23 ديسمبر، 2024 7:58 ص

لكنَ فيثاغورس ذهبَ لِمصر

لكنَ فيثاغورس ذهبَ لِمصر

حين هبطتُ بلادَ الأغريق

سألني البعضُ من صُحبةِ الطّائرة

أين نتجه ..؟
قلت :

لكُلٍّ منا إتجاهاته في الزمان والمكان والوسيلة ، لن أركبَ إلا بالباص الذي يحمل الرقم 21 لأني سأتجه لبيريه كي أذهب بالباخرةِ لتراقيا وأجسُ عقلَ ديونسيوس ، أعادني أتوس الى كهوفِ الرُّهبان إلى جُبةِ كازنتزاكي وأنا أريدُ عرضَها بالتقدير الحسابي .

 
لكن فيثاغورس ذهبَ لمصر، وتاريخ الصراع والشقاء كتب على أضخم عمودٍ من أعمدةِ كروبولس، ولاشك أن أول الجلاس كانوا من ورثة تلاميذ سقراط الذين إنتقلوا عن طريق الأرواح إلى أسلافهم من البابليين لمطالعةِ الخسوف والكسوف ،
وتنبؤا ما أن تحمرَ السّماء
ستلد أسيا الصغرى إيفيزا
وتُعطى لهيراقليدس ،
وأنا أنتظر في فندق أمونيا ..؟
على بعد مئات منَ الكيلومترات

 

أنظرُ من النافذة

لم تُطفأ أضواءُ سالونيك

 

خلَّعت لباسَها وصّبَت قدحيّنِ بصحةِ فرجها ،
لم أجد بديلا كي أكرعَ بِصحةِ ( كاليه)
إذن ..
لن أذهب إلى تراقيا ،

لن أغادرَ هذا النزل حتى لو أجبرني تراسيبول
ورماني في حلبة الأسود ،

مضت ثلاثةُ ساعاتٍ أستهلكتُ بها نقودي، ولم يبق في الزجاجة غيرُ أول خيطٍ للفجر ،

وكانت أجزاءُ الأمكنةِ التي تكررت تلم بعضَها لبعضٍ بحيث لايبدو منها إلا أشكالٌ من الإختصاراتِ التي تمثلت بألوانٍ مختفيةٍ تحت ألوانٍ وأناشيد مشتقة من الرّيحِ والجبال والمعتقدات غير المقدسة والتي لم تزل على ألواح الإعلانات في الزمن السحيق الذي إمتلأ ببدائيةِ التراتيلِ والسَّرد الجماعي ،

كانت الباخرةُ قد وصلت كريت مودعة برذاذ الغيم والدلافين وكان من الممكنِ عرضُ الطبيعةُ بالتقدير الحسابي ، لكن فيثاغورس ذهب لمصر ،

إستحمَ جزءٌ من مخيلتي في( نيكوس)

وعقلي في( دافنا )

 
ودقت الصحونُ بالصحونِ وتدريجيا هبطَ الغيمُ فوق المخيمِ الليليِّ وأهتزت الحِبالُ ،

 
سمعت نحيبَ الصُّراخِ في الطَّريق المؤدي إلى عنابر النبيذ التي كتب عليها (مُخمرٌ منذ العصر الإسكندراني )

وخَفِتَ الضوءُ

وقرأَ في( الطيماوس) عن الكائنِ الشّامل

وأقترب ماءُ مليت من ماءِ الكلدان

إلى أن شَهَدت القيامةُ على الجميع
وصبت أحقوقيةُ الزّيتِ على جلودِ الطبول

وبباطنِ الناياتِ المعقوفةِ وكان من الممكن تقدير تلك الأصوات بالمعدل الحسابي ولكن فيثاغورس ذهبَ لمصر ،

كانت الفكرةُ حين هبطتُ بلادَ الأغريق وقضيتُ ليالٍ في أمونيا

أن أتقمصَ أدمَ

وأن يشمَ أولادُ طاليس
روائحَ الجنةِ في ثيابي

لكني نسيِّتُ مُفتتحَ القُداس ولونَ التفاحةِ وتاريخَ بدءِ المَغفرةِ ،،

تصورتُ ماأن أنقطعَ بِخُلوتي سيراني القديسُ المتسولُ ويقرأُ وشماً لكائنٍ غير مُسمى والليلُ لن يَمرَ بسلام ،

إلا أن الظّواهرَ الوهميةَ والصِّفةَ الغير ظاهرة من لاجوهرية العالم

سُطرُت ورُمزت وأستُنسخت
وتناسخت ومَنطقت وأدهَشت وأعتَقدت بالفطيمِ والحشرة والبالغ وكل ما وضع بالعقل بمنطقيته أوبغير منطقيته والطائرة التي أقلتني أريدها أن ترحلَ وأريد أن أجيد عرض مامرَ عرضهُ بالتقدير الحسابي لكن فيثاغورس ذهب لمصر

وذهبت معه رموزي الهندسيةُ

ووهم ( مايا )
وحكمة (شنكرا)

 

وعودتي وأن عدت
لن أعود إلا بعد أن أعودَ لأفكاري ،،