22 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

لقد مللنا خيانتهم.. وأعتداءاتهم.. وتزويرهم للحقيقة..؟ أعدلوا أقرب للتقوى

لقد مللنا خيانتهم.. وأعتداءاتهم.. وتزويرهم للحقيقة..؟ أعدلوا أقرب للتقوى

بالحكم الصالح تنجحون…؟
هل أدرك قادة الأحزب الاسلامية الدعوة التي اطلقوها من اجل بناء عراق جديد بعد انتهاء النظام السابق ، حين اشتركوا بمؤتمر لندن البغيض عام 2002 ونادوا بحقوق العراقيين دون تمييز.. ليكون لهم وطنا قويا بوطنيته..شجاعاً بمبادئه..أمينا برجاله ..عَلماً بدفاعه عن الانسان الوطن..اذا كانوا كذلك فلماذا تنكروا للمبادىء والقيم بمجرد حصولهم على الامتيازات والمناصب ..كما قال الحاكم الامريكي بريمر في كتابه سنة في بغداد ..نعم ..اصابهم الخذلان لانهم اصلا ما كانوا يؤمنون بالوطن..والأنسان ؟
يقول الحق : “ان الله لا يحب المعتدين…البقرة 190″
خطايا ثلاث فرضت على الأنسان الملتزم ان يبتعد عنها ولا يقبل بها ويلتزم بمقاومتها ورفضها دون قيد او شرط.. هي الخيانة والاعتداء والتزوير كونها جاءت بآيات حدية في كل الديانات البشرية والوضعية غير قابلة للتغيير..وكون محاربتها كانت مبادىء انسانية عامة لا يجوز أختراقها…المؤمنون الرافضون لها هم الذين يمتازون بخلق متين وصدق وصفاء نية وبعد عن الخداع للناس والجماهير..وهم الذين بصدقهم تتفتح الافاق أمامهم وساروا في معارج التقدم..اما الناكثون للعهد..الحانثون للقسم ..الخاضعون لسلطة الباطل ..السارقون لاموال الناس.. الحارمون الشباب مستقبلهم..هُم الذين أفرغوا العقيدة من محتواها وغيروا المواقف والمبادىءنحو المال والسلطة فخسروا الأثنين معاً … انهم الآن في زحمة القدر..ضائعون ..تائهون..لا يعرفون القدر والمصير..لذا فهم يغلسون على كل باطل يرتكب بحق الوطن والانسان .
ففي الخيانة يقول الحق:” وان تخافنَ من قوم خيانةً فأنبذ اليهم على سواءٍ ان الله لا يحب الخائنين ،الأنفال 58 “..وفي الامانة يقول الحق :” انا عرضنا الأمانةعلى السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان انه كان ظلوما جهولا..الاحزاب 72″.. ،وفي التزوير يقول الحق:”…فأجتنبوا الرجس من الأوثان وأجتنبوا قول الزور،الحج 30″ نعم.. هذه هي الموبقات التي آمنوا بها ووقفوا الى جانبها في الحياة الدنيا ونسوا ما امر الله به فهم مُدانون أمام الله تعالى والقانون ..وليس من حقهم ان يفتتحوا كلامهم بسم الله الرحمن الرحيم وهم يتنكرون له.. ولا شفاعة لهم ابدا من الله والناس والتاريخ … هذه الايات وردت في التوراة والأنجيل وكل كتب السماء .. والمأثورات الخبرية للديانات والمعتقدات الوضعية تأكيدا للألتزام وعدم الاخلال بها…لكن الاميين الجهلة لا يقرأون ..
أنظر كتاب العهد القديم والجديد وتعليمات بوذا..دائرة المعارف العالمية.
