النبي حيث سيعتقد ان محمد كان قاتلا وارهابيا وسفاحا وغازيا ومغتصبا وهذه الصورة هي ليست ذنب الشخص المتلقي او الغير مسلم وانما هي ذنب من يدعون الاسلام  الذين عكسوا هذه الصورة للعالم.
اني على يقين لو ان من يمثلون اسلام اليوم نقلوا الصورة الحقيقة لنبينا الكريم محمد لما راينا احد يسئ لنبي الاسلام ولما راينا احدا يقوم بحرق القران ولما سمعنا احدا يصف الاسلام بدين الارهاب . وحتى لو قام بعض الاشخاص بالاساءة لمجرد الاساءة حقدا على الاسلام كما جرى في الفلم المسئ لشخص النبي  ,فالاحرى بنا ان كنا مؤمنين اتباع مقولة عبد المطلب ان للبيت رب يحيمه , لان الله لايحتاج  احدا ليدافع عنه او عن دينه او عن نبيه اوعن كتابه فهو قادر مقتدر يستطيع ارسال طير ابابيل للانتقام من المسئ,  ثم ان هناك يوم الحساب , اذا قمنا بمحاسبة الناس على افعالهم اليوم فما وظيفة يوم الحساب اذا كنا نؤمن به.
 المسلمين الاوائل قاموا بما امرهم محمد المأمور من قبل السماء وهو لم ينطق عن الهوى فياتري على ماذا يستند مسلمين اليوم ومن امرهم بالقيام بالرد على اساءات لا تمس ولاتضر الله شيئا , اذا كان محمد بعظمته لم يستطع الاجتهاد من دون وحي سماوي فهل نزل وحي السماء على رجال الدين والهمهم الامر الالهي لحرق الاعلام والمنشات ومقاطعة المنتجات وتفجير السفارات وقتل الناس انتقاما لرب يؤمنون انه قادر مقتدر وانه قوي وجبار ومنتقم . ان الله قادر مقتدر وقوي وجبار ومنتقم ولكنهم طغوا في الارض فسادا بحيث اصبحوا اوصياء على الخالق يدافعون عنه ويحمونه ويتقولون عليه بما يشاؤون .
طالعتنا الاخبار في الاونة الاخيرة عن خبر اعتقال فتاة مختلة عقليا مسيحية من الباكستان تبلغ من العمر 14 عاما تم اتهامها بالاساءه للقران وهي عقوبة يعاقب عليها القانون الباكستاني بالسجن المؤبد وقد صاحب ذلك خروج المظاهرات والتنديد والاعتداء على المسيحين في الباكستان  وبعد اجراء تحقيق محايد في القضية تبين ان الامام الذي قام بتقديم الشكوى ضد الفتاة المسيحية  قام بلتفيق التهمة لها وانه من قام بحرق اوراق من القران وقدمها كادلة مزورة وقدم شهود زور لادانة الفتاة بحسب معاونيه الذين اعترفوا فيما بعد, وكان هدف هذا الامام من وراء هذه العملية هو للتخلص من المسيحيين في الحي الذي يسيطير عليه. فهل سمع هذا الامام الغبي بان الله قادر ومقتدر وانه عليم وسميع وبصير. هذه واحدة من الامثلة التي ترسل للعالم صورة سيئة عن الاسلام وعن رموز الاسلام فامثال هذا الامام وما اكثرهم  هم المسيئين الحقيقيين.