عندما ردد المتظاهرون الذين توافدوا إلى ساحة التحرير في بغداد يوم الخميس الماضي، شعارات مناوئة لقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني وهتفوا ضد النظام الإيراني، فإنهم قد وضعوا يدهم على موضع الالم والسبب الاساسي لکل مايعانيه العراق بعد الاحتلال الامريکي، وعندما يسقط 41 قتيلا وأکثر من 2000 جريحا خلال هذه التظاهرات، فإن من الواضح إن النظام الايراني الذي دخل على الخط منذ البداية من خلال التصريحات الاستفزازية لمرشد النظام الايراني وماردده من بعده رجال الدين الذين يمثلونه في مدن إيران المختلفة والتي رموا هذه التظاهرات بشتى النعوت السلبية وکيف لا وإن المتظاهرون يصرون على وضع حد للتدخلات المشبوهة لهذا النظام وإنهاء سطوة الميليشيات المسلحة التابعة له.
هذا النظام الذي ثبت للقاصي قبل الداني مدى قسوته ودمويته في التعامل مع کل من يقف بوجه مخططاته ومشروعه المشبوه المعادي ليس لبلدان المنطقة والعالم فحسب وإنما للشعب الايراني نفسه، ويکفي أن نشير الى الجرائم والمجازر والانتهاکات التي إرتکبها ويرتکبها ضد شعبه، وحسنا فعلت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عندما قامت بعرض کتاب”الجريمة الکبرى” أمام البرلمان الاوربي يوم الاربعاء المصادف 23 من الشهر الجاري، وهو کتاب قامت منظمة مجاهدي خلق بتأليفه حول مجزرة صيف عام 1988 ضد 30 ألف من السجناء السياسيين ويحتوي على الكثير من المعلومات والتفاصيل حول هذه الجريمة المروعة موضحا معلومات أکثر دقة عن أكثر من 5،015 ضحية من بين 30.000 سجين سياسي تم إعدامهم کما يميط هذا الکتاب اللثام عن معلومات مفصلة حول 35 لجنة للموت، كانت مسؤولة عن إرسال السجناء إلى حبل المشنقة في 110 مدينة مختلفة، التي يشعل أعضاءها الرئيسيين مناصب عليا حاليا كما يكشف الكتاب عن وجود العشرات من المقابر الجماعية، التي تم تحديد العديد منها مؤخرا في 36 مدينة في جميع أنحاء البلاد. وقد أثار هذا الکتاب ضجة کبيرة في الاوساط السياسية والاعلامية عندما سلط الاضواء مرة أخرى على هذه الجريمة البشعة التي ستجر عاجلا أم آجلا أقدام قادة النظام أمام المحاکم الدولية لينالوا جزائهم. هکذا نظام يقوم بإرتکاب مثل هذه الجريمة البربرية حيث يتم إعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي في فترة أقل من 3 أشهر، فإنه من المنتظر والمتوقع أن يفعل ماهو أسوأ من ذلك بحق الشعب العراقي ولولا خوفه وخشيته من ردود الفعل الدولية ولاسيما خلال هذه الفترة الحساسة والخطيرة التي يمر بها، فإنه کان سيقدم على إرتکاب ماهو أکثر فظاعة من ذلك.
الدور السلبي لهذا النظام في العراق والذي ظهرت آثاره وتداعياته الوخيمة على الشعب العراقي بحيث لم يعد بوسعه تحمل المزيد فإندفع لينتفض بوجه ذلك وإن النظام الايراني قد علم منذ البداية إنه هو الهدف ولذلك فقد قام يعد العدة لمواجهتها بمختلف الطرق والاساليب المشبوهة وإن الترکيز على الارهابي قاسم سليماني تحديدا يعني بأن الشعب العراقي قد صار يعرف الحقائق کلها ولم يعد يخفى عليه أي شئ.