18 ديسمبر، 2024 6:44 م

لقمان الحكيم في العراق!

لقمان الحكيم في العراق!

في بداية السنة الجديدة، جلست مع ولدي العشريني وهو على اعتاب انهاء دراسته الجامعية الاولية، بني اتمنى لك حياة سعيدة، وان اراك من الرجال الذين افتخر بهم، وارفع راسي عاليا بين اقاربي واهلي واصدقائي، اتمنى ان يرفع اسمي ويذاع في بعض المحافل الرسمية او الشعبية مقترنا باسمك، كي أطبق المقولة الشهيرة من خلف مامات.
نظر الي بعين المدهوش ابي مابك؟ هل هي ايامك الأخيرة؟ هل تريد ان توصيني؟ فانا لا اطيق التفكير بهكذا موقف، تبسمت بوجهه، وقلت له لا لا احضر ورقة وقلم واقترب مني، نهض ابني مستغربا، وجلس منتظرا ما افعل بالورقة، قلت له، في اعلى الورقة اكتب هواياتك، اكتب امالك واحلامك، دون ماذا تريد ان تكون بالمستقبل، ماذا تصنع بعد التخرج، قسم الاسطر الذي تكتبها الى مراحل، ضع لنفسك خطة واهداف، سهلة التطبيق، قريبة الاجل، واضحة، غير تعجيزية، ضع خطط يومية، او اسبوعية صغيرة للوصول الى هدفك وخطتك الكبير.
طالعت بوجهه وإذا بي ارى انسان كأنه يرتعد من شدت البرد بروحه الشفافة، جسمه متسمرا امامي، كانه يستمع ومنصت لكلامي اخذت اكمل كلامي، بني لاتدع للخوف مجال في عقلك وقلبك ودعه جانبا، لاتتعكز بعكازة الظروف، وانتصر عليها لانك انت من تصنعها لاهي من تصنعك، لاتعاشر الشباب ذوي الطاقات السلبية لانهم يستنزفون طاقاتك الايجابية وكل انسان فاشل يتمنى ان يكون ممن حوله واقرانه فاشلين، كي لايقارن بهم،
اخيرا يابني، اكتب حلمك في اعلى الصفحة، واكتب اسمك في ذيل الصفحة، اعمل على رفع اسمك يوميا الى الاعلى ستجده ملاصقا لهدفك، وتحقق النجاح.
سكتُ برهة، نظرت الى ورقة ابني، لم أجد سوى دوائر مبعثرة متشابكة في وسط الورقة وعليها خطوط عشوائية، ونادى على اخيه الاخر وين وصلتوا.
فتيقنت ان شباب بلادي هدفهم الاول والخير حاليا، هو النزول بالبوشنكي، والوصول الى الحاويات والحصول على الأسلحة.