23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

وقف امامي بهيئة قديس، له حاشية ذا هيبة الملوك، يمطي عرشاً، جلس عليه بوقار، بعد ان اعترى المكان صمت مهيب، سألني بحزن عظيم، كيف حال محمد! (ولده الاصغر)، قلت له: انه مرفوع الرأس كشموخ ايتام الحسين، وما يرى فاجعتك الا جميلاً.قال: الله الله في دينكم، فالسيئة به أحسن من الحسنة في غيره! السيئة فيه تغتفر والحسنة في غيره لا تقبل، الله الله في مرجعكم فهو حجة الله عليكم ونعمته في ارضه، الله الله في وطنكم فأول ما يسأل المرء به عن حمى ارضه، الله الله في مذهبكم فأنه الفرقة الناجية، الله الله الله الله، حتى رن هاتفي فقطع حديث النصح مع شهيد الله.
الشهيد القائد أبو عباس الهلالي في يوم اربعينيته، رجل جسد معاني الوقار، وفصل كل مبادئ الزهد، زأر بوجه أعداء الله، بإشارة من مرجعيته، تخطى جثامين رفاقه، ليثأر للوطن، حتى اصابته رصاصة الحقد، لتلقي به في مسكن ملوك الاخرة، ويترك ثلمة بين المؤمنين في مدينتي.
الشهيد: هو ذلك الكائن الذي شذ عن قاعدة الموت، لأنه لا يريد الافول، وبقي يوقد نوراً يهتدي به اللاحقون، هكذا هي الشهادة وهذا هو الشهيد، دائما ما يتصف بالسكينة، وينطلق من أدنى مستلزمات الحياة، لا بيوت فارهة ولا سيارات مظللة، فأنه اليقين، الفقراء عيال الله، الذين يشتاق لرؤيتهم فيعدهم للشهادة.
الشهيد: شخص لم تروق له عفونة الحقد، فإنبرى لها بما استطاع من قوة، ليصلح اعوجاج الطائفية وليعمم السلام، باحثاً عن رحيق يملي به أنفاسه ورفاقه المسالمة، فوقف بوجه مصدري التفاهة، باذلاً لذلك أغلي ما يملك.
خلاصة القول: الشهادة قدس مقدس، لا ينالها من باع اخرته بالأرذل الأدنى، لذلك لا يستشهد الا من في سماته معالم الاخرة، وكلما رأته تذكرت الله.
سلام.