استقال اللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي معلنا انه لن يخوض بعد الان مباراة دولية ولكنه لن يعتزل الكرة.
وكان ميسي الذي يصف هواة كرة القدم بعضا من أهدافه البالغة 500 هدف بالخرافية لقوتها ودقتها ولأنها تقع في لحظات حاسمة؛ اخفق في مباراة كاس أميركا بإدخال هدف في ضربات الجزاء وخسرت الأرجنتين امام منافستها تشيلي.
سيحزن محبو ميسي وتفتقده الملاعب، الا ان الشاب البالغ من العمر 29 عاما ( مواليد 24 يونيو 1987)
قرر الاعتزال لانه اخفق في مهمة علقت عليها الملايين الأنظار. ولم تمثل غير خيبة أمل لعشاقه. فلم يتضرر من انفلات الكرة
خارج الشبكة احد، ولم يكسر رجل منافس له او احدث كدمة في جسد مهاجم او مدافع. ميسي قرر الاعتزال لان الشعور بخذلان عشاقه احرجه ودفعه الى اتخاذ قرار قد يكلفه ملايين الدولارات.
يعتبر ميسي أحد أفضل لاعبي كرة القدم بين مجايليه. و ترشح عدة مرات لجائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب كرة قدم في العالم وهو بسن 20 و 21 وفاز بهما بسن 22 .وتقارن طريقة لعبه ومهاراته بتلك الخاصة بدييغو مارادونا والذي أعلن بنفسه إن ميسي خليفته.
وفي تاريخ اللاعب الشاب الكثير من الإنجازات. وتحول في احدى القرى النائية بافغانستان الى تعويذة من ورق التغليف عثر عليها طفل فقير فرسم عليها رقم 10 واسم ميسي ودحرج أمامه لفة من قماش يلعب بها مع اقرانه تيمننا باسم اللاعب العالمي.
ومع ان محبيه كانوا سيغفرون له هفوة قدم لم تسدد في الهدف؛ الا ان الرجل شعر بالمسؤولية، وقرر ان يستقيل. وتحول القرار الى علامة فارقة اخرى في تاريخه الحافل بالنجاحات. ولم ينتظر ان تخرج الجماهير مطالبة بعودته كما فعل زعيم خسرت قواته حربا ولم تسدد طائراته بعد ليلة حمراء ولو هدف واحد في مرمى العدو. كما لم يتوقع ان يخرج عشاقه يهتفون
” بالروح بالقدم نفديك يا ليو”. ولم يعقد مؤتمرا صحفيا يعلن فيه ” في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الأمة أعلن…” الى اخره من العبارات الفجة الثقيلة التي تصيب أمما وشعوبا بالدوار منذ عقود، وتسبب عسرا في الهضم على مختلف مستويات الجسد البشري.
الرجل اعتزل، ولم يكن خسر حربا او شعبا او دولة او حتى معركة صغيرة في شارع خلفي. فيما يتربع على سدة الحكم ديناصورات لم تحقق اية أهداف كانت تشدقت بتحقيقها حين انتزعت السلطة اما بانقلاب عسكري او بانتخابات مزورة او بالتوريث.
مخلوقات تلعب بالسلطة واجهزتها بدون ضوابط ولا نظام، ولا صفارة بداية او نهاية وبدون محكمين . اهدافهم الوحيدة تسدد ضد شعوبهم وتتحول على مدى عقود الى كوارث سياسية واقتصادية وبيئية واجتماعية .
مخلوقات نتمنى ان تسمع او تشاهد مأثرة ميسي فترعوي. وإذا أمكن فلعل اللاعب الأسطورة يصنع لقاحا اسمه ” ميسي ” يحقن في جسد من يتنطح للحكم في عالمنا المبتلى بديناصورات الكراسي.
والأفضل ان يصُنع العقار من خليط ” ميسي”و” كاميرون” رئيس وزراء بريطانيا العظمى الذي ادرك انه بالاستفتاء على الخروج من الاتحاد الاوربي اطلق العد التنازلي نحو عودة الامبراطورية التي ماكانت تغيب عنها الشمس فيما مضى الى إنكلترا فقط. فاستقال!