17 نوفمبر، 2024 2:04 م
Search
Close this search box.

لقاء سري جدا مع السيد X

لقاء سري جدا مع السيد X

تم أجراء الحوار التالي ، مع السيد X ، في بقعة مجهولة من هذا العالم ، وبتوقيت لا زال غير معلوم ، حتى المحاور لا يعرف له من أسم أو عنوان ، على كل تم الحوار ، وللذين يرومون معرفة من هو السيد x ومن هو المحاور ، عليهم أن يستنتجوا ذلك ، من مجرى سياق الحوار ..
* كتابة التاريخ : التاريخ أكبر كذبة عرفتها الأنسانية ، فالتاريخ يكتبه أعوان أو خدم أو أتباع السلطان أوالحاكم أو الرئيس ، لم يكن يوما هذا التاريخ شفافا صادقا ، وقد يلمس حقيقة الحدث أو الواقعة – بشكل أو بأخر ، ولكنه لا يمثل حقيقة ما وقع أو ما حدث فعلا . والأمثلة كثيرة ، من الماضي أكبر مثال ” واقعة الطف مقتل الحسين بن علي ” ، فالشيعة لهم رواية تختلف عن رواية أهل السنة والجماعة . ومن التاريخ القريب الحرب العراقية الأيرانية 1980 – 1988 ، حيث أن الدولتين تقولان نحن أنتصرنا ، والحقيقة أن الشعبين قد دمرا ! ولم ينتصر أحدا ، وكتبة التاريخ ، كذبوا بما كتبوا عن أي نصر لأي دولة قد تحقق .
* القادة المنتحرون : لازال ” أدولف هتلر ” وزوجته أيفا براون ، هما من أشهر من أنتحرا عقب هزيمته من قبل الحلفاء – في 30.40.1945 ، وفي مقدمتهم الأتحاد السوفيتي ، وشخصيا أرى أن قراره كان يحسب له ، ولكن من جانب أخر لم ينتحر من تسبب بنكسة حرب 1967 ، أي الرئيس جمال عبدالناصر ! . بل أنه حول المسؤولية للمشير عبدالحكيم عامر / الذي أنتحر أو قتل / لا أحد يعلم الأمر ، وحتى أنتحار هتلر ، توجد روايات تنفيه .. ولهذا قلنا أن التاريخ أكبر كذبة .
* تشكيل الحكومات : من أهزل وقائع التاريخ السياسي هو تشكيل الحكومات ، خاصة في الدول العربية ، وأكبر مثالين على ذلك ، ما يحصل في العراق ولبنان .. ، وأذا أخذنا العراق كمثال ، فالكارثة .. أن تشكيل الحكومة معطل من قبل عدة أشهر ، والأحزاب الدينية وغيرها .. تتصارع على نهش الفرصة ! . المأساة .. ليس من حزب أو جهة أو سياسي ينظر للعراق كوطن ، ولشعب العراق كمستفيد ! ، الكل له أجندة خارجية ، تحركه وفق مصالحها الأقتصاسياسية ، والعراق / كشعب ومصالح ، أخر من ينظر له ، المهم السياسيون ينهلون من العراق ، وسيبقوه أخيرا ، لا تستر عورته سوى ورقة التوت .
* رجال الدين : رجال الدين المسيحيين – أغلبهم ، تركوا السياسة منذ القرون الوسطى ، وأصبح تأثيرهم شبه معدوم حاليا ، والأن جاء عصر رجال الدين الأسلامي ، فهم يملأون الدنيا حراكا ، وبأتجاهات متعددة ، فيهم رؤساء دول / أبراهيم رئيسي ، في أيران – من مقلدي ولاية الفقيه ، وفيهم السياسيين / عمار الحكيم ومقتدى الصدر في العراق ، وفيهم الداعية / التي أصبحت مهنة مربحة – كالحويني وحسان والعريفي والعوضي ، وفيهم المتزمت المتطرف المكفر ، وهناك المتقوقع على نفسه ، ومن المؤكد هناك المعتدل الوسطي ..
* الحب : الكل يحب ، ولكن ليس من يحب يعشق ، العشق لا يمكن أن يوجد في عالمنا الحالي ، لأن عالمنا .. عالم مصالح ومجاملات ، عالم كذب وليس عالم صدق ، العالم ينحدر الى عالم هابط في المشاعر والأحساس ، بعد أن كان عالما يشع وفاءا وأخلاصا ، ولكن لازال العشق والوفاء والصدق موجود ، بين بعض البشر المحسوبين على عالم أخر ! .
* الأرهاب : عندما تغيب المحبة يسود الكره ، وعندما يلغى الأخر يحل التعصب ، وعندما تسود نصوص الأقصاء ، لباقي المعتقدات ( أن الدين عند الله الأسلام .. / 19 سورة آل عمران ) ، تتولد نزعات الكراهية والتكفير ، فيولد الأرهاب . في الأزمنة الحديثة الأرهاب ، هو أرهابا أسلاميا ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. / 90 سورة الأنفال ) ، وذلك لأننا ورثنا موروثا أسلاميا موبوءا بالدم والتكفير والتطرف ، وكان نواة لخلق مفهوما حداثويا لثقافة القتل ، وهذا الأمر ، لا يمكن الفكاك منه ألا بحجب هذه النصوص والأحاديث الأقصائية والتكفيرية ، عن المتلقي ، وبذات الوقت يجب رفعها من الدراسات الأولية والمتقدمة ، خاصة من تشكيلات مؤسسة الأزهر الدراسية .
* الحقيقة : الكثير من رجال الدين ، يعتقدون أنهم يحتكرون الحقيقة ، وهذا الأمر مناف للواقع ، لأن الحقيقة أصلا نسبية ، فما هو حقيقي لدي قد يكون هلوسة لديك ، وما يكون واقع لديك قد يكون مجرد خيال بالنسبة لدي .. أن أشكالية أمتلاك ناصية الحقيقة لدى شيوخ الدين ، أدى الى الحجر على عقول الأتباع ، وجعل من وجودهم في العملية الحياتية مغييب ، ويمكن أن نقول أن أمتلاك الحقيقة يتجلى بشكل واضح لدى شيوخ المسلمين – معتقدين أنفسهم وكلاء الله على الأرض ! .
* كلمة أخيرة : لا يمكن أن نعيش بسلام وطمأنينة ، في عالم اليوم ، ألا بشطب الماضي ، بكل ما تشمل الكلمة من مفهوم ، أن كان هذا الماضي ، موروثا أسلاميا جاهليا تكفيريا أقصائيا ، أو كان أسلوبا وتقليدا لحياة متخلفة مغلقة – خارج نطاق الزمن والمكان .. فنحن نعيش في عالم فسيفسائي ، دينيا وعرقيا وأثنيا .. ، قبلنا أو رفضنا ، أن قبلنا ، فهذا يعني قبلنا التحضر والتعايش والتمدن وقبول الأخر ، وأن رفضنا فسنبقى في دائرة أو محيط سوداوي مظلم ، هذا المحيط بجموده ، سيقضي على المجتمع ، ويحوله الى تجمعات قبلية عشائرية متناحرة ..
ملاحظة : أنسحب السيد X ، معتذرا عن تكملة الحوار . لذا جعلنا الفقرة أعلاه ، كلمته الأخيرة .

أحدث المقالات