18 ديسمبر، 2024 8:22 م

الأسواق مكتضة بالمتبضعين صباحاً، وخاصة الناس تتسوق في الصباح الباكر،كان بقربي في السوق أحد الأشخاص، عمره يقارب من عمري، تبدو عليه علامات التعب والأمراض المزمنة، (سَلَمَ علي)، وبدأ يسألني أسئلة عن صحتي وعملي، وقال لي هل تعرفني، اعتذرت منه وقلت لا، ربما تخونني الذاكرة، وإسترسل كلامه بالحديث عن دراسته المتوسطة، وأسماء الطلاب وأسماء المدرسين، ويبدو أن ذاكرته قوية، فهو يذكر كيف كنا نلعب كرة القدم في ساحة الرياضة، وكان طلاب القرى القريبة يأتون إلى المدرسة بواسطة الدراجات الهوائية، والقسم الآخر يأتون على الأقدام في الشتاء ،كان الجو ممطر، والرياح قوية وباردة، وكان المدرس يسمح لهم بالجلوس قرب المدفأة، كانت أياما صعبة، لكنها طيبة وذكرياتها جميلة، وأصبح لنا علاقات صداقة مع الطلاب، رغم كل التوضيح، لم أتذكر زميلي، لأننا إفترقنا منذ فترة طويلة، العسكرية والعمل ومشاغل الحياة فرقتنا، السنوات تمضي سريعةً، فالسنين (زي الثواني)، قال زميلي أنا (سالم) زميلك في الدراسة، عانقته من جديد، وجلست معه في المقهى القريب، تناولنا الشاي، وكان يجلس معنا في المقهى شخص يتابع حديثنا خلسة، ربما أعجبه الحديث عن فترة السبعينات، تلك الفترة التي كان فيها شيء بسيطأً، و طيباً وممتعاً، الطلاب الذين درسوا معنا منهم من رحل إلى الدار الآخرة رحمه الله، ومنهم من لازال على قيد الحياة، الله يعطيه الصحة والعافية، سالم يحمل في ذاكرته أحداث ومواقف حقيقة عن حقبة من الزمن، كان اللقاء ممتع بعد سنوات من الفراق، الأحداث وكأنها (فيلم سينمائي) يعرض قصصاً من حياتنا، الطيبة والمحبة والنية الصافية، كانت أهم أهدافنا بعيدة عن عالم المصالح، ودعت (سالم) بشوق ، وكان أملنا أن نلتقي في الايام القادمة، ونعيد الكلام الجميل، معذرة يازميلي (سالم)، وكما يقال (العتب على الذاكرة).