نعم..ان غالبية معتقدوهذه الديانات التزموا بهذه التوجهات فكونوا لهم دولا وحضارات الا نحن المسلمون .. الذين ظل التزامنا بها ” رماديا ” ..حين تآخرنا وتخلفنا ولم نعرف الا المذاهب الباطلة والطائفية المقيتة والعنصرية المرفوضة دون حقوق الآدميين.. ومع هذا نسمي انفسنا بالمؤمنين .. ونسمي اصحاب الديانات الاخرى بالكافرين ..نحن اصحاب الجنة والقوارير والولدان المخلدون ..على الاسرة متكئون ..لاهم لنا غير الطعام والشراب والجنس بما ملكت أيماننا وكأن الناس لدينا عبيدا لنُخلف منهم مزيداً من الباطلين..وهم اصحاب النار وجهنم .. ونحن في ديارهم لاجئون..هاربين من جنتنا الى نارهم لنحمي بها انفسنا من الباطل الذي به يؤمنون.. فأين النقص ؟ في انساننا ..لا..؟ أم في ديننا الذي ظلمناه ..لا..؟ انه النقص في ثقافتنا التي لم تعلمنا منها مؤسسة الدين الا القتل والجنس…والخيانة والتخريب..؟ داعش ومن يحكمون اليوم مثالاً للعالمين..؟
ان الذين يتحدثون عن الروحانيات والمظلومية ليل نهار وينغمسون فيها ويحثون الناس على اتباعها كما في قادة التزوير، ومن خانوا أمانة الوطن..باعتبارها قوانين آلهية ملزمة التنفيذ ..هم اول من ابتعدوا عنها وخانوها ، وحتى مرجعيات الدين لم تعد مسموعة الكلمة رغم مناداتها بالتغيير ورفضها استقبالهم دلالة قطعية على رفضها لهم لكنها مع الاسف شاركتهم شرعنة التنظير..عليها ان تؤمن اليوم بعد التجربة ان هؤلاء لا دين لهم ولا اخلاق….فالخائن والسارق والمزور بلا دين ..فكيف يطيعون ؟ فهم يخونون المبادىء لذا يتمردون …وهم يسرقون ويكذبون..؟ فالصد وغلق الابواب بوجوههم عنهم واعتبارهم من الخارجين على الملة والدين لا يكفي ..بل الواجب المقدس على المرجعية ومن يمثلها بصحيح ان يدعوا لنبذهم وتكفيرهم واصدار فتوى بعدم صلاحيتهم لحكم الناس بأعتبارهم باطلون..كما اعلنوا فتواهم في الجهاد الكفائي وخلقوا لنا من الاشكاليات المستقبلية الشيء الكثير ..فلا منطقة وسطى بين الحق والباطل في الدين.. فهم كطالب دنيا بلا استقامة يشرب حتى الماء المالح لكن كلما ازداد شربا ازداد عطشاً..وقيل أثنان لا يشبعان طالب علم ..وطالب مال..
لكن الفرق بينهما كبير.
المسيحية حولت الصليب ىشعارا للافتخار وسلما يرقى بالمرء من درجات الظلام الى درجات النور والسلام حتى جعلوه وسيلة للخلاص من الظلم والهلاك فبنت الدساتير والقوانين ..وفي النهاية اصبحت قوة القانون مطاعة طواعية عندهم ومستمدة من قوة الله..فبنوا دولة..القانون.
الديانات الاخرى..ساهمت في بناء حضارة الانسان… ففي البوذية بوذا وتعاليمه الصارمة المطاعة منهم – انظر اليابان والصين- ..وفي الهندوكية غاندي وتواضعه العادل وتطبيقهم لمبادئه دون تردد..أنظرالهندوس والتزامهم بالوطن والدين..وعموم الهند من عبدة البقر الذين احترموا عباداتهم وقدسوها ، ولا زالوا ينتجون القانون..فنام البقر في شوارعهم محترما ومطمئنا يحميه القانون..
اما نحن فوضعنا الهلال والنجمة شعارا لمساجدنا ولكن بقي الشعار مجهولا لا نفهمه لماذا اختاروه ووضعوه في مساجدهم ومن اين جاؤا به ولماذا لم يحترموه.. ؟ مساجدهم التي اصبحت خاوية على عروشها لا تهش ولاتنش سوى التقليد ولا تحترم انسانية الانسان الا في المناسبات والتقليد ..صلاة تقام وتنتهي ، واخرى تأتي ولا نفهم منهما الا الترديد لكلمات الترانيم التي اصبحت لا تُسمع..حتى من قائليها..فيسهر مواطننا دون نوم خوفا من الساطور..
نقول لشيعة السلطة ..هذا هو نبيكم (ص) الذي به تتفاخرون فكيف لمبادئه تتنكرون .. ولقيمه تجحدون يناديكم فلا تستجيبون ..فلم اذن تحولتم من الصنم الى الدين الذي به تكفرون..؟ فلماذا اذن اللطم والزنجيل على الحسين الشهيد (ع) وأنتم بمصابه تتاجرون وتمتلكون الحقوق دون المواطنين ؟ ..وها هم أهل السُنة عن مبادىء الصحابة بعيدون ولكن بهم يتشبثون وعن مبادئهم وقيمهم ناكرون .وعلى اعتاب الحاقدين على الوطن يركعون ..لا تصدقوهم فكلهم خرجون على القانون مارقون ..وصدق من قال:
“باسم الدين باكونه الحرامية”.
