حاولَ تحويل السّائل الهلامي الى أشكال يمكن التعامل معها ،السائل الهلامي الذي إشتراه من جمال البنغالي والذي يعمل في محل علي قصيره ،وضعه أمامه على الطاولة فبدأ وكأنه خطوطٌ ضوئيةٌ، فكرَ كيف سيمسك بهذه الخطوط الضوئية وهي تسيحُ من بين أصابعه ،وتذكر وعده لزوجته بأنه سوف يصنع لها حُلىً غير موجودة على سطح الأرض ،أخذت منه مخيلته وقتاً ليس بالقليل وقدمت له العديدَ من الصور الخرافية لكنه حين قارن بين جمال هذه الصور وجمال زوجته وجد أن جمال زوجته لاتدانيه كل هذه الصور الخرافية لذلك بدأت مخيلتة تستجمع ماتبقى في العالم من الصورة الخرافية عَلَهُ سيجد واحدة من هذه الصور تصلح للمقارنة أو سيجد بها شيئا شبيها بجمال زوجته ،
…………………………………………………
ثمة كيان ملحق برأس الرجل الطويل ،كيان غير متعارف علية ضمن بنية الجنون ، لذلك ظل هذا الرجل يفتقر الى تنظيم ما لخطابه ، تعلم من ميشيل فوكو الكثير ومن لامارتين أساليب الخداع بالنص وتفلسف وهوبز عن الحقيقة وأصر أن لاوجود لها كونها تتصل صلة وثيقة باللغة ،لكنه بقي على عادته يخاطب الجدار الذي علق صورتها عليه قبل سنوات خمس رغم أن صورتها رحلت بها الريحُ بعد ساعات خمس من اليوم الذي علق صورتَها على الجدار ،
……………………………………………
لم تكن الأيام المتبقية كافية لقراءة صفحات (النجمة الغائبة وعصا الشيطان ) كان يفكر بإعادة قراءة الفصل الخاص بالسحر والتنجيم، ولكي ينجو من الحرب فكر بدور العراف ،إرتدى جلبابا صوفيا وعلق برقيته شاهولا من النار ورصع جبهته بــ (الحية السندباد ) ونظر الى المرآة ولم يستغرب حين راى في المرآة المرأة التي قرأت طالعهُ عبر مكعبات نباتية من الأنجم وهما في الباص الأحمر ذو الطابقين، تذكر المكان في ربيئة للدفاع الجوي وتذكر الزمان ، الزمان الذي شهد قوافل القنلى الذين يحملون فوق سيارات الأجرة،
كانت غلاديس تنتظر الباص الأحمر ذا الطابقين وكانت تلتفت يمينا ويسارا كي يأتي اليها كعادته ، مرت باص وأخرى وأخرى وهي تنتظر وتلتفت يمينا وشمالاً ، وقبل أن تغادر موقف الباص توقفت قربها إحدى سيارات الآجرة التي تحمل فوقها جنازة ونزل منها أحد الجنود وكان يبكي حين سلمها رسالة وهو يشيرلصاحب الجنازة ،
……………………………………………………
قال دائما أتذكر ، لكني لاأدري ماذا أتذكر ،
جارية صامتة هي الأخرى تريد أن تتذكر ماذا تغني لهُ ، شارعان طويلا على جانبيهما أشجار متلازمة ، الشارع الأول له مُسمى بــ (شارع المُشجر )،حاول أن يتذكر لماذا باتَ 3 ليالي في فندق كيلان في الشارع المشجر ، والشارع الأخر له مسمى (شارع أبي نؤاس ) حاولَ أن يتذكر لماذا يضع لهُ النادلُ في ( قصر الإخيضر ) كأساً
لايشبه كؤوس الأخرين ،
لا يدري ماذا يتذكر …
فقد توفى أبو نؤاس ،
وكيلان طلب اللجوء الى كندا ،
وعاد النادلُ سميع الى مصر وأشترى جَملاً وأنظم الى قطاع السّياحة في الأهرامات ،
حاولَ أن يتذكرَ أين كان البارحةَ بل وماذا كان إفطارهُ
صباح اليوم ،