28 ديسمبر، 2024 7:18 ص

لقد بكت السماء على الحسين هذا العام حتى اغرقتنا!

لقد بكت السماء على الحسين هذا العام حتى اغرقتنا!

من طرائف خرافات الشيعة انهم يقولون بان السماء بكت دما على الحسين بعد مقتله,وان السماء ما زالت تبكي  على الحسين في عاشوراء,ولهذا سمعناهم اكثر من مرة عندما يصدف ان تمطر السماء في عاشوراء بانهم يقولون بان السماء تبكي على الحسين,وعندما لا تمطر ونسالهم ما بال السماء لم تبكي على الحسين هذا العام يصمتون والخجل يمزق وجوههم!!.

كان صديقي المقرب هو ممن يؤمن فعلا بمقولة ان السماء تبكي على الحسين خصوصا وانه كان ممن يورد لنا رواية ان السماء بكت على الحسين دما في يوم مقتله رغم انهم يقولون انه قتل في الصيف وان العطش كان شديدا حتى كاد يفتك بهم!.

في العام الماضي لم تمطر السماء طيلة الفترة من العاشر من عاشور وحتى العشرين من صفر,ولهذا كنا نضحك على صديقنا هذا ونتطارف معه فنقول له لم لم تبك السماء على الحسين ذاك العام ؟, فكان يقول بان السماء لم تبكي على الحسين لان فساد وجرائم حكومة المالكي قد افسدت حتى سنت السماء ,وان الحسين قد -زعل – على المالكي فلم يمطر السماء مثلما ان السيد السيستاني قد زعل على المالكي ولم يعد يدعوا له او يستقبله.وتوعدنا صديقنا  هذا بانه بمجرد ان يزول حكم المالكي او -ينعدل المالكي في حكمه- فسوف تعود السماء الى سابق عهدها فتمطر علينا خيرا في كل عاشوراء وفي كل اربعينية,وتوعدنا قريبنا هذا بان العام القادم سوف تمطر السماء خيرا لان المالكي قد –انعدل وصار خوش ادمي- حسب قول قريبنا.

كنت اقود السيارة  انا وصديقي هذا في بغداد في صبيحة الثلاثاء عندما هلت اولى زخات المطر,وهنا صاح قريبي –ها! الم اقل ل كان السماء سوف تمطر علينا خيرا هذه السنة؟- وراح يبتسم ويتلوا الصولات على ال محمد وعلى الحسين الذي لولا مصابه لما انعم الله علينا بالمطر.

قضينا بعض حاجتنا وعدنا الى السيارة في حوالي الساعة الواحدة ظهرا ,وكانت السماء ما تزال تمطر, ورغم اني كنت ارفع راسي الى السماء فاراها سوداء مكفهرة في منظر لم نعهده في بغداد, ورغم اني كنت اتوقع ان هذه الغمامة وهذه الزخات من المطر كانت اكبر من ان تكون مجرد-دمعات –السماء على مقتل الحسين,الا ان وجه صديقي كان لا يزال مبتسما وكانه يشمت فيّ لاني كنت ممن يسخر من قصة ان السماء تبكي على الحسين.

ركبنا السيارة في طريق عودتنا الى البيت,كانت شدة المطر تزداد ومعه تقل عكسيا شدة ابتسامة صاحبي,وحيث ان الطريق كان مزدحما وبوادر غرق الشوارع قد لاحت في الافق,لذلك فقد اصبح الطريق الذي كنا نقطعه في ساعة واحدة,طال بنا حتى قضيناه في اربع ساعات بالتمام والكمال!.

خلال هذه الاربع ساعات تبدلت ملامح جه صديقي لدرجة يصعب تصورها,وكم تمنيت ان تكون معي كاميرا فاصور وجهه في اول لحظة لصعوده السيارة وفي اخر لحظة لنزوله منها!,ففي الساعة الاولى كان صديقي ما يزال يدعي بان السماء تبكي على الحسين وكان انحناء فمه الى الاعلى حتى تكاد اطراف فمه ان تمس عينيه من شدة الابتسام.

وفي الساعة الثانية قل انحناء فم صديقي واصبح شبه مستقيم مع –تعقج- في الحواجب والعينين كاحد ملامح الانزعاج,مع استمرار تلاوته للصلوات على محمد وال محمد رغم انه بين الحين والاخر يقول بانه –مقهور- على الزوار الذين يسيرون الى الى كربلاء!.

في الساعة الثالثة اصبح فم صديقي منحنيا الى الاسفل مع –تعقج- اكثر في العينين والحاجبين خصوصا وهو يرى اختفاء –الجزرات الوسطية- من الشوارع,وكذلك وهو يرى بعض سواق التكسيات والباصات وقد غرقت بعض سياراتهم و-طمس-بعضها في الوحل وبات الركاب كالسجين في بطن الحوت.

في الساعة الرابعة,ومع ازدياد شدة المطر,ومع نزول الظلام وازدياد العتمة , بينما لا نزال نحن في وسط –بحار بغداد وامواجها المتلاطمة -,رايت فم صاحبي قد تقوس الى الاسفل حتى كادت اطراف فمه ان تمس حنكه,ورايته وهو ينفث دخان السكارة وكانه يرمي الحمم !!.

لم يعد باستطاعة صاحبي ان يكتم غيضه,ومع سماعنا لصوت المؤذن وهو يرفع اذان المغرب,وقد لاح من بعيد سقف بيته,انفجر صاحبي يصرخ بكلمات جعلتني –افطس- من شدة الضحك. فقد رفع صاحبي عينه الى السماء ثم قال بصوت المعاتب الزعلان:

–          اي كلنا السماء تبجي على الحسين ,بس ما كلنا تلطم وتشك زيجها حتى تغركنا وتغرك حتى قبر الحسين ؟!.