الوصايا العشرة التي جاءت للانبياء والرُسل كلها معززة بمحبة الاخوة والعدل والقانون والابتعاد عن الخيانة واختراق الاصول والايمان بالفضيلة والتعفف ومحبة الانسان..لكنهم حولوها الى شرف بمفهومهم الذي يعتقدون – ولا ندري اي شرف يقصدون – ..هل هووصولهم الى اعلى درجات القوة والمال والسلطان الذي به يتفاخرون ويسيطرون ..أم احتكار السلطة به يقصدون ..؟أنظروا الى موظفي سفاراتهم في الخارج ووزارة خارجيتهم هل يوجد فيها احد من المواطنين لا ينتمي لاحزابهم الباطلة والحاكمين…نعم ..أنظروا الى اولادهم وعوائلهم في الغرب كيف يتصرفون ويعبثون ويأنفون ان يعيشوا في بلادهم ..لكنهم ينكرونها على المواطنين ..ألم يقل السيد العبادي في احدى خطبه المكررة “انهم اصبحوا لا يستطيعون ان يعيشوا مثل المواطنين العراقيين “-ويقصد اهل السلطة- لكنهم في المنطقة الخضراء في الجنس والباطل يرفلون..نعم هذه هي عدالة دولة القانون وقوانين رفحاء الباطلة والجهاديين .. وما يملكون..
لقد جاء حزب الدعوة من اجل العدالة والقانون..حتى أستشهد مؤسسه من اجل المبادىء ومعه مئات الشباب الغض الذي به كانوا يأملون بدولة القانون ..”لا بدولة القانون اليوم ..” ولم يتنازل عنها المؤسس ليخلفه القادمون من خونة التاريخ وسارقي اموال الامة وقاتلي شعبها والاخرون..انهم خونة امة وجبناء مصير …هل تعلمون ..؟..وجاء مثلهم اصحاب الحزب الاسلامي يتنكرون لله وبسم الله الرحمن الرحيم..يجحدون..؟
لقد أخترقوا الدستور والقانون..في المادة 18 رابعا..والقانون رقم 58 في تجديد الدرجات الخاصة ..ومواد دستورية وقانونية اخرى ..وسمحوا للمجرمين من امثال عبعوب والسوداني والشهرستاني والخزاعي والنصراوي وغيرهم كثير يهربون..؟ فهم والالتزام الدستوري و القانوني على طرفي نقيض.ناهيك عن ان الكثير من الفضائين يستلمون اكثر من عشرة رواتب شهرية عن طريق “الكي كارد” دون محاسبة القانون..وما عرضه السيد محمد عبد المحسن في برنامجه “البوصلة”في 29-6-19خير شاهد على ما نقول:..فهل سيردون ؟.فهل الدولة ملكا لهم دون الاخرين..؟
نعم..الأيمان بلا عمل صالح لا نفع فيه ولا صلاح. بهذا التوجه الانساني المقبول ستسكن روحك ايها المخلص الطمئنية وتتحرر من القلق والهموم والندم وتكون انت من المنتصرين بالقيم لا بالمال وخيانة الاوطان …أقسم لكم انهم لا ينامون..رعبا في الليل البهيم..
نحن نقرأ القرآن في المجالس والفواتح والمناسبات الدينية- يا مكثرها عندنا- لكننا لمجرد الانتهاء من المناسبة نتناسى ما سمعنا ووضعنا أيدينا على وجوهنا رحمة.. ويبدو اننا ما كنا نقرأ القرآن ..بل كنا نطرب لسماع صوت عبد الباسط عبد الصمد وليس ايات القرآن المجيد ..؟لكنهم اذا أخطئوا هل سيواجهون ربهم والناس بالاخطاء التي ارتكبوها ويعترفون..والا لماذا لا يحققون في السجناء والمغيبين دون قانون..الم يكونوا عراقيين..لهم كل الحقوق ؟ .فلمَ..لا …يحققون ؟
نعم انهم غداً سيعترفون بخطاياهم اليوم ..لكن القانون لا يسامح المغفلين..أنهم مقصرون تقصير السامع بالشيء من المعاني له..وتقصير المقلد عن المجتهد..ولربما يقصر الاخر في بناء المجددون لمعاناة او تكليف ..لانه واجب مفروض من الله والقانون ان لايقصرون..هنا اذا تجمع التقصير والخيانة معاً .. تكون نهاية المجد الذي به يعتقدون …لا ..انه الانهيار هو الأكيد الذي عنه غافلون…وهكذا حكام دولتنا الباطلة اليوم ……سيواجهون..
فالحكم الصالح دونه لا تنجحون…

أحدث المقالات