19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

للإرهاب وجهين

للإرهاب وجهين

منذ الهجمات الارهابية التي إستهدفت العاصمة الفرنسية باريس على يد تنظيم داعش الارهابي، يبذل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودا حثيثة و إستثنائية على أکثر من صعيد لدفع المجتمع الدولي للإقتناع بإن داعش هو الوجه الوحيد للتطرف و الارهاب و إن القضاء عليه يعني الانتصار على الارهاب و إلحاق الهزيمة به.
لسنا نريد هنا الدفاع عن تنظيم إرهابي متطرف معادي للإنسانية و القيم الحضارية کتنظيم داعش أو تبرير جرائمه و مجازره و إنتهاکاته الفظيعة، لکننا نريد لفت الانظار الى المخطط المشبوه الذي يسعى نظام الجمهورية الايرانية تمريره و تحقيق هدفين هما:
الاول ـ حصر التطرف و الارهاب بالسنة.
ثانياـ تبرئة الاحزاب و الميليشيات و التنظيمات الشيعية الارهابية بما فيها الحرس الثوري الايراني نفسه من التطرف و الارهاب.
لسنا بحاجة الى فتح سجل جرائم تنظيم داعش الارهابي لإنه غني عن التعريف تماما، لکننا نرى الحاجة الماسة لتسليط الاضواء على جرائم و مجازر و إنتهاکات الاحزاب و الجماعات و الميليشيات الشيعية المتطرفة والتي معظمها و في خطها العام ذات بعد طائفي، وإن التذکير بجرائم القتل و التهجير وهدم البيوت و جرف البساتين و إختطاف الابرياء و إقتحام السجون و دور المواطنين والتي إرتکبتها و ترتکبها هذه الاحزاب و الجماعات و الميليشيات، يفصح عن الماهية و المعدن الحقيقي لها و الذي تسعى طهران من خلال مناوراتها التمويهية و کذبها و دجلها التغطية عليها.
أما الحديث عن مجازر و جرائم الحرس الثوري الايراني فهو حديث طويل جدا و ذو شجون، ذلك إن ماقد إرتکبته الاحزاب و الجماعات و الميليشيات الشيعية من جرائم و مجازر و تجاوزات في العراق و سوريا و اليمن و لبنان و البحرين و غيرها، إنما کان بإشراف و توجيه من جانب الحرس الثوري، بل ويمکن بإنها جرائم و مجازر بالاستعاضة، هذا إذا وضعنا جانبا ماإرتکبه هذا الجهاز الارهابي من جرائم و مجازر بحق مختلف مکونات الشعب الايراني من أکراد و عرب و بلوش و غيرهم ناهيك عن جرائمه بحق القوى الوطنية الايرانية وعلى رأسهما منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، وخلاصة الکلام، إن الارهاب ليس ذو وجه سني فقط کما تزعم طهران وانما لها وجه آخر لايقل بشاعة هو الوجه الشيعي. [email protected]