عاش اباً لثلاثة أولاد، يكدح منذ الصباح الباكر، عمل في مختلف الحرف، ليؤمن احتياجات أولاده، منذ نعومة أضافرهم حتى أصبحوا شباب يافعين لم يبخل عليهم بشيء فهو كالمصباح السحري عند كل رغباتهم.
الأب اخذ وجهة توفير كل ما يحتاجه الأبناء، فترك جزء مهم هو القرب من ابناءه فعاش كل واحد منهم و كأنه في وطن خاص به، هاتفه الشخصي، غرفته، حاسوبه، كل واحد منهم يختلف في طباعه عن الآخر، الأب يخرج منذ الصباح في طلب لقمة العيش، و الأبناء يسرحون و يمرحون دون رقيب.
وفي يوم من الأيام أفاق الوالد في منتصف الليل ليرى أبنته تكلم أحد الشباب دون علمه عبر الهاتف المحمول، غضب الأب وانهارت أعصابه، يسأل الفتاة لتجيبه إنها تكلم احدى زميلاتها، لكن الوالد أصر على إنها تكلم أحد الشباب، و بعد مرور الأيام أفاق مجدداً ليرى أبنته تبكي بكاءً شديداً و عند سؤال والدها اجابته إنها أرسلت صورتها لشاب كانت تكلمه و هو الآن يهددها بنشر صورتها، تمكن الأب من تجاوز الموضوع، فكسر هاتف الفتاة ونسى الأمر!، فحصلت على هاتف آخر دون علم والدها و عاودت من جديد الاتصال بشاب آخر.
الكثير من الأشياء مهمة الغذاء، السكن، الملبس، وغيرها من الأمور، لكن الأهم هو القرب والاهتمام، وأن يكون الأب دوماً في قرب أبناءه بغض النضر عن كل ما هو مطلوب منه، لا يراقبهم بل يكون صديقهم، قلة الاهتمام وانشغال الأب في العمل أدت إلى هذه الحالة حيث أدركت الفتاة إنها تفقد الاهتمام فاتجهت إلى طرق غير مشروعة، إن هذه الحالة وحالات اجتماعية أخرى قد تكون في غاية الخطورة مالم نولي لها الاهتمام وتكون العائلة مترابطة متماسكة فيما بينها.
أما الفتاة قليل جداً من يرتبط بفتاة أتصلت به و سهرت معه الليالي، فهو يردد دوماً مقولته المشهورة ” مادام حجت وياي.. راح تحجي ويه غيري” لذلك لا تفعلي المستحيل من أجل شخص لن يفعل لأجلكِ الممكن قدري الثقة الممنوحة من قبل الأهل فهي كالصحن إن أنكسر لن يرجع كما هو حتى لو تم إصلاحه.